القمة العربية تختتم أعمالها وسط رفض صهيوني أمريكي وترحيب من حماس.. فماذا بعد؟

- ‎فيتقارير

بعد اختتام أعمال القمة العربية الطارئة في القاهرة وصدور البيان الختامي الذي أعلن تبني الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة، علقت وزارتا الخارجية الإسرائيلية والأمريكية على ذلك مؤكدين رفضهما خطة الدول العربية للتعامل مع غزة، فيما أعلنت حماس عن ترحيبها.

 

رفض صهيوني

وأفادت الخارجية الصهيونية في بيان لها، بأن البيان الصادر عن القمة العربية لا يعالج حقيقة الوضع في غزة، مشيرة إلى أن حركة حماس لا يمكن أن تبقى في القطاع.

كما قالت إن بيان القمة العربية لا يذكر الهجوم الذي نفذته حماس في السابع من أكتوبر 2024.

وأضافت أن بيان القمة العربية يعتمد على السلطة الفلسطينية وأونروا “الفاسدتين”، وفق وصفها.

وتابعت قائلة إنه يجب تشجيع سكان غزة على فكرة الرئيس الأميركي دونالد ترامب وتهجيرهم من القطاع.

 

حماس ترحّب

في المقابل رحبت حركة حماس بانعقاد القمة العربية الطارئة في القاهرة، لافتة إلى أن عقد القمة العربية مرحلة متقدمة من الاصطفاف العربي والإسلامي مع القضية الفلسطينية.

وثمنت إجماع القادة العرب على رفض خطط الاحتلال للتهجير، مرحبة بخطة إعادة إعمار غزة التي اعتمدتها القمة العربية.

كذلك دعت إلى توفير مقومات إنجاح الخطة العربية لإعادة إعمار غزة، مؤيدة قرار تشكيل لجنة الإسناد لإدارة غزة باعتبارها جزءا من دولة فلسطين. ورحبت بدعوة الرئيس الفلسطيني لإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية.

 

عن نتائج القمّة العربية.. ماذا فيها.. وماذا بعد؟

علق المحلل السياسي ياسر الزعاترة على مخرجات القمة، قائلا، قرأت الخطّة المصرية التي تمّ اعتمادها في القمّة العربية، وهي طويلة (91 صفحة). الجزء السياسي محدود، وما تبقى هي خطّة إعمار مفصّلة، يبدو واضحا أنها من إعداد خبراء في التطوير العقاري ومجال البنية التحتية. في الجانب السياسي، يمكن القول إنها تقليدية تحاكي “المبادرة العربية” التي تمّ الإعلان عنها في قمّة بيروت 2002، طبعا بتكرارها الحديث عن الدولة في أراضي 67، وهنا تتبدى المعضلة. الصهاينة يرون أن هذا الخطاب لا يعدو أن يكون جزءا من الماضي حين كانت لعبة الاستدراج لمنظمة التحرير والنظام العربي الرسمي تتواصل من أجل تكريس شرعية “كيانهم”، قبل أن يُسفروا عن مطامعهم الحقيقية، ويعلنوا بقرار إجماع في الكنيست رفضهم إقامة “دولة فلسطينية”، ويبدأ نتنياهو وعصابته في الحديث تصريحا وتلميحا عن ضمّ الضفة الغربية وتهجير أهلها، وصولا إلى فرض وقائع احتلالية جديدة في سوريا ولبنان.

 

خطة ليست موجهة لحماس

ولفت الزعاترة إلى أن هذه الخطّة ليست موجّهة لـ”حماس”، لا سيما أنها لم تأتِ على ذكر سلاحها بشكل مباشر، وتحدّثت عن لجنة غير فصائلية تدير الوضع لستة شهور (لا ترفضها الحركة)، تليها ترتيبات جديدة توحّد القطاع مع الضفة الغربية، وهو ما لا ترفضه الحركة أيضا، ما دامت النتيجة هي الانسحاب الكامل وإعادة الإعمار.

 

هل يمكن فرض الخطة على الكيان؟

ونوه إذا كان بوسع الأنظمة العربية أن تفرض هذه الخطة على “الكيان”، فيمكن أن نرفع لها القبّعات، رغم رفضنا للعبة الحلول السياسية من أساسها. أما “حماس”، فلن تحتاج إلى موقف رافض، لأن المواجهة هنا ليست معها، بل مع “الكيان” وسيّده الأمريكي.

 

موقف عباس

وأكد أن عباس بدوره قبل الخطة على مضض، لا سيما أنه يدرك أن “فتح” في غزة توالي عدوّه اللدود (دحلان)، فيما “حماس” القطاع ليست سهلة المنال كما هو حالها في الضفة، حيث الوجود المباشر للاحتلال، وحيث العسكرة المحدودة للحركة بسبب ظرفها الصعب.

وأضف ما ثبت للقاصي والداني من أن مساره ضرب من العبث، ما يعني أنه سيواجه الشعب حتى لو تمّ تجاوز الشتات الذي لم يعد له في صفوفه أي حضور. أما الانتخابات الحقيقية، فلن تتركه في السلطة، حتى لو تركته الأقدار حيّا، هو الذي سيكمل التسعين في العام القادم.

 

https://x.com/YZaatreh/status/1897008403131850800