أعلنت وزارة الداخلية في غزة، الأحد، عن استشهاد ثلاثة من عناصر الشرطة جراء قصف إسرائيلي استهدفهم أثناء تأمين مساعدات في منطقة المطار شرق رفح، فيما أصيب 7 آخرون، برصاص الجيش الإسرائيلي خلال مواجهات وسط مدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة، عقب اقتحام قوة إسرائيلية خاصة من وحدة المستعربين، بلدة نابلس القديمة، وحصار منزل فيها.
وقال بيان لوزارة الصحة الفلسطينية: “7 إصابات برصاص الاحتلال في نابلس، تعاملت معها الطواقم الطبية في مستشفى رفيديا الحكومي، بينها إصابتان بحالة متوسطة-خطيرة، والإصابات الأخرى بحالة طفيفة”.
واقتحمت قوة إسرائيلية خاصة، صباح الأحد، البلدة القديمة في نابلس، وحاصرت أحد المنازل، ثم تبعتها تعزيزات عسكرية من جهة حاجز دير شرف غربي المدينة.
وسمعت أصوات انفجارات واشتباكات مسلحة في محيط المنزل المحاصر داخل البلدة القديمة، فيما دارات مواجهات بين شبان فلسطينيين والجيش الإسرائيلي في محيطها، وفق شهود عيان.
وبين شهود عيان أن قوة إسرائيلية خاصة حاصرت منزلًا في حارة العقبة ببلدة نابلس القديمة، وانتشرت في منطقة الجامع القديم، وسط إطلاق الرصاص الحي.
وكان الهلال الأحمر الفلسطيني قد ذكر في بيان في وقت سابق الأحد، عن “إصابة مسن (60 عامًا) في القدم بالرصاص الحي أطلقه الجيش الإسرائيلي خلال مواجهات في محيط البلدة القديمة بنابلس”.
وأشار في بيان آخر، لوقوع “إصابتين بشظايا الرصاص الحي في القدم لشابين (25 و18عامًا) خلال الاقتحام المستمر لمدينة نابلس”.
حماس: خطط تهجير شعبنا ستبوء بالفشل الذريع
قال القيادي في حركة حماس محمود مرداوي: إنّ “خطط التهجير ضد الشعب الفلسطيني ستبوء بالفشل الذريع، أمام تحدي المقاومة وثبات الحاضنة الشعبية في الضفة الغربية”.
وأضاف في تصريحات نقلتها القناة الرسمية للحركة عبر تطبيق «تليجرام»، صباح الأحد، أن «الاحتلال ينفذ خطةً مدروسةً وممنهجةً لتهجير الفلسطينيين، من عدوانٍ متواصلٍ واستيطان مستفحلٍ وقوانين عنصرية وحربٍ نفسية، لجعل الحياة غير ممكنةٍ للفلسطينيين».
وشددّ على أن «المقاومة وحاضنتها الشعبية على وعيٍ بخطورةِ خطط التهجير»، ذاكرا أن جيش الاحتلال ومستوطنيه لن يشعرُوا بالأمانِ على هذه الأرض الفلسطينية المباركة.
ودعا إلى ضرورة تعزيز الصمودِ والدعم ولا سيما في القرى الفلسطينية المهددة، عبر تعزيز المشروعات التنموية، وفضح سياسات الاحتلال في المحافل الدولية.
وأوضح أن الاحتلال يسعى لتهجير الفلسطينيين عبر الاعتداءات المتواصلة من جيش الاحتلال ومستوطنيه، وبناء المستوطناتِ وربطها بشبكاتٍ خاصةٍ تمنع الفلسطينيين من الوصول لأراضيهم، وتصعيد إرهاب المستوطنين بحمايةٍ من جيش الاحتلال، وحرق محاصيل المزارعين الفلسطينيين والتضييق على مصادر رزقهم.
ولفت إلى أن «الهدف الاستراتيجي من تواصل اعتداءات الاحتلال ومستوطنيه ومصادرة الأراضي تحت مسوغ أراضي دولة أو اعتبارها مناطق عسكرية مغلقة ومنع البناء بحجة عدم الترخيص وإقامة الحواجز وتقسيم المناطق، هو خلق بيئة طاردة للفلسطينيين، وإجبارهم على الهجرة».
وأكد أن الاحتلال يسعى لضرب الحاضنة الشعبية في الضفة الغربية، قائلا: إن “إيمان الفلسطينيين بأرضهم، سيُفشل جميع مخططات الاحتلال الساعية لتهجيرهم”.
نزوح أكثر من 90% من سكان مخيمي طولكرم ونور شمس
أكد مدير العلاقات العامة والإعلام في بلدية طولكرم، مهند مطر، الأحد، نزوح أكثر من 90% من سكان مخيمي طولكرم ونور شمس شمالي الضفة الغربية، بفعل عدوان الاحتلال الإسرائيلي، مشيراً إلى أن حركة النزوح الجماعي التي تشهدها طولكرم غير مسبوقة، فيما تغيب إحصائيات رسمية دقيقة حول عدد النازحين وحجم الدمار مع تواصل العدوان.
وبحسب ما يشير مطر، فإن الأوضاع الإنسانية في مدينة طولكرم ومخيميها، نور شمس وطولكرم، باتت سيئة للغاية، خاصة في المخيمات التي تعيش حصارًا خانقًا فرضته قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وأوضح أن الحصار مستمر على مخيم طولكرم منذ 21 يومًا بالتوازي مع استمرار اقتحام مدينة طولكرم، بينما يدخل مخيم نور شمس يومه الثامن تحت الحصار، مما أدى إلى حركة نزوح جماعي غير مسبوقة.
وأشار مطر إلى أن أكثر من 90% من سكان المخيمين، أي ما يزيد على 20 ألف مواطن، اضطروا إلى النزوح، غالبيتهم لجأوا إلى منازل أقاربهم داخل مدينة طولكرم وضواحيها، بينما تم استقبال آخرين في مراكز إيواء خصصتها الجهات المختصة.
وأشاد مطر بحالة التكاتف المجتمعي الكبيرة بين الجهات الرسمية والأهلية، حيث إن هذا التكاتف جاء رغم غياب أي استعدادات مسبقة لهذا النوع من الكوارث، مؤكدًا أن النزوح شمل تقريبًا المخيمين بالكامل.
فيما أكد المفوض العام للأونروا أن أكثر من 40 ألف فلسطيني أجبروا على مغادرة منازلهم في الضفة الغربية، حسبما ذكرت وسائل إعلام فلسطينية.
أشار إلى أنه لا توجد وكالة أممية أخرى قادرة على تقديم الخدمات التي تقدمها الأونروا، مؤكدا أن الوضع المالي للوكالة سيئ وليس هناك وضوح بشأن المستقبل.
وفي 21 يناير الماضي، بدأ الجيش الإسرائيلي عدوانا عسكريا على شمال الضفة الغربية خلّف 55 قتيلا حتى السبت، وفق معطيات فلسطينية رسمية.
ومنذ بدء الإبادة في قطاع غزة، وسّع الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، ما أسفر عن استشهاد ما لا يقل عن 916 فلسطينيا، وإصابة نحو 7 آلاف، واعتقال 14 ألفا و500 آخرين، وفق معطيات فلسطينية رسمية.
وبدعم أمريكي ارتكبت إسرائيل بين 7 أكتوبر 2023 و19 يناير 2025، إبادة جماعية بغزة خلفت نحو 160 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.