تصاعدت الضغوط الدولية على دولة الاحتلال عقب حاددث اطلاق النار من جانب جنود الاحتلال على وفد دبلوماسى دولى كان يزور مخيم جنين فى الضفة الغربية للاطلاع على الواقع المأساوي للمخيم .
وسبق هذا الحادث انتقادات غير مسبوقة لحرب الإبادة التى تشنها قوات الاحتلال على قطاع غزة ومنع دخول المساعدات الإنسانية وتجويع المدنيين الفلسطينيين.
يُشار إلى أن هذه الانتقادات تأتى حتى من دول تزود جيش الاحتلال بالاسلحة الفتاكة لقتل الفلسطينيين ومنها بريطانيا وألمانيا على وجه الخصوص.
هذه الضغوط تطرح السؤال هل تهدف لوقف حرب الإبادة أم محاولة من جانب هذه الدول لغسل أيديها من المشاركة فى الجريمة ؟.
كانت الولايات المتحدة الأمريكية قد كشفت عن ضلوعها فى جرائم الإبادة التى يرتكبها الصهاينة فى قطاع غزة حيث نفت كارولين ليفيت المتحدثة باسم البيت الأبيض ما يتردد من تقارير حول تخلي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن دولة الاحتلال.
وأكدت متحدثة البيت الأبيض أن ترامب سيواصل دعم الصهاينة مع الانخراط في المحادثات مع طرفي الصراع في غزة، خاصة وأنه تحدث بشكل واضح عن رغبته في إنهاء الحرب بالقطاع.
الهجوم العسكري
فى المقابل حذر قادة بريطانيا وفرنسا وكندا في بيان مشترك، من أن دولهم ستتخذ إجراءات إذا لم توقف دولة الاحتلال هجومها العسكري الذي استأنفته على قطاع غزة منذ 18 مارس الماضى، وترفع القيود المفروضة على المساعدات.
وقال البيان المشترك للدول الثلاث، الذى نشرته الحكومة البريطانية، إن منع حكومة الاحتلال إدخال المساعدات الإنسانية الأساسية إلى السكان المدنيين أمر غير مقبول، وينتهك القانون الإنساني الدولي.
وأضاف: نعارض أي محاولة لتوسيع المستوطنات في الضفة الغربية، ولن نتردد في اتخاذ المزيد من الإجراءات، بما في ذلك فرض عقوبات محددة الهدف.
وأشار البيان إلى أن الدول الثلاثة سنواصل العمل مع السلطة الفلسطينية، والشركاء الإقليميين، ودولة الاحتلال، والولايات المتحدة، للتوصل إلى توافق نهائي بشأن الترتيبات الخاصة بمستقبل غزة، استنادًا إلى الخطة العربية .
وأكد الدور المهم الذي يلعبه مؤتمر حل الدولتين رفيع المستوى في الأمم المتحدة خلال يونيو المقبل لبناء توافق دولي حول هذا الهدف.
وتابع البيان: ملتزمون بالاعتراف بدولة فلسطينية كمساهمة في تحقيق حل الدولتين، ونحن مستعدون للعمل مع الآخرين لتحقيق ذلك .
تدهور مروع
وقال ديفيد لامي وزير الخارجية البريطاني إن بلاده لن تقف مكتوفة الأيدي أمام ما وصفه بـ "التدهور المروع" في قطاع غزة، مؤكدًا أن مواقف الاحتلال الأخيرة تضعف علاقات دولة الاحتلال مع حلفائها وتقوض السلام في المنطقة.
وأعلن الوزير تعليق المفاوضات التجارية مع حكومة الاحتلال بشأن اتفاق التجارة الحرة، محذرًا من أن استمرار دولة الاحتلال في هذا النهج سيتبعه خطوات أخرى.
وأشار إلى أن الحكومة البريطانية باتت ترى ضرورة اتخاذ قرارات حاسمة، قد يكون منها الاعتراف الرسمي بالدولة الفلسطينية.
ووجّه الوزير رسالة مباشرة لرئيس الوزراء المتطرف بنيامين نتنياهو، قائلًا: الحصار يجب أن ينتهي الآن، والمساعدات يجب أن تدخل فورًا، معتبرًا أن توسيع العملية العسكرية الصهيونية لا يمكن تبريره أخلاقيًا ولا يمثل طريقًا لإعادة الرهائن، ولفت الى أن معظم الرهائن تم تحريرهم عبر المفاوضات لا من خلال القوة العسكرية.
وانتقد خطة الاحتلال العسكرية، مؤكدًا أنها لن تقضي على حماس، ولن تحقق الأمن للصهاينة بل تزيد من عزلة دولة الاحتلال.
وأدان بأشد العبارات تصريحات وزير المالية الصهيوني سموتريتش الذي دعا إلى "تطهير غزة"، واصفًا ذلك بأنه تطرف وحشي وخطير.
وأكد لامي أن حل الدولتين هو الإطار الوحيد لسلام عادل ودائم، مشيرًا إلى أن الاستمرار في تجاهل هذا الحل سيقود إلى مزيد من الدمار والدماء، مشددًا على أن الاعتراف بفلسطين سيكون من أهم قرارات بريطانيا في المرحلة القادمة، ولكن في توقيته الصحيح.
المساعدات الإنسانية
فيما أبدت الحكومة الألمانية قلقها العميق حيال التدهور المتواصل في الوضع الإنساني داخل قطاع غزة، مطالبة بإيصال المساعدات الإنسانية بشكل فوري ودون عوائق.
ودعت برلين في بيان صدر عن وزارة الخارجية الألمانية إلى فتح ممرات آمنة ومستدامة لنقل الإمدادات الغذائية والطبية إلى المدنيين، مشيرة إلى أن الظروف المعيشية في غزة بلغت حداً لا يمكن السكوت عنه .
وشددت على ضرورة احترام دولة الاحتلال القانون الدولي الإنساني، محذرة من أن استمرار القيود المفروضة على القطاع سيؤدي إلى تفاقم الكارثة الإنسانية بشكل لا يمكن تداركه.
الوفد الدبلوماسي
وأعلنت وزارة الخارجية الإيطالية، عن استدعاء سفير دولة الاحتلال على أراضيها للمطالبة بتوضيح، عما حدث من إطلاق نار على الوفد الدبلوماسي خلال زيارته مخيم جنين.
وأكدت الخارجية الإيطالية، أن تهديد الدبلوماسيين أمر غير مقبول.
واعتبر وزير الخارجية الإيطالي أنتونيو تاياني أن الطلقات التحذيرية التي أطلقها جيش الاحتلال باتجاه الدبلوماسيين تهديدات غير مقبولة.
وكتب تاياني في منشور على إكس: نطلب من حكومة الاحتلال توضيحات فورية لما حصل. والتهديدات في حقّ الدبلوماسيين غير مقبولة .