أبدى مراقبون تعجّبهم من الحماقة التي أعيت من يداويها، ففي بلد الأزهر الشريف وعلمائه الأجلاء، تطلق فيبي فوزي جرجس، وكيلة مجلس شيوخ السيسي وعضو المجلس القومي للمرأة، تصريحًا مستفزًا يحتاج إلى وقفة من الأزهر، إذ تقول: "تجديد الخطاب الديني ضرورة ملحة لمواكبة تطورات العصر وتحدياته، ليعكس جوهر الإسلام وروحه السمحة، وقضية وعي تتطلب فهمًا عميقًا للنصوص الدينية ومقاصد الشريعة، للمساهمة في التصدي للأفكار المتطرفة".
وقالت نور محمد: "يا حاجة فيبي فوزي جرجس، يا وكيلة مجلس الشورى، أنا لا أسمح لنفسي مهما كان منصبي أو موقعي أن أتدخل في الخطاب الديني المسيحي.. فلكم دينكم ولي ديني. ومن نفس المنطلق، غير مسموح لكِ وغير مقبول منكِ التدخل في شؤون الخطاب الديني الإسلامي ومفاهيم الشريعة الإسلامية بأي صورة كانت".
وأضافت: "وإن توصيفكِ له بأنه غير مواكب للعصر، وأن به أفكارًا متطرفة، فهذه جريمة ازدراء أديان".
وتابعت: "وبالنسبة لمعدة برامج فاشلة في القناة الرابعة المحلية، ما أعتقدش إنه يُسمح لكِ بالكلام عن الدين الإسلامي، ولا التحدث بلسان المسلمين. أنتِ تتكلمين بلسان أهلكِ وكنيستكِ فقط.. فبلاش إثارة فتنة طائفية لا يرغب بها أي عاقل".
من يشعل الفتنة؟!
وأضاف ياسر فتحي: "لا يمكن لها أن تطلق هذا التصريح من تلقاء نفسها، نظرًا للحساسية البالغة جدًا في الأمر كونها مسيحية (فيبي فوزي جرجس) وتشغل منصبًا رسميًا (وكيلة مجلس الشيوخ)".
وتابع: "سواء تم التصريح بمعرفة أجهزة الدولة أو بدونها، فالأمر مريب وخطير. شيء ما يتم تدبيره، خصوصًا مع تزامن ذلك مع تسريب فيديو قديم شديد الخطورة للإعلامي المسيحي أسامة منير، ودفاع الكنيسة المستميت عن صبري كامل، مغتصب الطفل ياسين، مع أخبار تفيد بأن الموضوع قديم وهناك تعمد بنشره الآن.. الأمر لا يدعو للارتياح مطلقًا".
ووفق مشروع قانون تنظيم إصدار الفتوى الشرعية الذي يجري مناقشته في برلمان السيسي حاليًا، فإن الفتوى العامة من اختصاص هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف ودار الإفتاء، والفتوى الخاصة مسموح بها لمجمع البحوث الإسلامية ولجان الفتوى في وزارة الأوقاف، ومن يخالف ذلك يُعاقب بالحبس مدة لا تزيد على 6 أشهر وبغرامة لا تقل عن 50 ألف جنيه ولا تزيد على 100 ألف جنيه، أو بإحدى هاتين العقوبتين. ورغم ذلك، لم يُتداول الرأي في الفتوى التفصيلية التي أطلقتها فيبي فوزي جرجس، والتي تبدو كما لو كانت صادرة عن أجهزة أمن الدولة والمخابرات.
حساب المرابطون @morabetoooon تساءل: "الدين مش موضة تحتاج للتغيير.. ديننا ثابت وله ثوابت، ولا يتحدث عن ديننا ولا عن الخطاب الديني من لا يؤمن به، خاصة من باعوا أنفسهم للسيسي وعسكره. وكمان أنتِ يا (فيبي)، تعرفي إيه عن الدين وأنتِ كل خبراتك نسوية؟!".
وأضاف: "أفكاركم المسمومة التي تبثونها في الإعلام والمسلسلات، والتي تطالب بتعديل المواريث وسفور المرأة وقوانين الأسرة وغيرها.. هي الأفكار المتطرفة التي تحتاج إلى التصدي من الشعب والعلماء".
https://x.com/morabetoooon/status/1919412931092959654
ومع الجدل الداخلي في المؤسسة الدينية، والذي ترعاه عمائم أمنية مثل علي جمعة وأسامة الأزهري، اللذان يشنّان حربًا على الأزهر من أجل السيطرة على حق إصدار الفتوى وسحب المجتمع إلى فتاوى من نوع خاص – كما رأيتم علي جمعة في الفترة الأخيرة – تظهر مثل هذه الشخصيات لإقرار ما يبدو أنه حب واختلاط محرم، وإقرار للعلاقات والغراميات بين الشباب والبنات، وتمثيل الإباحية والشذوذ بدعوى وجودها فعليًا، أو سحب المجتمع إلى الدروشة والصوفية الفاسدة.