الشرع يزور أبوظبي على طائرة إماراتية .. و”بن زايد” يتقمص فارس أحلام “تكنوقراط” سوريا

- ‎فيعربي ودولي

 

 

تأتي زيارة الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع للمرة الأولى إلى عاصمة الثورات المضادة، سواء أراد الشرع الذي خرج من رحم الثورة، أن يضع تلك المعلومة في ذاكرته أو يتغافل عنها، محققة لرئيس الإمارات نوعا من أريحية مصطنعة مع اللحى والإسلاميين، والذي يضع المئات منهم في سجونه للعام ال13 على التوالي رغم انقضاء مدد حبسهم قبل سنوات، ويعرض على وفد الشرع ميزات اقتصادية ويوافق على لقائه برجال الأعمال السوريين في الإمارات الذين حضروا في استقباله، فضلا عن طائرة إماراتية خاصة تقله وعلى مقعده الفستق والمياه الفرنسية والفواكه بألوانها.

اللافت في الزيارة أنها جاءت بعد يومين فقط من زيارة للصهاينة لأشقاء بن زايد في تل أبيب الذين حضروا لتنسيق علاقات أمنية واقتصادية ممتدة لأكثر من 5 سنوات معلنة، وكما استقبل محمد بن زايد الرئيس السوري في "قصر البحر" بأبوظبي ودعه كذلك منه بعد انتهاء الاجتماعات التي تناولت سبل تعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات، بحسب بيان وكالة الأنباء الإماراتية التي نزعت لقب "رئيس" من الشرع وأسندته لمحمد بن زايد.

وفي وقت يفضل البعض السوري والمنحاز للإمارات (رغم تسليم أبوظبي مئات السوريين المنحازين للثورة لمقصلة بشار الأسد منذ 2012 وحتى سقوطه) أن يفصل الرئيس السوري أحمد الشرع عن الإسلاميين يمين ويسار ووسط ويجعله سوريا خالصا، بحكم أنه تكنوقراط وإن نجحوا في إقناعه بالتغافل والسير دون إدلجة، فهم ينجحون في إقناع الثعلب المرواغ أن يترك بيضة سوريا تخرج من جديد جسدا صحيحا وعلاقته بأكراد "قسد" و"الدورز" ما زالت حية وشاهد عيان.

ينصحه أحدهم أن يفكر بعقلية اقتصادية بعدما ماتت الإيدولوجيات، رغم أنها لم تمت في كيان الاحتلال كعدو أولي متربص بسوريا، ولم تمت في الإدارة الأمريكية التي يتمسك أعضاؤها بها.

يدعى أحد أقلام محمد بن زايد أن الأفضل هو الانسياق خلف المال، وتملكه دول الخليج والتي زار منها السعودية والإمارات، بعدما أثبتت جماعات الإسلام السياسي فشلها في الحكم في مصر والسودان وتونس وغزة وغيرها من البلدان.

والكاتب صلاح المهيني، يتناسى الكاتب وغيره أن ما حدث إفشال وتربص بمال إماراتي وأن سوريا نفسها شهدت ذلك، وأن ما يحدث هو دائرة مفرغة لن تنفك رحاها سواء بالعمليات السياسية، أو الالتفافات الاقتصادية، وفي عقليتهم أن الخلفية الإسلامية تظل حاضرة، وفي خلفية الثوار أن ابن زايد لم يحترم إلا السلاح، وهو ما أجبره على السلام بقبضة يده على أحمد الشرع الذي مهّد لزيارته بزيارتين لوزير الخارجية أسعد الشيباني.
 

يرى مراقبون السقوط الذي كان يريه محمد بن زايد في السودان كان مخيبا له بدرجة كبيرة، واهتمامه بحصار مصر من الجنوب بالمياه وضرب السودان جعله يتغافل قليلا عن سوريا التي باغتته، واليوم تعود إليه مرحّبة بتعاون اقتصادي، وضخ أموال قد تكون سببا في عودة الفساد، وبيع الأراضي السورية والأصول الحيوية، كما هو الحال في مصر، فالأمر يبدأ ب"منح" هي في الأصل أموال الغسيل التي ضخها سوريون فاسدون في الجسد الإماراتي، كما كانت أموال عمر سليمان وجمال مبارك وغيرهما تؤدي المهام نفسها، ويكون لها ثمنها كجزء من رد الجميل على الأقل لدولة خرجت من حرب مدمرة تريد أن تستجمع القوة لأخذ نفس الانطلاق.

ويبدو الجديد الذي تطرحه أقلام منحازة للإمارات أن تكون سوريا في محور الإمارات والثورة المضادة، وأن التخلص من التوغل الصهيوني إنما هو فقط بالموافقة على اتفاقيات إبراهيم التي يقودها صهيوني العرب محمد بن زايد وأشقاؤه الخاضعون له، وإلا الذبح والاغتصاب والاعتقال والتشتييت والتوغل الإيراني.
 

الموافقة بحسب مراقبين ما هي إلا مرحلة أولى سيكون لها ما بعدها وأقله إيثار السكوت على جرائم أبوظبي التي لم يسلم منها بلد عربي، ثم السماح بالأشخاص مفاتيح العلاقة بين بن زايد وبشار الأسد بالسفر إلى الإمارات، ثم قبول الاستثمارات الإماراتية (استحواذات وضيعات) وهو ما يساعد أيضا في استكمال عيال زايد مشروعهم التصفوي للقضية الفلسطينية، وتفتيت المفتت من أراضي العرب، والمرحلة التالية من التوغل هي على طريق القدس باتفاقات إبراهيم.