رغم أن حكومة الانقلاب تعلن دائما عن تطوير المواقع السياحية وتنشيط السياحة وتزعم أنها تخطط لاستقبال 30 مليون سائح سنويا بحلول عام ٢٠٣٠، إلا أن أرض الواقع تكشف كذب هذه الإدعاءات وأن هذه الحكومة لا تعمل لتحقيق انجازات فعلية وانما مجرد "شو اعلامى" يردده مطبلاتية العسكر فى الفضائيات .
القطاع السياحى يواجه أزمات كبيرة تجعله عاجزا عن العمل أو استقبال هذه الأعداد من السياح، ومن ذلك وجود عجز فى أعداد الأوتوبيسات التى تنقل السياح .
وإذا كان قطاع النقل السياحى لديه 16 ألفا و 500 مركبة سياحية ما بين أتوبيسات و«ليموزين» وميكروباصات ، فانه يحتاج إلى خمسة آلاف مركبة جديدة ، بعد خروج نفس العدد من الخدمة لعدم صلاحياتها للاستخدام، وهذه هى المشكلة الحقيقية على أرض الواقع فى ظل ارتفاع أسعار تذاكر الطيران واعتماد السياح على النقل السياحى.
وكشف أصحاب شركات السياحة أن الأزمة سببها عدم تطوير أسطول النقل منذ عام ٢٠١١ ، وطالبوا حكومة الانقلاب بتقديم تسهيلات بنكية ومنحهم قروضاً لشراء أتوبيسات جديدة، أو العودة لمبادرة النقل السياحى بفائدة ٥٪، لسد النقص الكبير فى هذا المجال .
ارتفاع الأسعار
فى هذا السياق قال حسام الشاعر، رئيس الاتحاد المصرى للغرف السياحية : قطاع النقل السياحى يعانى من أزمة حادة جدًا بسبب نقص طاقة النقل السياحى، مؤكدا أن الأزمة سوف تتكشف بشكل أكبر مع زيادة الحركة المتوقعة، خاصةً أن الأعداد الموجودة من طاقة النقل غير كافية تمامًا لمواكبة زيادة التدفقات السياحية.
وأوضح الشاعر فى تصريحات صحفية أن دراسات الجدوى للأتوبيسات السياحية غير مجدية بسبب الارتفاع الكبير فى أسعار الأتوبيسات، وكذلك سعر المحلى والفائدة مرتفع جداً، مطالبا حكومة الانقلاب بتوفير مبادرات ودعم الفائدة لتكون هناك أتوبيسات بأسعار معقولة لتشجيع المستثمرين للاستثمار فى النقل السياحى.
اتوبيسات مستعملة
وأكد تامر نبيل، عضو الجمعية العمومية لغرفة الفنادق، أنه لا توجد طاقة نقل سياحى كافية، مشيرا إلى أن شركات السياحة تقدمت بشكاوى عديدة ومقترحات لحل تلك الازمة، وطالبت حكومة الانقلاب بتسهيلات لشراء الاتوبيسات لسرعة استيعاب الحركة الوافدة .
وطالب «نبيل» فى تصريحات صحفية بضرورة السماح باستيراد الاتوبيسات المستعملة موديل عامين سابقين ٢٠٢٣/٢٠٢٤، لافتاً إلى ان السعودية تقوم كل عام فور انتهاء موسم الحج ببيع أعداد كبيرة من الاتوبيسات وهى فرصة جيدة علينا استغلالها .
وأوضح أنه فى حالة السماح باستيراد أتوبيسات موديل عامين سابقين ستحقق فائدة لدولة العسكر لأنها شريكة بثلث الإيراد لتحصيل نسبة ١٤٪ على كل تشغيل إلى جانب ارباح نهاية العام، مؤكدا أنه كلما زاد عدد الأتوبيسات زاد الدخل لخزينة دولة العسكر.
وشدد «نبيل» على ضرورة تخصيص مبادرة بقروض ميسرة للنقل السياحى، او العودة للمبادرة السابقة بفائدة ١١٪، داعيا إلى العمل على ايجاد اسطول نقل جديد لتقديم خدمة جيدة للسائح.
تطوير الطرق
وقال ثروت عجمى، رئيس غرفة السياحة بالأقصر، ان أسطول النقل السياحى الموجود الآن غير كافٍ لـ١٦ مليون سائح، وبالتالى لا يكفى لاستقبال ٣٠ مليون سائح بحسب مخطط دولة العسكر، ونحتاج إلى ضعفى الموجود الآن، خاصة أننا فى فترات الذروة نضطر لتأجير أتوبيسات وميكروباصات لحل تلك الأزمة.
وأشار«عجمى» فى تصريحات صحفية إلى أن دولة العسكر دعمت بمبادرة بفائدة ٥٪ لكن للأسف لا يوجد غير الأتوبيسات ماركة «المرسيدس» تقفيل محلى فلا بد من دعم الصناعات أو الماركات الأخرى من الأتوبيسات لمنع الاحتكار لشركة واحدة تتحكم فى السعر حتى وصل سعره إلى ١٣ مليون جنيه.
وطالب بضرورة الاهتمام بالطرق السياحية وسرعة تطوير وازدواج طريق الأقصر أسوان الصحراوى وطريق أبوسمبل الذى يشهد حوادث كثيرة وطريق مرسى علم الأقصر، مؤكدا أن الاهتمام بتطوير هذه الطرق يساعد على تنشيط حركة السياحة، إلى جانب تطوير أسطول النقل السياحى لأنه بدون طرق لن تحل المشكلة.
3 محاور
وقال الدكتور وائل زعير، عضو الاتحاد المصرى للغرف السياحية، ان النقل السياحى يعيش أزمة كبيرة، وكانت تلك الأزمة أحد المحاور التى ناقشها الاتحاد خلال ورش العمل التى تمت بمجلس وزراء الانقلاب، خاصة أن عدد المركبات التى تم شراؤها منذ عام ٢٠١١ وحتى الآن سواء أتوبيسات أو ميكروباصات قليل جداً.
وطالب «زعير» فى تصريحات صحفية ، بضرورة العمل على ثلاثة محاور لحل تلك الأزمة، المحور الاول إحلال وتجديد أسطول النقل السياحى بالكامل، خاصة أن عدد المركبات الموجودة لا يحتمل ١٨ مليون سائح وهو ما يتطلب زيادة عدد المركبات الجديدة، والمحور الثانى، تفعيل مبادرات للنقل السياحى خاصة مبادرة الإعفاء بنسبة ٥٪، والمحور الثالث السماح باستقدام مركبات موديل خمس سنوات سابقة بدلاً من عام واحد.
وتابع: لدينا ١٦ ألفًا وخمسمائة مركبة سياحية، منها ٥٥٠٠ ليموزين، و١٣٦٠ ميكروباصًا، و٦٩٠٦ مينى باصات، و٢٧٣٤ أتوبيسًا، وهذا هو العدد الفعلى المعتمد بحسب آخر إحصائية لوزارة سياحة الانقلاب فى شهر يناير الماضى، ومنها ما يعمل فى الحج البرى والعمرة البرية وهو ما يسبب ضغطًا على طاقة النقل .
وشدد على أن هذا العدد بالتأكد غير كافٍ لاستقبال ٣٠ مليون سائح ، ولتحقيق ذلك نحتاج إلى ٣٠ ألف مركبة سياحية أى ضعف العدد الموجود الآن.