كانت الزيادة الأخيرة فى أسعار المواد البترولية بمثابة شرارة جديدة فى نار الغلاء التى تلتهم جيوب المواطنين فبمجرد إعلان القرار، بدأت موجة من الارتفاعات تطال كل شيء، من خضار وفاكهة، وسلع أساسية، وحتى المواصلات العامة.
تحولت جولات التسوق اليومية إلى عبء ثقيل على كاهل ربات البيوت، وفى الوقت الذى تتصاعد فيه الأسعار بوتيرة جنونية، تسقط ملايين الأسر المصرية تحت وطأة المصروفات اليومية، غير قادرة على تلبية أبسط احتياجاتها، ولم تعد المعاناة حكرًا على محدودى الدخل فقط، بل امتدت لتشمل الطبقة المتوسطة، التى كانت يومًا ما عماد الاستقرار الاجتماعى، فأصبحت اليوم فى عداد الفقراء.
المواطن البسيط هو من يتحمل وحده كلفة كل الأزمات التى تصنعها حكومة الانقلاب، فمع تفاقم الغلاء وارتفاع الأسعار، باتت الحياة اليومية عبئًا ثقيلًا على كاهله ولم يعد يعرف كيف يعيش أو يدبر احتياجات أسرته .
التقرير التالى يرصد شكاوى ربات البيوت من ارتفاع الأسعار أثناء جولاتهن اليومية فى الأسواق
اللحمة نسيناها
حول الارتفاع الجنونى فى الأسعار قالت أم محمد 56 عامًا: بقينا بنشترى الخضار بالربع والفراخ واللحمه كده كده نسيناها، حتى قبل قرار حكومة الانقلاب برفع أسعار السولار مؤخرًا.
وأضافت : الطماطم كانت بـ6 جنيه من شهر، دلوقتى وصلت18، الخيار بـ20، البطاطس مش أقل من 12 جنيه وبايظة كمان واللحمة مدخلتش بيتى بقالها كتير ومعرفش بكام ومش عايزة أعرف .
الأسعار بتولع
وقالت ماجدة موظفة وأم لثلاثة أطفال : اللى كنا بنشتريه بـ300جنيه فى الأسبوع، دلوقتى ما يكفيش 3 أيام كل ما البنزين يغلى، الأسعار بتولع، والتجار بيستغلوا أى زيادة عشان يزودوا اكتر، وحكومة الانقلاب مش بتلاقى حل غير على حسابنا احنا .
ووصفت ريهام موظفة بإحدى المؤسسات الخاصة حالها قائلة: لدى طفلتان فقط، ومع ذلك لا أستطيع تغطية مصاريف الحضانة والمدرسة واحتياجات البيت الأساسية.
وأضافت ريهام: أنا وزوجى رواتبنا لا تكفى، نشعر وكأننا نحارب وحشًا ضاريًا ونحن لا نملك سوى جسد هزيل، فماذا يفعل من لديه أربعة أو خمسة أطفال؟
وتابعت : نار الأسعار تحرقنا، ولا حياة لمن تنادى من حكومة الانقلاب أو الجهات الرقابية .
كابوس
وأكدت علياء، ربة منزل وأم لأربعة أطفال أن الغلاء المستمر حول حياتهم إلى كابوس، موضحة: عندى 4 أولاد منهم 2 فى عمر التكوين، ويحتاجون لغذاء صحى يحتوى على بروتينات، ولكن أسعار اللحوم والدواجن والبيض ومُنتجات الألبان صارت خيالية.
وأضافت علياء: اضطررت لترشيد الاستهلاك، بل ومقاطعة اللحوم الحمراء نهائيًا، مشيرة إلى أنها تحارب من أجل أن تكمل الشهر براتب زوجها الذى يعمل ليل نهار لتوفير الاحتياجات الأساسية لهم .
اتخنقنا والله
وقالت مريم، مُعلمة وأم لطفلين : «اتخنقنا والله» بقيت أعمل أكل على القد، مرة خضار، مرة عدس، يوم فول، مسقعة وبطاطس مهروسة، اللحمة مرتين فى الشهر بالعافية، وكنا بنقول الحمد لله لكن الأسعار زادت قوى والأدوية اللى زادت أضعاف أضعاف يعنى مفيش فرصة نعيش طبيعى .
وأضافت : كل حاجة زادت، بس المرتبات ثابته أنا عايشة على قد مرتبى ورافضة الدروس الخصوصية تمامًا، ولكن أعمل إيه مفيش حلول واضحة، وبقينا بنحسب كل حاجة .
وقالت داليا 38 عامًا: أنا وزوجى نعمل فى مؤسسة خاصة لكن رواتبنا لا تكفى لتلبية أبسط احتياجات الحياة، لدينا طفلتان، بنوفر نفقات الحضانة والعلاج وحتى الطعام والمواصلات بالعافية .
وأضافت : بنحلم نعلم ولادنا تعليم جيد، ندخلهم مدارس محترمه تعرف معنى التربية قبل التعليم لكن المدارس الحكومية حالتها يُرثى لها، والخاصة بعيدة عن إمكانياتنا .
وتابعت داليا : كل ما نريده هو تأمين حياة كريمة لأطفالنا، نوفر لهم فيها الأكل، والعلاج، والتعليم، لكن الغلاء يطحننا، والظروف تسحق أحلامنا البسيطة، نصرخ فى صمت: كيف نربى أبناءنا بكرامة وسط كل هذا العجز؟.
الفاكهه رفاهية
وقالت «سحر» موظفة حكومية وأم لطفلين : أنا بقبض على قدى، والمواصلات بقت تلت المرتب، أعمل إيه؟ أوصل الشغل إزاى؟ .
وأضافت : حتى الأكل والخضار العادى بنعانى عشان نجيبه والفاكهه بقت رفاهية، بقينا نحسبها بالأيام .