رغم أن معظم الأدوية اختفت أوقلت في الصيدليات، إلا أن رئيس غرفة صناعة الدواء باتحاد الصناعات أكد أن مصر لديها 180 مصنعا، ولا يوجد نوع دواء لا يمكن إنتاجه، كما تعمل الدولة على توطين تلك الصناعة، ليستغرب كل من اطلع على هذا التصريح متسائلين، أين اختفى الدواء الذي يتحدث عنه؟.
فأين اختفى الدواء؟!
وللإجابة عن هذا السؤال لا بد أن نرجع لتصريحات رئيس الوزراء مصطفى مدبولي، الذي أكد أن حكومته صدّرت أدوية بقيمة «مليار دولار» العام الماضي، واستهداف تصدير ما قيمته 2.5 مليار دولار في العام الحالي، رغم معاناة المواطنين من «أزمة نواقص» في الأدوية مستمرة منذ شهور.
جاء ذلك خلال زيارته مجموعة من مصانع الأدوية، تحدث مدبولي عن استهداف الحكومة زيادة الصادرات من الأدوية خلال عامين إلى ملياري دولار مع السعي للوصول إلى صادرات دوائية بقيمة 3 مليارات دولار قبل عام 2030، في إطار خطة تطوير «صناعة الدواء»، واستهداف الوصول إلى أكثر من 60 دولة حول العالم.
وشهدت تصريحات مدبولي ردود فعل متباينة في ظل شكاوى المرضى من نقص الأدوية، رغم تعهده، خلال جولته، بحدوث انفراجة وتوفير جميع الأدوية الشهر المقبل، وهو ما لم يحدث.
نقص الأدوية
وأقر رئيس حكومة الانقلاب بوجود نقص في 580 دواءً بالسوق المصرية خلال الفترة الماضية، وتبدو تصريحات رئيس الحكومة بحاجة إلى «مزيد من الإيضاحات»، حسب عضو لجنة الصحة بمجلس النواب (البرلمان) النائب أحمد العرجاوي، الذي أكد لوجود إشكالية في العديد من المصانع الحكومية، التي توقف بعضها عن الإنتاج لمشكلات يمكن حلها، لافتاً إلى أن «مشكلة نقص الدواء لا تزال مستمرة، وبالتالي على الحكومة توضيح أي أدوية جرى تصديرها».
وأضاف: «مصر في التسعينات والثمانينات كانت لديها أهم شركات الدواء ومملوكة لقطاع الأعمال وتصدر إنتاجها للمنطقة العربية، لكنَّ هذه الشركات باتت اليوم أبواب عدد ليس بالقليل منها مغلقة ولا تعمل لأسباب غير معروفة».
وشكك عضو لجنة الصحة بالبرلمان في جدية الحكومة العمل على دعم مصانع الأدوية رغم إمكانية استعادة عدد ليس بالقليل من المصانع المغلقة نشاطها خلال فترة زمنية وجيزة حال توافر الإرادة لهذه الخطوة، مشيراً إلى أن دولاً عديدة في المنطقة نشطت في مجال صناعة الأدوية في وقت لم يكن هناك اهتمام حكومي فعليّ بهذا القطاع الحيوي.
وكان الدكتور جمال الليثي رئيس غرفة صناعة الدواء باتحاد الصناعات، قد أكد أن صناعة الدواء أمن قومي وتعمل الدولة على توطين تلك الصناعة.
وأضاف «الليثي» خلال تصريحات تلفزيونية، أن مصر بها 180 مصنعا للدواء يضم 880 خط إنتاج ولا يوجد نوع دواء لا يمكن انتاجه.
وتابع رئيس غرفة صناعة الدواء: «كل دول العالم تستورد المواد الخام لصناعة الدواء من دولتين هما الهند والصين، وبما أن صناعة الدواء أمن قومي فإن الدولة المصرية تسعى إلى توطين صناعة المواد الخام للدواء”.
وأوضح أن عمر صناعة الدواء في مصر أكثر من 85 عاما، ويوجد في مصر 180 مصنعا للدواء ينتج 8 مليار علبه دواء سنويا، لافتا إلى أن 2.5 مليون مواطن يعملون في مجال صناعة الأدوية.
وأشار رئيس غرفه صناعة الدواء باتحاد الصناعات، إلى أن مصر تمتلك مصانع للدواء ذات كفاءة عالية، وحصلت على التقييم الثالث في جودة صناعة الدواء من منظمة هيئة الدواء العالمية.