هل يؤثر الحراك العربي على مخطط ترامب لتهجير الفلسطينيين؟

- ‎فيعربي ودولي

وسط حراك عربي على المستوى الرسمي للرؤساء والملوك ضد مخطط ترامب لتهجير الفلسطينيين، لكن هل هذا الحراك يخفي وراءه نية غادرة بالقضية الفلسطينية، مثلما كان حديث الملك عبدالله مع ترامب بتأكيده موافقته على مقترحاته لكن عندما عاد إلى وطنه صرح بتصريحات مختلفة.

الكل يعلم أن معظم قادة العرب هم عملاء للصهاينة والأمريكان، فمع هذا التحرك الذي يرى الخبراء أنه يخبئ خلفه نوايا سيئة، بعد أن فضح مسئول بالجيش المصري لميدل ايست عن أن سيناء لن تستقبل الفلسطينيين وأن السيناريو الذي يستعدون له هو استقبالهم بمحافظات مصر، ما يطرح سؤالا هل تم تفريغ سيناء من أجل الفلسطينيين أم للحلم اليهودي الذي لن يتخلى عن اعتقاده بأن سيناء جزء من دولته المزعومة؟.

ورغم تلك التكهنات إلا أن السياق العام يشير إلى أن خروج خطة ترامب إلى التنفيذ تواجهه تعقيدات مختلفة، ويراها بعض المحللين والخبراء في إطار التهويل والضغط في سياق العملية التفاوضية، إلا أن قراءات عديدة للإدارة الأمريكية وعلى رأسها ترامب تشير إلى أنها قد تمضي في مشروعها لتدمير وجود الشعب الفلسطيني ومنح البلاد كاملة للحركة الصهيونية، إذا لم تواجه بصلابة عربية وإسلامية، ومشروع فعلي متعدد الطبقات يعقد العملية أمامها ويحملها على الاقتناع أن هذا المشروع محكوم عليه بالفشل، لكن لا مشروع يظهر فعليا رغبة هؤلاء في إفشال مخطط ترامب.

كيف تعلن الحكومات العربية مساندتها  لفلسطين في حين تقمع التظاهرات الرافضة لذلك؟

بعد سنوات من القمع والواقع المعقد في عدة دول عربية، جراء السطوة الأمنية والقمع، تبدو فكرة التظاهر ضد مشروع ترامب غير قابلة للتطبيق في المدى المنظور، وهي أحد المشروعات التي يمكن أن تضغط على الإدارة الأمريكية فتنظيم تظاهرات في الشارع تعبر عن رفض شعبي قوي، غير مطروح.

فلكي تحقق الحكومات تصديا لمشروع ترامب لا بد من ظهير شعبي قوي، فأهمية الحراك الشعبي تتجاوز مجرد مرحلة التعبير عن الغضب لفترة محدودة، ثم العودة إلى الروتين، بانتظار المشروع الإسرائيلي الأمريكي القادم، بل تفرض خطورة المرحلة إعادة الاعتبار إلى قيم التنظيم في الحركة السياسية، التي تعني نقل الحراك العربي والإسلامي من العفوية القائمة على الفورة الشعبية والانفعالية إلى الديمومة والتصميم والاستمرارية لدفع الأنظمة نحو الاستمرار في الرفض، ومنع التراجع أو القبول بالصفقات.

 

منح المقاومة الحراك السياسي

ولكي تنجح الحكومات في التصدي لترامب، فلا بد من منح المقاومة حرية الحراك السياسي، وهو من الصعب أن تدعم الحكومات القمعية المقاومة فهي من الخارج تتغنى بها ومن داخلها تكيد لها المكائد.

 

منح المقاومة الفلسطينية حرية الحركة

تواجه قوى المقاومة الفلسطينية تعقيدات، في المنطقة العربية والإسلامية، بينها معاداة أنظمة لها، والعمل على الحد من قدرتها على الحركة السياسية والميدانية في سياق مشروعها في مواجهة الاحتلال.

فهل ستسعى القوى العربية إلى توفير الغطاء الشعبي والسياسي للقوى الفلسطينية؟، رغم صعوبة هذه العملية نظراً لسطوة الأنظمة، حيث إن هامش الحرية فيها لن يسمح بذلك.

ففي حين أن تمتين العلاقات بين الأحزاب السياسية العربية وقوى المقاومة يمنحها منبراً آخر لبث صوتها وموقفها ورؤيتها للشعوب وإزالة التشويش الذي قد يقع بسبب الخطابات السياسية المعادية لها  حرصت بعض الأنظمة على تشويهها وشيطنتها في السنوات الماضية.