الأوضاع في قطاع غزة تسير من سيئ إلى أسوأ جراء حرب الإبادة الصهيونية، والحصار الخانق الذي تفرضه قوات الاحتلال، بجانب التجويع، ومنع دخول المساعدات الإنسانية والأدوية والمستلزمات الطبية والوقود .
وتسعى دولة الاحتلال من وراء هذه الجرائم إلى تنفيذ خطة الرئيس الأمريكي الإرهابي دونالد ترامب، لتجويع الفلسطينين وإجبار أهالي قطاع غزة على الهجرة إلى خارج القطاع .
ومع تفاقم الأزمة الإنسانية حذرت منظمة الأونروا، من أن مخزون الغذاء أوشك على النفاد في غزة بعد أكثر من 6 أسابيع من الحصار الصهيوني.
وشددت "الأونروا"، على ضرورة اتخاذ إجراءات فورية، لمنع تفاقم الأزمة الإنسانية بالقطاع .
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية "أوتشا"، "إن حوالي 12,500 مريض في غزة ما زالوا بحاجة إلى إجلاء طبي".
وشدد المكتب على دعوة الأمم المتحدة للأطراف المعنية، بتسهيل القيام بذلك عبر جميع المعابر والممرات الحدودية المتاحة.
وحذر من أن الحرب في جميع أنحاء قطاع غزة تُلحق خسائر فادحة بالمدنيين، وتحرمهم من الأمان وسبل البقاء على قيد الحياة، في ظل استمرار التقارير اليومية عن غارات إسرائيلية تُسفر عن مقتل وإصابة العديد من المدنيين الفلسطينيين .
وضع كارثي
وقال الدكتور خليل الدقران، المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية: إنه "منذ الثامن من مارس وحتى اليوم، بلغ عدد الشهداء أكثر من 1550 شهيدًا، إضافة إلى نحو 4000 إصابة، معظمهم من الأطفال والنساء وكبار السن، مشيرًا إلى أن نسبتهم من مجمل الضحايا تصل إلى نحو 73%".
وأضاف الدقران، في تصريحات صحفية أن حصيلة الشهداء منذ بدء حرب الإبادة تجاوزت 52,500 شهيد، وأكثر من 115,000 إصابة، مؤكدًا أن هناك آلاف المفقودين لا يزالون تحت الركام، حيث تعجز فرق الدفاع المدني عن انتشال الجثامين، بسبب التدمير الممنهج الذي تعرضت له معدات وآليات الإنقاذ من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وأوضح أن الوضع الإنساني في غزة كارثي بكل ما تحمله الكلمة من معنى، قائلاً: المجازر مستمرة يوميًا، ولا يمر يوم دون ارتكاب جريمة جديدة بحق المدنيين، سواء في منازلهم أو داخل خيام النزوح، باستخدام قنابل محرمة دوليًا .
وأشار الدقران إلى أن القنابل التي تستخدمها قوات الاحتلال تتسبب بتدمير عشرات المنازل دفعة واحدة، إذ يصل قطر كتلة اللهب الناتجة عنها إلى ما لا يقل عن 250 مترًا.
وأكد أن الاحتلال يستخدم أساليب ممنهجة للتجويع من خلال الحصار الكامل وإغلاق المعابر، ما فاقم من معاناة السكان في القطاع، خاصة الأطفال والمرضى وكبار السن، الذين يُحرمون من الغذاء والدواء والرعاية الصحية الأساسية.
القطاع الصحي
وأكد الدكتور منير البرش المدير العام لوزارة الصحة بغزة، أن قطاع غزة يعيش جحيما أكبر من الإبادة الجماعية، مشيرا إلى أن جيش الاحتلال يرتكب مجازر يومية يرتقى فيها عشرات الشهداء.
وأشار البرش في تصريحات صحفية إلى أن الاحتلال يقتل الفلسطينيين في القطاع بشكل عشوائي، ويستمتع بذلك، موضحا أن معظم الشهداء جراء القصف الصهيوني هم من الأطفال.
وقال: "إن 18 مستشفى في القطاع تعمل بشكل جزئي من أصل 38 مستشفى، لافتا إلى أن القطاع الصحي يشهد نقصا في وحدات الدم يعوق معالجة المصابين".
وأوضح البرش أن المستشفيات تعاني نقصا في أسرّة المرضى، ولا دخول للأدوية والمواد الغذائية، مؤكدا أن جيش الاحتلال يمنع دخول اللقاحات للأطفال في غزة.
وشدد على ضرورة الضغط على الاحتلال لفتح المعابر فورا، وكذلك الضغط من أجل إدخال حليب الأطفال والأدوية والمواد الغذائية، منوّها إلى أن العديد من المرضى استشهدوا بسبب نقص الأدوية.
خطة ترامب
وقال السيناتور الأمريكي بيرني ساندرز: "إن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ينفذ خطة الرئيس الأمريكي الإرهابي دونالد ترامب، لإجبار مليوني شخص على مغادرة غزة، ويسميها هجرة طوعية".
وأكد ساندرز في تصريحات صحفية، أن خطة ترامب لن تكون هجرة طوعية بالقصف والتجويع في غزة، مشددا على أن ما يحدث في القطاع تطهير عرقي وجريمة حرب .
وطالب الإدارة الأمريكية بعدم تقديم أي مساعدات عسكرية إضافية لنتنياهو وتقليص الدعم العسكري الأمريكي لدولة الاحتلال .
جرائم الاحتلال
في سياق متصل، أصدر المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، بياناً وثق فيه جرائم الاحتلال في الضفة الغربية خلال الفترة الأخيرة.
وذكر البيان أن الاحتلال نفذ 15 عملية هدم ودمر 24 منزلا و58 منشأة بالضفة الغربية وشرق القدس في 10 أيام فقط.
ووثقت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية في تقريرها الشهري تجاوزات الاحتلال التي نفذها المُستوطنون بحماية الجيش الصهيوني ضد أهالي الضفة الغربية.
وقال التقرير الشهري الذي جاء بعنوان "انتهاكات الاحتلال وإجراءات التوسع الاستعماري" إن "قوات الاحتلال نفذت 1786 اعتداءً، فيما نفذ المستوطنون 375 اعتداءً".
ولفت التقرير إلى أن اعتداءات المُستوطنين برفقة قوات الاحتلال تضمنت تنفيذ هجمات مُسلحة على بلدات وقرى فلسطينية وفرض وقائع على الأرض وإعدامات ميدانية، وتخريب وتجريف أراضٍ، واقتلاع أشجار، والاستيلاء على ممتلكات وإغلاقات وحواجز عسكرية تقطع أواصر الجغرافيا الفلسطينية.
حماية الفلسطينيين
وشدد على أن حماية الفلسطينيين العُزل في الضفة الغربية تتطلب جهودًا متكاملة على المستويات المحلية والدولية لمواجهة الانتهاكات المستمرة من قبل المستوطنين وقوات الاحتلال .
وأكد التقرير من أن معاناة الفلسطينيين تتفاقم، بسبب الهجمات اليومية التي تشمل الاعتداءات الجسدية، تدمير الممتلكات، والتهجير القسري، مما يجعل الحاجة إلى آليات حماية فعالة أمرًا ضروريًا موضحا أن أولى الخطوات لحماية الفلسطينيين تتمثل في تعزيز الوجود القانوني والمؤسساتي الفلسطيني في المناطق المستهدفة، من خلال دعم المجالس المحلية والمجموعات الحقوقية التي توثق الانتهاكات وتعمل على إيصال معاناة الفلسطينيين إلى المحافل الدولية، كما أن توفير الحماية القانونية للسكان من خلال محامين ومنظمات حقوقية يمكن أن يسهم في تقليل الاعتداءات، خاصة إذا تم استخدام هذه التوثيقات كأدلة أمام المحاكم الدولية.