تغيير مرتقب للمجلس في يونيو المقبل.. ممدوح شاهين الأخير بمشهد قيادات عسكر الانقلاب

- ‎فيتقارير

 

مع تغيير مرتقب في أعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة (26 عضوًا)، يتوقع البعض أن يُنحي السيسي اللواء ممدوح شاهين، مساعد وزير الدفاع للشؤون الدستورية والتشريعية والقضاء العسكري، جانبًا، لاسيما بعد 12 عامًا من انقلاب المجلس بزعامة السيسي وأسماء بارزة في انقلاب 30 يونيو 2013 وما تبعه في 3 يوليو من مجازر دموية، مشفوعة بستار "قانوني" وفّره شاهين ومن معه، وما زالت رحاه تطحن المصريين، من كانوا مع ومن كانوا ضد.

 

والسبب في تنحيه متوقع منذ اختفائه عقب إقالة مدير مكتبه السابق ورئيس المخابرات السابق، عباس كامل، في 16 أكتوبر 2024. وبحسب مصطفى هاشم، يُعد شاهين، الذي بات يظهر على فترات متباعدة – ومنها ظهوره في مارس الماضي لمنح شهادة البراءة العسكرية لخريج نجح في استهداف وتدمير دبابة ميركافا ونظام الحماية "تروفي" للمدرعات الصهيونية بأقل الإمكانيات! – أحد آخر رموز المشهد القديم.

 

يقول مصطفى هاشم: "الوحيد المتبقي من رفقاء إدارة مشهد 30 يونيو هو اللواء ممدوح شاهين، ولذلك فسّرت أنه (الاستبن الاحتياطي)، وعشان كده اتقال عنه في الإعلان إنه لن يُمس وقتها، إذًا الدور جاي على ممدوح شاهين..".

 

من الشاشة إلى الكواليس

 

ممدوح شاهين (من قرية العمار – بنها – قليوبية)، كان حاضرًا بقوة على الشاشات منذ فبراير 2011 وحتى يونيو 2013، منظّرًا للمجلس العسكري كما كان سيف اليزل ممثلًا لجهاز المخابرات.

 

تسريب عن الرئيس محمد مرسي

 

استدعى "المجلس الثوري المصري"، عبر منصاته، الفيديو الشهير المسرّب لمحادثة بين ممدوح شاهين وعباس كامل، حيث كان الموقف القانوني في قضية "التخابر"، المتهم فيها الرئيس محمد مرسي، مهددًا بالبطلان ما لم يُثبت للنيابة أن مكان احتجاز مرسي تابع لوزارة الداخلية، وليس ضمن قاعدة عسكرية.

 

وأضاف: "في التسريب، يطلب اللواء ممدوح شاهين من قائد القوات البحرية الفريق أسامة الجندي تخصيص مبنى داخل إحدى الوحدات البحرية، على أن يتم توصيف هذا الموقع بأنه تابع لوزارة الداخلية"، محذرًا من أن عدم اتخاذ هذه الخطوة سيؤدي لفشل قضيتي "التخابر" و"الاتحادية"، خوفًا من الطعن على قانونية الاحتجاز.

 

https://x.com/mohamed041979/status/1537930663600324608

 

وفي توضيح لهذا التسريب، تحدث الرئيس الراحل د. محمد مرسي في ديسمبر 2014 من داخل قفص الاتهام، مؤكدًا تفاصيل احتجازه القسري بعيدًا عن أي سند قانوني.

 

قال مرسي أمام هيئة المحكمة: "خرجت من الحرس الجمهوري يوم الجمعة 5 يوليو 2013، وأجبرني قائد الحرس بالقوة على ذلك… أخذني بطائرة من الحرس الجمهوري باتجاه قناة السويس، ثم جبل عتاقة، ثم إلى مطار فايد، وتركت ليلاً بالإسكندرية، وعرفت لاحقًا أن المكان قاعدة الضفادع البشرية".

 

وأضاف: "في هذا المكان لم يدخل عليّ سوى من كان يجلب المياه أو الحاجيات، ولم أكن في الحرس الجمهوري يوم 8 يوليو كما زُعم. هل يملك وزير الداخلية اعتبار وحدة تابعة للجيش سجنًا شديد الحراسة؟".

 

واختتم مرسي: "أنا جاهز لجلسة خاصة مع المسؤولين الكبار، حتى تظهر الحقيقة أمام الشعب المصري كله، وأطالب بجلسة خاصة لله وللوطن".

 

https://x.com/elmogahed02/status/1260583724304998400

 

ومن متابعة الفيديو، أقر ممدوح شاهين بلسانه أن احتجاز مرسي من 3 يوليو حتى نقله لسجن طرة في 6 أغسطس 2013 "غير قانوني". وعلق المجلس الثوري المصري: "هذا عسكر مصر، ارتكبوا جريمة الانقلاب، والاختطاف، والتزوير، ثم القتل، وكلها جرائم جنائية متكاملة الأركان لا تسقط بالتقادم".

 

https://x.com/Chico51976142/status/1189758128218394624

 

شاهين الجبالي!

 

اعتبر مراقبون أن "شاهين" هو النسخة العسكرية من تهاني الجبالي، التي زعمت في 6 يوليو 2012 – حسب "رويترز" – أنه على الرئيس محمد مرسي تقديم استقالته بعد إقرار الدستور الجديد. وبعدها بأيام، صرح ممدوح شاهين لـ"الشروق": "في حال صدور حكم ببطلان تشكيل الجمعية التأسيسية، فإن المجلس العسكري سيتدخل فورًا لتشكيل أخرى، دون انتظار إجراءات الطعن".

 

تحذير مبكر من "العريان"

 

كشف د. عصام العريان – رحمه الله – في 14 يوليو 2012 أن "هناك دستورًا في درج العسكري أعدته نخبة المخلوع"، مشيرًا إلى أن القوى الوطنية يجب أن تدرك أن معركتها مع الثورة المضادة، لا مع الإخوان أو الرئيس.

 

ممثل قانوني للعسكر

 

في 24 يونيو 2012، شهدت الجلسة الثانية للجمعية التأسيسية للدستور مشاجرة كلامية بين اللواء شاهين والمستشار حسام الغرياني، على خلفية انتقاد الإعلان الدستوري المكمل الصادر في 17 يونيو.

 

قال شاهين بعصبية: "إحنا جايين نعمل دستور، مش عشان نتكلم عن إعلان دستوري ولا غيره". فرد الغرياني: "أدخل في لائحة اللجنة التأسيسية، إذا كان لك تعليق بشأنها، وأنا من يدير الجلسة".

 

نوايا انقلاب مبكرة

 

في 9 ديسمبر 2011، اتهم د. محمد البلتاجي المجلس العسكري بمحاولة الانقلاب على شرعية الانتخابات من خلال تقليص صلاحيات البرلمان، بناءً على تصريحات اللواءين مختار الملا وممدوح شاهين للمراسلين الأجانب.

 

تراجع شاهين لاحقًا وقال: "المجلس الاستشاري مجرد غرفة مشورة، ولن ينتزع صلاحيات البرلمان القادم".

 

فساد في الأزهر

 

في 5 فبراير 2015، كشفت صحيفة "الفجر" واقعة محاباة لنجل اللواء شاهين بعد رسوبه في امتحان الدكتوراه بجامعة الأزهر. حيث قرر نائب رئيس الجامعة إلغاء النتيجة بدعوى وجود "عوار"، وشكّل لجنة جديدة من جامعات أخرى لإعادة الامتحان وتمرير الدرجة.

 

وذكرت الصحيفة أن محمد ممدوح شاهين تم تعيينه معيدًا بكلية طب الأزهر بعد ثورة يناير وأثناء تولي المجلس العسكري الحكم.