أعتبر مراقبون أن المنقلب السفيه عبد الفتاح السيسي، الذي جوّع المصريين واعتقل أشرافهم وباع الأرض والماء والغاز، هو الآن في مكانه الطبيعي (باستثنائه من قمة الرياض) عند من عقد معهم صفقة القرن، أو من دفعوا له ليقتل الرئيس وينهي الربيع العربي في أكبر محضن له.
إلا أن حزنًا على مستوى (الصبّ تفضحه العيون) كشفه أعضاء لجان السيسي الذين يشيعون أنه لا تهميش لدور مصر (رغم أن هذا مؤكد)، والذين يعتبرون أن السيسي يمثلها، ولا يريدون التعايش مع الكذبة التي روّجها لنفسه، وأن قيمته عند هؤلاء هي التي ظهرت أخيرًا.
سامي عبد الحي كتب عبر فيسبوك:
"ترامب يريد أن يوصّل رسالة لمصر وحلفائها ممثلة في روسيا والصين. فهناك تعمد واضح من ترامب، بعد زيارته هذه لدول الخليج، لتهميش دور مصر. ومصر تقول لك: لن يقدر أحد، أيًا كان، على تهميش دورها وإضعاف نفوذها وقوتها في الشرق الأوسط. هذا ما وجدته بين السطور الخبيثة للاتفاقيات".
وزميله ممدوح الشافعي كتب على غراره:
"شايف ناس كتير شايفة إن غياب مصر عن قمة ترامب هو تهميش، أو دعم أمريكا لدول معينة إخلال بالتوازن.
#أولاً: تخوفكم مشروع، لكن لا يستدعي القلق.
#ثانيًا: تقلق لو كانت كراسي القمة محجوزة على أساس الوزن والثقل والفاعلية.. لكن دي كراسي فرح، وكل واحد واخد مكانته حسب النقطة اللي دفعها، فبلاش تقلق لما النبطشي يذكر أسماء اللي نقطوا. ترامب بنفسه لما سألوه عن هدية قطر، قالهم: الدول دي لولانا ما كان لها تواجد على الخريطة. والمملكة اشترت فترة ترامب الأولى بـ 500 مليار سلاح، وكانت مسيّرات الحوثي بتضرب الرياض!!!
اهدوا كده، متخلوّناش نلخبط في الكلام 😂… اتدفع طيارات وتريليونات، وإنت لا نقطت ولا حتى سبته يعدي بسفنه في القناة ببلاش 😂.
#الكبير_كبير".
رابط المنشور:
https://www.facebook.com/MAMDOUHELSHFEY/posts/pfbid027MAMn21BWRDjSAmZGs67yZPyB6VScCyZyPMTv5pXdGcbaj9D2ATzGMJaQnCBZZmNl
ومع أن هذه التعليقات تعبّر عن جزء من الواقع، إلا أنها تتضمن تدليسًا، فكما يقال: "من يمد يده لا يمد رجليه".
عبد الفتاح بلال قال:
"دول الخليج وترامب.. 2.4 تريليون دولار وطائرة رئاسية.. حصيلة أولية لزيارة ترامب لدول الخليج، والمقابل: رفع العقوبات عن سوريا، مفاعل نووي سلمي، تحديث الجيش السعودي ليصبح أقوى وأحدث جيوش المنطقة".
وأضاف:
"تهميش كامل لدور مصر في المنطقة، وانتهاء عهد (مسافة السكة)، فلن يحتاجوا جيش مصر لحمايتهم بعد اليوم (كما يظنون). فسوف ينفقون أكثر من 142 مليار دولار دفعة واحدة لتحديث وتطوير وتأسيس جيش سعودي قوي، فلتذهب مصر وجيشها إلى الجحيم. لا إعانات، ولا دعم، ولا استثمارات بعد اليوم بشكل مجاني. نحن أصبحنا في مستوى اقتصادي وعسكري مختلف، ولدينا تحالف استراتيجي مع أقوى دولة في العالم، وهكذا سيكون الحال في قطر والإمارات".
وبهذا القدر، قال:
"هكذا الرؤية والنظرة الآن من دول الخليج لمصر، وهكذا يجب أن تبدأ مصر في تغيير البوصلة تجاه مصادر قوتها، والتي تكمن في ليبيا والسودان. فسعي مصر لتحقيق النصر لحلفائها في ليبيا والسودان وتوفير الدعم العسكري اللازم لهم لإحكام السيطرة على الدولتين، ومن ثم إنشاء تحالف ثلاثي بين مصر وليبيا والسودان، هو السبيل الوحيد للوصول إلى مكانة اقتصادية وعسكرية وبشرية تفوق كل القوى الإقليمية".
والشاهد من كلام بلال أن هذه الوحدة، "بدلًا من التذلل والتودد والتوسل لدول الخليج طلبًا للدعم، بما يقلل من قيمة ومكانة مصر عربيًا ودوليًا"، تمثل بيت الداء.
رابط المنشور:
https://www.facebook.com/abdelfatahbelal/posts/pfbid0RDMBJ9q1JwEE2WWjDC94rP5ThKgeJ3m6acu6rpj3SgoJcKS4BNDxv9fmN7RQTNu5l
ملامح تاريخية
الكاتب محمد الفاتح أشار عبر فيسبوك إلى أن "ثلاثة رؤساء أمريكيين كانت زيارتهم الأولى للعالم العربي هي مصر، وهم: ريتشارد نيكسون، جيمي كارتر، وباراك أوباما".
وأضاف أن "الرؤساء الآخرين (روزفلت، بوش الأب، كلينتون، بوش الابن، ترامب، بايدن)، إما لم تكن مصر وجهتهم الأولى، أو زاروا دولًا أخرى في المنطقة كجزء من جولاتهم دون أن تكون مصر أولوية أولى".
وفصّل بالقول إن:
-
ريتشارد نيكسون: زار مصر في يونيو 1974، وكانت أول زيارة له للعالم العربي، بهدف تعزيز العلاقات بعد حرب أكتوبر 1973.
-
جيمي كارتر: زار مصر في مارس 1979 كجزء من جهود توقيع اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل، وكانت مصر وجهته الأساسية في المنطقة.
-
باراك أوباما: زار مصر في يونيو 2009 كأول وجهة له في العالم العربي، حيث ألقى خطابه الشهير في جامعة القاهرة.
وفي إجابته عن تساؤل: "واحد نبيه يقول إن ترامب لم يأتِ لمكانة دول الخليج ولكن لأموال دول الخليج!"، قال:
"صدقت. لكن أيضًا وفي هذه الأزمنة، كانت مصر لا تعطي أموالًا، لكن الزيارات الأمريكية لها كانت جزءًا أصيلًا من سياسة القوى العظمى الأمريكية.
صحيح أن زيارة الأمريكيين لمصر لا شيء فيها يشرّف، لكن السياسة لعبة مصالح وتنافس على أخذ مكانة دولية بين الأمم. على الأقل كانت مصر تُستشار في كل شيء في المنطقة.
اليوم: (من ليس قويًا، لا رأي له)".
رابط المنشور:
https://www.facebook.com/ghckckck/posts/pfbid031sgpVe6BJjnammDUiFE2TZfuTXE7LBwffa3P4Na7x3Gt2YVaE4NZeM3f49cLRvYGl
بلا قيمة
وتوصّل Ibrahim Anwar عبر فيسبوك إلى أن سبب تهميش السيسي، الذي يمثّل وظيفيًا مصر، هو أن بلادنا باتت بظل الانقلاب بلا قيمة!
فقال:
"لو عايز تعرف حجم مصر بالنسبة لدولة زي أمريكا، تعالَ أقولك…".
موضحًا أنه:
"بعد ثورة يناير بفترة قليلة، وصل مصر الرئيس الأمريكي، وقال جملة في حق مصر تبين حجمها الطبيعي بين الدول العربية والأوروبية وقتها (…) وده الطبيعي بالنسبة لمصر؛ لأنها كان فيها شعب يحكم نفسه وجيش يحميه، لا يحكمه".
وتابع:
"من فترة قليلة، رئيس نفس الدولة طلع في لقاء بيتكلم فيه عن الشرق الأوسط، وقال جملة تبين حجم مصر بالنسبة لدولة زي أمريكا والشرق الأوسط وأوروبا (…)
أنا مش شاغلني أصلًا كلامهم عن مصر أو تهميش مصر بالنسبة ليهم،
أنا اللي مزعلني إن مصر فعلاً النهارده بلا قيمة حقيقية بين الدول:
(لا صناعية) (لا إنتاجية) (لا صحية) (لا اقتصادية)".
وأشار إلى أن "مصر للأسف أصبحت دولة مستهلكة فقط،
وأكثر من نصف شعبها تحت خط الفقر،
وأصبحت دولة إجرامية وبيئة حاضنة للمجرمين،
إجرامية لعدم وجود حقوق إنسان،
وحاضنة للمجرمين من رجال الأعمال وأصحاب غسيل الأموال والبلطجة وتجار المخدرات.
هذه الحقيقة يا سادة مهمة، حاولنا التغاضي عنها وعدم التحدث أمام العامة بها".
واعتبر أن "الأمل الوحيد في الله، وفي الشعب المصري العظيم،
صاحب كلمة الحق، ومعلم البشرية معنى الوفاء والتضحية،
فهو وفلسطين روح واحدة في جسدين مختلفين، مهما فرّق بينهم المحتل بوضع اتفاقيات ومعابر وحدود غير معترف بها شعبيًا".