«4» أزمات تواجه بشار.. هل اقتربت نهاية سفاح سوريا؟

- ‎فيتقارير

يواجه طاغية سوريا وسفاحها، بشار حافظ الأسد، 4 أزمات كبرى يرى محللون وخبراء أنها يمكن أن تمثل نهاية عاصفة لديكتاتور سوريا الصغير الذي تسبب في تدمير بلاده من أجل أن يبقى على العرش منفردا.

وبحسب صحيفة الــ Washington Postالأمريكية، فإن نظام بشار الأسد يواجه أصعب مرحلة منذ اندلاع الثورة في 2011م، أبرزها التوترات المتزايدة مع الحليف الروسي، وانهيار الاقتصاد، والانشقاقات العائلية، وأخيرا ظهور نشاط للمعارضة السورية جنوبا.

التدهور الاقتصادي الحاد

الأزمة الأكثر تأثيرا هي تزايد معدلات الفقر إثر التدهور الاقتصادي الحاد، حيث تؤكد الواشنطن بوست أن الأسد في موقف ضعيف، وتزداد الضغوط عليه مع ازدياد سوء الأوضاع المادية للسوريين، فالاقتصاد المتدهور يدفع السوريين إلى الفقر على نحو غير مسبوق في التاريخ الحديث، لا سيما أن حليفتيه روسيا وإيران في وضع لا يسمح لهما بضخ مليارات الدولارات التي تحتاجها سوريا لعمليات إعادة الإعمار، كما يواصل الأسد رفض الإصلاحات السياسية التي قد تفتح الأبواب أمام التمويل الغربي والخليجي.

ووفقا لــ"لينا الخطيب"، من مركز تشاتام هاوس للأبحاث في لندن، فإن "الأسد قد يكون أكثر عرضة للخطر الآن من أي وقت في السنوات التسع الماضية من الحرب، أصبح يعتمد بشكل كبير على الدعم الإيراني والروسي". مضيفة أن الأسد ليست لديه الآن موارد محلية، وليس لديه شرعية دولية، وليس لديه القوة العسكرية التي كان يملكها قبل النزاع، ويضاف إلى ذلك كله تدهور مستمر للاقتصاد ما يفاقم قائمة المتاعب والأزمات التي تواجه النظام، حيث أشارتWashington Post  إلى فقدان العملة السورية أكثر من نصف قيمتها في الشهر الماضي، وتزامن ذلك مع تضاعف أسعار المواد الغذائية الأساسية، مما يعرض سوريا لخطر الوقوع في المجاعة، بحسب تقرير لبرنامج الغذاء العالمي. لذلك رأت الصحيفة أن المشكلة الأكبر بالنسبة للأسد هي الاقتصاد الذي دمرته الحرب، والعقوبات الأمريكية والأوروبية التي تهدف للضغط عليه، وتمنع أي نوع من الاستثمار أو تمويل إعادة الإعمار.

ولفتت الصحيفة إلى مرحلة سيئة مقبلة سيواجهها النظام، عندما ستدخل في يونيو/ حزيران 2020 العقوبات الأمريكية الجديدة الصارمة حيز التنفيذ بموجب قانون يُعرف باسم قانون قيصر، يستهدف أي فرد أو كيان في العالم يقدم الدعم للنظام.

توتر العلاقات مع روسيا

الأكثر خطورة على نظام الأسد أيضًا هو أن علاقته بحليفه الأكبر روسيا تمر بفترة توتر متزايد خلال الأيام الماضية، حيث انتقدت العديد من المقالات الأخيرة في وسائل الإعلام الروسية النظام بسبب تعنته وفساده، وهو ما أثار تكهنات بأن دعم روسيا لرئاسته قد يتضاءل.

كان النقد الأكبر قد جاء من السفير الروسي السابق في سوريا، ألكسندر أكسينيونوك، الذي قال إن رفض الأسد تقديم تنازلات سياسية يتعارض مع مصالح روسيا، محذرا من أن روسيا وصلت إلى حدود التسوية في عملية السلام التي ترعاها موسكو، والتي تأمل أن تؤدي إلى إصلاحات سياسية.

من جانبه رأى نيكولاي سوركوف، الأستاذ في قسم الدراسات الشرقية في معهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية، أن موسكو تشعر بالإحباط من رفض النظام الموافقة على الإصلاحات السياسية، ورأى أيضا أن مثل هذه الإصلاحات، التي من شأنها أن تضعف سلطة الأسد المطلقة، تعتبر شرطا أساسيا للمصالحة الحقيقية والدائمة.

لكن في المقابل، قال محللون روس إنه "لا يوجد سبب للاعتقاد بأن التعليقات تدل على أي تغييرات رئيسية في السياسة في موسكو".

انشقاقات عائلية

فيما يتعلق بالانشقاقات العائلية، ترى الصحيفة الأمريكية أنه رغم عدم وجود من ينافس الأسد وعائلته على السلطة، مع استعادة النظام لأجزاء كبيرة من سوريا، إلا أن الخلافات بدأت تظهر داخل العائلة الحاكمة، بين رامي مخلوف، ابن خال الأسد والأخير.

ومع انتقال الخلاف بين النظام والملياردير مخلوف إلى العلن، الذي لجأ إلى فيسبوك ليشكو من محاولات النظام لمصادرة ممتلكاته، وذلك بعدما أصبح مخلوف غير قادر على التواصل بشكل مباشر مع الأسد.

أشارت الصحيفة إلى سلسلة الفيديوهات التي نشرها مخلوف، والتي قالت إنها تنطوي على تهديدات متزايدة، إذ أبدى مخلوف معارضته لدفع أكثر من 600 مليون دولار للنظام، حيث يقول النظام إن رجل الأعمال مَدين بالمبلغ لمصلحة الضرائب.

لكن مخلوف -وبنبرة تحدٍّ- لمَّح إلى قدرته على إحداث دمار في الاقتصاد السوري من خلال سيطرته على شبكة من الشركات التي توظف الآلاف من السوريين وتضم شبكة "سيرياتل" القوية للهواتف المحمولة، وهي أكبر شركة في البلاد.

لم يكن مخلوف الوحيد الذي وجد نفسه في هذا المأزق مع النظام، إذ عمد الأخير إلى إجبار رجال أعمال آخرين استفادوا من الحرب على تقديم الدعم لاقتصاد سوريا المتعثر، فضلاً عن أن الأسد يحاول استعادة بعض النفوذ الذي أصبح مشتتاً بين رجال الأعمال الذين يشبهون أمراء الحرب، والعديد منهم بمن في ذلك مخلوف، يديرون الميليشيات إلى جانب مؤسساتهم التجارية، على حد قول الخطيب.

وبحسب أيمن عبد النور، وهو صديق سابق للأسد وانشق عام 2008، فيرى أن "الأمر مختلف عن الضغط على رجال الأعمال الآخرين، هذا داخل الدائرة الداخلية". ويرى أن مخلوف لا يشكل أي تهديد لرئاسة الأسد، لكن أسرة مخلوف في حد ذاتها هي جزء مهم من الطائفة العلوية الحاكمة في سوريا، حيث قدمت شركات مخلوف والجمعيات الخيرية والميليشيات سبل العيش لعشرات الآلاف من السوريين، مما منحه قاعدة دعم داخل المجتمع العلوي المُستاء بشكل متزايد.

تمرد في الجنوب

وبخلاف الانشقاقات العائلية والتدهور الاقتصادي الحاد، فإن الأسد يواجه بوادر تمرّد جديد يلوح في الأفق، داخل المناطق التي استعادت قواته السيطرة عليها، خاصة في محافظة درعا التي اندلعت فيها الشرارة الأولى للثورة على حكم عائلة الأسد في مارس 2011.

ويتمثل التحدي الآخر للأسد في محافظة درعا الواقعة جنوب البلاد، والتي ظهرت فيها بوادر تمرد جديد على حكم النظام، إذ أرسل قواته إلى هناك مع تعرض جنوده في المحافظة إلى عمليات خطف واغتيالات وكمائن أودت بحياة العشرات منهم.

وبحسب التقرير فإن "هذا يعطي شعورا بأن الأسد لا يسيطر على الدولة، هذه أكثر خطورة من أي فترة في الحرب بأكملها، وما لم يتمكن من إيجاد حلول، فلن يحكم أبدا سوريا المستقرة".