«أيادٍ خفية» تتلاعب بالأسعار.. الفاكهة أصبحت مُحرّمة على موائد المصريين في زمن العصابة

- ‎فيتقارير

أسعار الفاكهة والموالح تشهد قفزة هائلة في الأسعار، وأصبح ارتفاع أسعار الفواكه حديث الساعة في كل بيوت مصر بعد أن وصلت أسعار معظم الأصناف لأكثر من 40 جنيها للكيلو، بينما كسرت أصناف آخرى حاجز الـ 100 جنيه وأصبحت الفاكهة محرمة على موائد المصريين .

يُشار إلى أن متوسط أسعار الجوافة والبرتقال والموز والكنتالوب والشمام والخوج تتراوح بين 35 و48 و50 جنيها، وبلغ متوسط سعر التفاح بأنواعه والبرقوق 80 جنيها، والبطيخ من 80 إلى 200 جنيه حسب الوزن.

وفي المناطق الراقية ارتفعت اسعار الفاكهة إلى مستويات غير مسبوقة، حيث بلغ سعر كيلو البرقوق 200 جنيه، والمشمش 200 جنيه، والعنب الأحمر 170 جنيهًا، والتفاح الأخضر 125 جنيهًا، والتفاح الأحمر 110 جنيهات والتفاح الأصفر 100 جنيه، والبرتقال 38 و45 جنيهًا والكنتالوب 30 جنيهًا، والبطيخ مابين 150 إلى 250 جنيهًا حسب الوزن.

 

التصدير والتضخم

من جانبه أرجع الدكتور جمال صيام، الأستاذ بكلية الزراعة جامعة القاهرة، ارتفاع أسعار الفاكهة الشعبية في الأسواق إلى زيادة معدلات الصادرات الزراعية بنسبة 7% مقارنة بالموسم السابق، مشيرا إلى أن الصادرات الزراعية حتى يناير 2025 وصلت لنحو 8 ملايين طن فواكه وموالح وخضراوات، ومصر تنتج 15 مليون طن فاكهة سنويا، ويتم تصدير 35% من حجم الإنتاج.

وقال «صيام» في تصريحات صحفية: إن "ارتفاع نسب التضخم لنحو 24% خلال النصف الأول من 2025، ألقى بظلاله على ارتفاع اسعار مختلف المنتجات والخدمات، لذلك تجد فاكهة مثل البرتقال طول الموسم الماضي بعشرة جنيهات، خلال هذا الموسم لم تنخفض عن 30 جنيها، والموز أقصى سعر كان 20 جنيها، متوسط سعره الآن 40 جنيهًا فما فوق، مؤكدا أن كل ذلك توابع رفع الدعم عن الوقود وزيادة قيمة وسائل النقل وارتفاع نسب التضخم، اضافة لاحتكار المنتجات وتلاعب التُجار بالأسعار فى ظل غياب الرقابة".

وكشف أن التجار يتعاقدون على المنتجات الزراعية في أرضها بعشرة جنيهات، ثم يضيفون لها أجرة عمال المناولة والوقود والسائق وهامش ربح 100%، وأرضية وتخزين وإيجار، يصل المنتج إلى ارتفاعات 500% زيادة مقارنة بسعره الأصلي على أرضه،  ويطلع التجار يقولون بيوتنا اتخربت، ودولة العسكر غائبة عن المواطن في كل شيء.

وأوضح «صيام» أنه بالنسبة لسعر البطيخ الذي وصل إلى 200 و250 جنيهًا، فهذا طبيعي بسبب كل العوامل السابقة، والجنيه ليس له قيمة الآن ، إضافة إلى أننا في موسم بشائر وهو يسبق فترة ذروة الإنتاج الزراعي، ومع وفرة الإنتاج والمعروض ستكون الأسعار طبيعية مقارنة بالأسعار في الفترة الحالية.

مغالاة من التجار

قال زهير ساري، رئيس الجمعية العامة للإصلاح الزراعي: "نحن في فترة مواسم بين الشتاء والصيف، لذلك أغلب الفاكهة الشتوية أسعارها مرتفعة، لأنها في نهاية الموسم، والفواكه الصيفية مرتفعة لأنها في بداية الموسم، ومع ذروة الإنتاج وزيادة المعروض من مختلف الأصناف ستتراجع الأسعار".

وحول مقولة المواطنين (4 بطيخات بألف جنيه)، أوضح «ساري» في تصريحات صحفية أننا في بداية موسم البطيخ والأسعار فيها مغالاة من قبل التجار خاصة في بعض المناطق الراقية، ومع غياب الرقابة على الأسواق التُجار يتلاعبون بالأسعار على مزاجهم.

وشدد على أن الأسعار مرتفعة على كل المنتجات سواء زراعية أو غيرها، بسبب تحريك الوقود بشكل دوري، وذلك من شأنه ذبذبة الأسواق وعدم استقرار الأسعار، لأن النقل يمثل 30% من قيمة أي منتج، ومع اكتمال الإنتاج وذروة الموسم سنعود للأسعار المعقولة.

وعلق «ساري» على ارتفاع أسعار الفاكهة الشعبية، قائلا: "لسنا في موسم برتقال أو جوافة أو موز، نحن في نهاية الموسم، وكل المعروض في الأسواق من تلك الأصناف «فرز تصدير» لذلك أسعارها مرتفعة، وموسم إنتاج البرتقال يبدأ من شهر أكتوبر وحتى يناير، والمتوفر على مدار العام «صيفي تصدير أو ثلاجات»، وتضاف على أسعاره مصاريف التخزين والنقل".

وأكد أن الجوافة المتوفرة في الأسواق «تصدير» ونحن في نهاية العروة الشتوية لموسم الجوافة، وفي العروة الصيفية سيزيد المعروض من أصناف الجوافة الشعبية، ومع حلول شهر يوليو ستصل الأسعار إلى معدلها الطبيعي، وسيكون هناك وفرة لأن ثمار الجوافة تسقط من الأشجار خلال فصل الصيف ولا تتحمل عوامل الجو والحرارة، والجوافة الصيفي إنتاجها أعلى وتجنى سريعا وتُطرح في الأسواق بأسعار مُخفّضة.

واشار «ساري»  إلى أن كميات التصدير من الموالح والفاكهة تؤثر على المعروض في الأسواق المحلية، إضافة إلى أن محاصيل الفاكهة والخضار الأكثر تأثرا بالعوامل الجوية والتغييرات المناخية خاصة الجوافة والفراولة .

قلة المعروض

أكد حسين أبوصدام، نقيب الفلاحين، أن  ارتفاع أسعار الفاكهة الشعبية في الأسواق، يرجع إلى قلة المعروض إضافة إلى زيادة الطلب على الفواكه مع ارتفاع درجات الحرارة ودخول فصل الصيف، حيث يلجأ المواطنون إلى تناول الفاكهة بكثرة.

وقال «أبو صدام» في تصريحات صحفية : "معظم الفاكهة الآن غير متوفرة، لانتهاء موسم معظم فاكهة فصل الشتاء، والفاكهة الصيفية في بداية الموسم، ومن الطبيعي أن تكون الأسعار مرتفعة بسبب قلة المعروض، إضافة إلى ارتفاع أسعار وسائل النقل والوقود على تكلفة المنتج، موضحا أن أسعار البطيخ مرتفعة، لأننا في بداية الموسم ومع زيادة المعروض في الأسواق، ستتراجع الأسعار" .

وبالنسبة لارتفاع أسعار الموز والجوافة والبرتقال، أشار إلى أن تلك الفواكه في نهاية الموسم ومن الطبيعي أن تكون أسعارها مرتفعة، لأن هناك قلة في المعروض وزيادة في الطلب عليها، وإقبال الناس كبير على الفواكه في فصل الصيف.

وأوضح «أبو صدام» أن التصدير عامل أساسي في ارتفاع الأسعار خاصة بالنسبة للموالح والعنب والفراولة والمانجو والرمان، لافتا إلى أن العنب والجوافة الموجودة حاليا في الأسواق «أصناف تصديرية» إما الأصناف الشعبية فأمامها شهران وتملأ الأسواق.

وتوقع تراجع أسعار الفاكهة منتصف شهر يونيو المقبل مع زيادة المعروض، مشيرا إلى أن الليمون سيشهد تراجعا كبيرا مع قدوم فصل الصيف، لأن  ارتفاع أسعاره راجع إلى قلة الإنتاج واختلاف مواسم الجني والاستهلاك الكبير خلال الفترة الماضية .