أفاد الدفاع المدني السوري بمقتل 20 شخصا وإصابة 10 آخرين أغلبهم من النساء، اليوم الاثنين في انفجار سيارة مفخخة بمدينة منبج في ريف حلب الشرقي شمالي البلاد.
وقال الدفاع المدني عبر حساباته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي- إن القتلى هم 19 امرأة ورجل واحد والمصابون 10 سيدات، ووصف ما جرى بأنها مجزرة مروعة.
وأضاف أن الضحايا عمال زراعة، إذ وقع الانفجار قرب سيارة كانت تقل العمال على طريق رئيسي في أطراف المدينة.
وهذا هو الهجوم السابع بسيارة أو دراجة مفخخة في منبج خلال 5 أسابيع، بحسب الدفاع المدني السوري.
وأول أمس، قتل 3 مدنيين في انفجار سيارة مفخخة وسط منبج.
قسد الإرهابية تواصل زعزة استقرار سوريا
ويشهد ريف منبج معارك بين الجيش الوطني السوري وقوات سوريا الديمقراطية (قسد) وسبق أن اتهم الجيش هذه القوات -التي تهيمن عليها الوحدات الكردية بالوقوف وراء الهجمات المتكررة في المدينة.
ووسط تطورات متسارعة للملف السوري، أطلقت تركيا، على لسان وزير خارجيتها هاكان فيدان، تحذيرا نهائيا لقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، ملوحة بإمكانية اللجوء إلى القوة العسكرية لتحقيق أهدافها. تحذير حمل رسائل متعددة طالت التوازنات الإقليمية والدولية مع إصرار أنقرة على تصفية ما تعتبره تهديدا لأمنها القومي، وأمن المنطقة.
تزامن ذلك مع تغييرات ميدانية للسلطة الجديدة في سوريا تكللت بطردها من تل رفعت ومنبج، لكن الأخيرة تواصل زعزعة استقرار سوريا عبر إرهاب أصفر باستهداف المدنيين من خلال الدرجات والسيارات المفخخة
بينما تقف الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون في دعم غير معلن لقسد باعتبارها “حجر أساس” في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية، حتى لا تكون في تبعات مواجهات مع تركيا التي قد تعيد تشكيل المشهد برمته.
صراع دولي إقليمي
يرى المحلل السياسي طه عودة أوغلو أن ما يحدث في شمال سوريا منذ سقوط نظام الأسد يعكس تطورات متسارعة للصراع بين تركيا وقسد الذي لم يعد يقتصر على الأطراف المحلية، بل تحول إلى صراع إقليمي ودولي دخلت فيه قوى مثل واشنطن وفرنسا، مما يجعل الوضع الحالي نقطة محورية في رسم مستقبل سوريا والمنطقة، خاصة مع وصول الإدارة السورية الجديدة إلى السلطة.
وأضاف أن وصول الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب إلى السلطة خلال أيام سيزيد من تعقيد المشهد، حيث يُتوقع أن تكون هناك مفاوضات مباشرة بين أنقرة وواشنطن لتحديد مستقبل شمال سوريا.
وأوضح المحلل السياسي أن الوضع الحالي في شمال سوريا يعكس تعقيد المشهد الإقليمي والدولي، مما يجعل المشهد مفتوحا على عدة سيناريوهات.
التدخل الأمريكي والمصالح الصهيونية
من جانبه، أكد الباحث في مركز سيتا للأبحاث، كوتلوهان قورجو، أن روسيا فقدت تأثيرها الفعلي في المشهد السوري، مما يجعلها عاجزة عن التدخل لعرقلة أي عملية تركية ضد العمال الكردستاني أو وحدات حماية الشعب الكردية.
وقال: إن “العامل الرئيسي الذي سيحدد المشهد هو السياسة الأميركية، فإذا قرر ترامب تنفيذ وعده السابق بالانسحاب من سوريا، فمن المرجح أن يفضل التعاون مع تركيا لإدارة العملية بالنظر إلى الصورة الكاملة للوضع السوري، أما إذا بقي تحت تأثير اللوبي الإسرائيلي وقرر الاستمرار في الوجود العسكري، فقد يؤدي ذلك إلى تعقيد المشهد”.
وبعد استعادة الجيش الوطني مدينة منبج في ديسمبر الماضي، وذلك بالتزامن مع إسقاط نظام بشار الأسد، حرصت الإدارة السورية الجديدة إلى إرسال تطمينات للأكراد ودعوتهم للانسحاب من المناطق التي يسيطرون عليها في شمال وشرق سوريا، والانضواء تحت لواء الحكومة الجديدة وذلك حقنا للدماء، لكن المسار الإرهابي بدعم أمريكي خفي مازال هو الغالب.