الإمارات تدعم ميلشيا داعمة للاحتلال في غزة.. “أبو شباب “نموذج للطابور الخامس برعاية الصهاينة العرب

- ‎فيتقارير


في صورة أثارت جدلاً واسعاً، ظهر غسان الدهيني، نائب قائد ما يُعرف بـ"مجموعة أبو شباب" في قطاع غزة، وهو يطلق النار بجانب سيارة تحمل لوحة أرقام إماراتية. الصورة، التي نشرتها وسائل إعلام إسرائيلية، فتحت باب التساؤلات حول أدوار إقليمية خفية في تشكيل وتغذية المليشيات المسلحة داخل غزة، وتحديداً تلك التي يُشتبه في تعاونها مع الاحتلال الإسرائيلي.

السيارة التي فضحت الغطاء

بحسب صحيفة "إسرائيل اليوم"، فإن ظهور سيارة بلوحة إماراتية في منطقة خاضعة لسيطرة الاحتلال، وبجانب شخصية محسوبة على مجموعة مسلحة متهمة بالتنسيق مع الجيش الإسرائيلي، لا يمكن اعتباره تفصيلاً عابراً. بل إن الصورة دفعت المراسل العسكري دورون كادوش للحديث عن "تورط إماراتي محتمل في مشروع القوات الشعبية داخل القطاع"، في إشارة إلى دعم مباشر أو غير مباشر من أبو ظبي لهذه المليشيات.

من هو ياسر أبو شباب؟

ياسر أبو شباب، قائد المجموعة المثيرة للجدل، هو شخصية غامضة خرجت من عالم الجريمة وفقاً لتقارير إسرائيلية، حيث سبق له العمل في تهريب المخدرات وتورط في أعمال سلب ونهب للمساعدات الإنسانية في غزة. وفيما يدّعي أنه يعمل لحماية الفلسطينيين من "حماس"، تؤكد مصادر إسرائيلية وفلسطينية أنه يتعاون مع الاحتلال، بل ويجري تنسيقات أمنية مع السلطة الفلسطينية، وتحديداً جهاز المخابرات.

المفارقة أن أبو شباب يزعم أن مجموعته تضم 300 عنصر، من بينهم سجناء سابقون لدى حماس، وأنه يوفر الحماية للمدنيين الذين يفرون من مناطق الاشتباك، عبر ما يسميه "ممر إنساني" تحت إشراف دولي.

المخابرات الفلسطينية والإماراتية.. أين تتقاطع الأدوار؟

يشير أبو شباب في مقابلة مع وسائل إعلام عبرية إلى وجود تنسيق أمني مع السلطة الفلسطينية، دون تمويل مباشر منها، ويؤكد أن عمليات التفتيش تتم بإشراف المخابرات الفلسطينية. لكن تقارير أخرى، من بينها ما نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت"، تتحدث عن صلات محتملة بجهاز مخابرات عربي – لم تسمّه – يُعتقد أنه يشارك في دعم وتوجيه هذه المجموعة المسلحة.

في هذا السياق، تبرز الإمارات كفاعل متكرر الحضور في مناطق النزاع العربية، بدعوى دعم "الاستقرار" ومحاربة "الإسلام ". غير أن ظهور مركبة إماراتية في هذا المشهد الملتبس، يعزز الشكوك حول وجود دور إماراتي يتجاوز الإغاثة الإنسانية إلى رعاية قوى محلية بديلة لـ"حماس"، على غرار ما فعلته أبو ظبي في اليمن وليبيا والسودان.

بين محاربة حماس وخدمة الاحتلال

رغم إنكار أبو شباب لأي تعاون عسكري مباشر مع إسرائيل، إلا أن الواقع الميداني يشي بغير ذلك. وجود مجموعته في مناطق تسيطر عليها القوات الإسرائيلية، وتوافر الحماية لتلك المليشيات، يشير إلى تنسيق غير معلن، يستهدف على الأرجح إضعاف حماس من الداخل، مقابل خلق "مناطق آمنة" تخدم الاحتلال أمنياً وسياسياً.

وهو ما يدفع إلى التساؤل: هل نحن أمام "النموذج السوري" بصيغة غزّية؟ أي قوى محلية مسلحة، تدعي حماية السكان، لكنها فعلياً تُستخدم كواجهة للاحتلال وأذرعه الأمنية، تحت شعارات إنسانية.

تسليح داخلي وتمويل خارجي؟

يدّعي أبو شباب أن أسلحته "جمعها من السكان"، وهي رواية مشكوك في صحتها، خاصة مع تعقيدات تهريب الأسلحة في القطاع، وخضوعه لحصار إسرائيلي محكم. أما الدعم اللوجستي، مثل السيارات والتمويل، فلا تفسير منطقي له سوى وجود رعاة خارجيين، يتكفلون بتمويل هذه المليشيا لتحقيق أهداف سياسية تتقاطع مع مصالح الاحتلال.

 خطر إعادة تشكيل "نظام عميل" في غزة

ظهور السيارة الإماراتية في الصورة هو مجرد رأس جبل الجليد. خلف هذه اللقطة، تقبع شبكة من المصالح والتقاطعات الأمنية والإقليمية، تسعى لتقويض حماس، وربما إعادة تشكيل غزة بمقاربة أمنية جديدة، تشبه "الإدارة المدنية" التي يحاول الاحتلال فرضها في مناطق الضفة.

وإذا ثبت التورط الإماراتي في دعم هذه المليشيات، فإننا نكون أمام تحول خطير في المشهد الغزّي: من مقاومة تحت الحصار، إلى صناعة "وكلاء محلّيين" لخدمة أجندات خارجية، تحت مسمى "ممر إنساني".