أعلنت وزارة الدفاع الإسرائيلية، الأحد، وصول شحنة أسلحة تحتوي على 1800 قنبلة من طراز MK-84 من الولايات المتحدة، بعد قرار الرئيس دونالد ترامب رفع الحظر عنها، عقب تعليقها من قبل إدارة الرئيس السابق جو بايدن، العام الماضي، وفق يديعوت أحرونوت، وذلك تزامنًا مع وصول وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو إلى تل أبيب، في أول زيارة له إلى الشرق الأوسط.
وأضافت أن “السفينة التي تحمل ذخائر ثقيلة من طراز MK-84 وصلت ميناء أشدود، وتم تفريغ حمولتها على عشرات الشاحنات التابعة لوحدات النقل في الجيش الإسرائيلي، ونقلها إلى قواعد سلاح الجو الليلة الماضية”. وقال وزير الدفاع يسرائيل كاتس: إن “هذا يشكل رصيدًا مهمًا للقوات الجوية والجيش الإسرائيلي”.
وتُعرف قنابل MK-84 باسم “القنابل الغبية”، إذ يتم إسقاطها دون أي توجيه، مما يجعل إصابة الهدف تتطلب إسقاط عشرات أو مئات منها، فباستخدام القنابل الذكية أو الموجهة بدقة، يمكن تقليل نسبة الخطأ إلى ثلاثة أمتار فقط، في حين يصل معدل الخطأ في القنابل الغبية إلى أكثر من 30 مترًا، ما يشكل خطرًا كبيرًا على المدنيين، خاصة في المناطق شديدة الازدحام.
وحسب يديعوت أحرونوت، أكدت وزارة الدفاع وصول أكثر من 76 ألف طن من المعدات العسكرية إلى إسرائيل في 678 رحلة و129 بارجة، وعلقت هذا أكبر قطار جوي وبحري في تاريخ دولة إسرائيل.
وخلال الشهر الحالي، أخطرت وزارة الخارجية الأمريكية الكونجرس رسميًا بأنها تخطط للمضي قدمًا في مبيعات أسلحة لإسرائيل بقيمة تزيد عن 8 مليارات دولار، سبق وتم تعليقها في ولاية الرئيس جو بايدن، متجاوزةً بذلك عملية المراجعة غير الرسمية التي كانت جارية في لجنة تابعة لمجلس النواب، وفق نيويورك تايمز، التي قالت إن ترامب بقراره هذا تجاوز الكونجرس.
وشحنة قنابل MK-84 ليست الوحيدة التي علقها بايدن، ثم رفع الحظر عنها ترامب، فوفق يديعوت أحرونوت هناك شحنة أخرى تحتوي على 132 جرافة من طراز D9، تم رفع الحظر عنها أيضًا، في طريقها الآن إلى إسرائيل، تلك الجرافات اشترتها إسرائيل من شركة كاتربيلر وعلقتها إدارة بايدن.
ويستخدم جيش الاحتلال الإسرائيلي تلك الجرارات في ساحات القتال “لتطهير الطرق أمام القوات البرية من الفخاخ المتفجرة وغيرها من العوائق، بالإضافة إلى توفير الحماية للجنود الذين يسيرون وراءها ومنع تعرضهم للأذى”، وفق إندبندنت.
وحسب إندبندنت، تتميز تلك الجرافة، التي يبلغ وزنها 62 طنًا، بمحرك ديزل بقوة 405-410 أحصنة، وقوة جر هائلة تبلغ 71.6 طن متري، كما يبلغ ارتفاعها 4 أمتار، وعرضها وطولها 8 أمتار.
ويتضمن التعديل الأساسي لجيش الاحتلال في الجرافة المعروفة بـ”تيدي بير”، تركيب مجموعة دروع أصلية تحمي الأنظمة الميكانيكية ومقصورة القيادة.
وفي عام 2015، جرى تزويد “تيدي بير” بدورع شرائحية لضمان حمايتها من القذائف الصاروخية RPG. وتحيط تلك الدروع بشكل كامل بالمركبة.
تلك الأسلحة والجسور البرية والجوية الأمريكية لإسرائيل، تمثل رسائل تشجيعية لنتانياهو على المضي في مخطط الإبادة الجماعية للفلسطينيين، من أجل السير في مخطط التهجير وسيطرة ترامب على غزة.
جحيم ترامب
وكان ترامب، أعلن ، أمس، دعمه لأي قرار تتخذه إسرائيل بعد أن انقضت ظهر أمس السبت المهلة التي منحها لحركة حماس للإفراج عن جميع الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة، وإلا فإنه سيفتح أبواب الجحيم.
وكتب ترامب على منصته سوشيال تروث، بعد دقائق من إتمام المرحلة السادسة من تبادل المحتجزين بين حماس وإسرائيل، سيتعين على إسرائيل الآن أن تقرر ما ستفعله بشأن الموعد النهائي المحدد للإفراج عن جميع الرهائن في الساعة 12 ظهرًا من اليوم (بتوقيت الولايات المتحدة)، ستدعم الولايات المتحدة القرار الذي ستتخذه.
يأتي ذلك بعد أيام على تهديده حركة حماس، الثلاثاء الماضي، بـ”جحيم حقيقي” إذا لم تفرج عن جميع المحتجزين الإسرائيليين لديها بحلول ظهر السبت ، قائلًا: “دع الجحيم يندلع؛ تستطيع إسرائيل أن تتغلب عليه”.
وفي اليوم التالي، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: إنه “وجه جيش الاحتلال بحشد القوات داخل قطاع غزة وفي محيطه، وإذا لم تُطلق حماس سراح جميع المحتجزين بحلول ظهر السبت، فإنه سيعود للقتال العنيف حتى تتم هزيمة حماس في النهاية”.
وعلى أية حال، فإن مخاطر العودة للقتال تبقى خيارا متصاعدا معقلية ترامب وفوضويته في فرض أراء عبثية بالقوة، وهو ما يتناغم مع أحلام نتانياهو واليمين الصهيوني المتطرف، ولا يمكن لجمه إلا بدعم المقاومة الفلسطينية على الأرض من قبل الدول العربية، التي لا تستطيع مواجهة ترامب للأسف، وهو ما يضع العبء الأكبر على فصائل المقاومة الفلسطينية والشعوب العربية والإسلامية.