دراسة: ترامب لا يريد التهجير في حد ذاته .. الضغط لفرض استبدال حكم حماس عربيا ومبرر لاختلالات نتنياهو

- ‎فيتقارير

 حددت ورقة بحثية بعنوان “مقترح الرئيس الأمريكي بتهجير الفلسطينيين إلي مصر والأردن: الدوافع وفرص النجاح” عدة أسباب تدعم فكرة أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لا يهدف منها بالضرورة إلى التهجير، وإنما أقصى ما يهدف إليه، يتمثل فيما يلي:

 

مبرر لاختلالات النتنياهو

واشارت إلى أن الهدف من خطة ترامب للتهجير هو تقديم المبررات لعدم اتخاذ إدارة ترامب يدًا حازمة مع نتنياهو للحفاظ على وقف إطلاق النار في غزة في المرحلتين القادمتين، وظهرت نظريات تفيد بأن حكومة نتنياهو ربما أبرمت صفقة مع فريق ترامب الانتخابي قبل الانتخابات، حيث زعمت حركة “غير الملتزمين”، وهي المجموعة المؤيدة للفلسطينيين في الولايات المتحدة التي سعت إلى الضغط على إدارة بايدن والمرشحة الديمقراطية كامالا هاريس بشأن سياستهما تجاه غزة: أن ترامب وعد بدعم التوسع الاستيطاني، وتقليص المساعدات الإنسانية، والعودة إلى العمليات العسكرية في غزة في مقابل تعزيز صورة ترامب من خلال تعهده بالعمل على وقف إطلاق النار، وهنا، قد يروج ترامب بأن نتنياهو اضطر للعودة إلي القتال في غزة نتيجة رفض الدول العربية لاستقبال الفلسطينيين (مؤقتًا)، والترويج بأن مسئولة اسقاط اتفاق وقف إطلاق النار في غزة تتحملها الدول العربية وليست “إسرائيل”.

 الضغط لاستبدال  حماس عربيا

أما ثاني الأسباب التي لضغط ترامب أن تضغط مصر والأردن المضغوط عليهما منه، للمشاركة في صنع بديل عن حماس لحكم قطاع غزة، فالولايات المتحدة الأمريكية ودول الاتحاد الأوروبي، تنأى بنفسها جميعًا أن تكون قواتها جزءًا من الحل في غزة، لأنها لا تريد مواجهة مباشرة مع حماس ولا فصائل المقاومة الفلسطينية.

 وأوضحت أنه في المقابل، لا يوجد أي حل مطروح على الطاولة ما دامت الدول العربية، وفي مقدمتها مصر والأردن ترفض القيام بنفس الدور.

 ولفتت إلى أن ترامب يضغط لتنفيذ أي من الرؤيتين المطروحتين (المقبولتين أمريكيًا وإسرائيليًا) فيما يتعلق بمستقبل غزة؛ ففي الرؤية الأولي لا تكون حماس حاضرة البتة في حكم القطاع، وفي الثانية تحضر بمشاركة أصغر في الحكم، مع ضمانات أمنية تلتزم بها مصر، وتشديد الرقابة على معبر رفح بمشاركة قوات دولية.

 ضغط أوسع على العرب

 بل ذهبت الورقة إلى أن الضغط ذو هدف بعيد علي الدول العربية لتمرير الرؤية “الإسرائيلية” الأمريكية في ضم البؤر الاستيطانية والمستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية، أو حتي ضم مناطق من لبنان وسوريا بعد سيطرة “اسرائيل” عليها، دون أن يثير ذلك أي اعتراض عربي، بل وربما تضغط الدول العربية علي الفلسطينيين لتمرير تلك الرؤية حتي لا تتعرض هي لضغوطات تهدد أمنها القومي.

 هدف داخلي للكتلة الصهيوأمريكية

 ومن الأهداف للتشدد الترامبي بحسب الورقة هو الحفاظ علي الائتلاف الحكومي “الإسرائيلي” من الانهيار من خلال ضمان عدم انسحاب وزير المالية “الإسرائيلي” بتسليل سموتريتش من الحكومة في حالة استكمال المرحلتين الثانية والثالثة لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة، بل وإمكانية عودة وزير الأمن القومي المستقيل إيتمار بن غفير للحكومة؛ وذلك بدعوي أن قدوم ترامب يمثل فرصة لهذا التيار اليميني لتنفيذ كل مخططاته، وبالتالي فإنه يجب عدم تفويت هذه الفرصة من خلال منع سقوط الحكومة اليمينية المتطرفة الحالية.

واستشهدت في هذا النقطة بتهنئة “بن غفير” الرئيس الأمريكي على مقترحه (تهجير سكان غزة إلي مصر والأردن)، قائلًا إنه أحد أهم مطالبنا منذ بداية الحرب، مضيفًا “عندما يطرح رئيس أكبر قوة في العالم ترامب الفكرة بنفسه، يجب على الحكومة الإسرائيلية تنفيذها. علينا تشجيع الهجرة الآن”.

 واعتبار “سموتريتش” أن “مساعدة أهل غزة على إيجاد أماكن أخرى لهم لبدء حياة جديدة بعد 76 عامًا ظل فيها غالبية سكان القطاع محتجزين بالقوة في ظروف قاسية للحفاظ على طموح تدمير دولة “إسرائيل”، هي فكرة رائعة”، مضيفًا أنه وبعد سنوات من “تقديس الإرهاب” بحسب تعبيره، سيتمكنون من تأسيس حياة جديدة وأفضل في مكان آخر.

 حل المعضلات

وقالت الورقة إنه علي المستوي الاستراتيجي، تهدف فكرة تهجير الفلسطينيين من أراضيهم إلى حل المعضلات الأمنية والقانونية، بل والأخلاقية لـ”اسرائيل” عن طريق تحويل القضية الفلسطينية من قضية أرض محتلة وشعب يبحث عن حقه الشرعي في تقرير مصيره، إلى قضية إنسانية بحتة، تبحث عن تقديم العون للشعب الفلسطيني عن طريق تهجيره من أراضيه، ليس فقط نحو تفريغ القضية الفلسطينية من مضمونها، بل ونحو تصدير أزمات “اسرائيل” إلى الدول العربية المحيطة بها حتى إذا ما حدث انفجار تكون توابعه في هذه الدول بعيدة عن الدولة العبرية.

 

مستويات مرحلية

وعلي المستوي التكتيكي، قالت الورقة إن “إسرائيل” تسعي، ومن خلفها واشنطن، إلي مقايضة عملية تهجير الفلسطينيين بضرورة إيجاد جسم عربي، أو فلسطيني أو دولي، يأخذ على عاتقه السيطرة المدنية على القطاع ويمنع عودة حماس للحكم، حتي لا يتم إلقاء العبء على دولة الاحتلال كما حدث بعد عام 67.

 

ويفسر ما يشبه التراجع الأمريكي عن تصريحات ترامب، عندما أعلن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو أن واشنطن ستمنح البلدان العربية فرصة للتوصل إلى خطة بشأن غزة. وقال روبيو: “سنمنح البلدان العربية فرصة للتوصل إلى خطة بشأن غزة وأعتقد أنهم يعملون بحسن نية”.

وأضاف: “إذا كانت لدى الدول العربية خطة أفضل بشأن غزة فهذا أمر جيد”. وتابع: “الشركاء العرب سيجتمعون في السعودية في غضون أسبوعين ثم يعودون إلينا بخطة بشأن غزة”. 

https://politicalstreet.org/7087/