أثارت واقعة الرسوب الجماعي لطلاب إحدى المدارس الإعدادية في محافظة بني سويف تفاعلًا كبيرًا على منصات التواصل الاجتماعي، وسط دعوات لمحاسبة مسئولي تعليم الانقلاب ودراسة الأسباب العميقة وراء هذا التدهور، وضمان ألا يتكرر في مناطق أخرى.
الواقعة التي تكشف عن انهيار المنظومة التعليمية في زمن الانقلاب لقيت حالة من الدهشة والاستياء بين أولياء الأمور والمعلمين وخبراء التربية .
كانت النتائج قد كشفت أن طالبة واحدة فقط بمدرسة عزبة حميدة الإعدادية، التابعة لإدارة الواسطى التعليمية نجحت من إجمالي 59 طالبًا، بينما تغيّب نحو 20 آخرين عن حضور الامتحانات بالكامل.
وقالت مصادر: إن "المدرسة تقع في منطقة جبلية نائية يعاني سكانها من ضعف الخدمات التعليمية وارتفاع نسب التسرب الدراسي، بسبب الأوضاع الاقتصادية السيئة التي يعيشونها في زمن الانقلاب".
وأكدت المصادر إن المدرسة تضم عددًا كبيرًا من الطلاب الذين يضطرون للعمل في مهن حرة لمساعدة أسرهم، ما أدى إلى ضعف الالتزام بالحضور وانخفاض المستوى الدراسي، وهي عوامل تضافرت لتنتج هذه النتيجة الصادمة.
إدارة المدرسة
الرسوب الجماعي دفع محمد هاني غنيم، محافظ بني سويف الانقلابي، الى اتخاذ قرار، بإعفاء إدارة مدرسة حميدة الاعدادية من مهامها، وذلك عقب تداول واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي لواقعة الرسوب الجماعي لطلاب الصف الثالث الإعدادي بالمدرسة، وهو ما اعتبره المحافظ انعكاسًا واضحًا لسوء الأداء الإداري والتعليمي داخل المدرسة.
وكلّف المحافظ وكيلة الوزارة بإحالة كل من مدير إدارة الواسطى التعليمية ووكيل الإدارة إلى التحقيق العاجل، للوقوف على أسباب هذا التراجع الواضح في نتائج المدرسة، والتقصير في المتابعة والتقييم التربوي داخل الإدارة التعليمية.
كما كلّف المحافظ بسرعة إعداد دراسة متكاملة حول أسباب تدني نسب النجاح وارتفاع معدلات الرسوب، مع رصد ضعف الالتزام بالحضور وانخفاض التحصيل الدراسي بهذه المدرسة، على أن تتضمن الدراسة حلولًا واقعية لتحسين الأداء في المدرسة وباقي المدارس التي تشهد أوضاعًا متقاربة.
ووجه بعقد لقاء مجتمعي عاجل يضم الطلاب وأولياء الأمور وممثلي التعليم والمجتمع المحلي، لمناقشة الأسباب الحقيقية لهذه المشكلة، واقتراح سبل معالجتها، على أن يُرفع تقرير مفصل بنتائج هذا اللقاء وما تم التوصل إليه من توصيات إلى مكتبه خلال أيام.
لجنة فنية
من جانبها، أكدت أمل الهواري، وكيل وزارة التربية والتعليم ببني سويف، أنه تم تشكيل لجنة فنية لمراجعة أوراق إجابات طلاب المدرسة، الذين يبلغ عددهم 60 طالبًا وطالبة، منهم 14 طالبًا تغيبوا عن أداء الامتحان.
وقالت أمل الهوارى في تصريحات صحفية: إن "اللجنة المختصة ستنتهي من أعمالها قريبًا، زاعمة أن النتائج تعكس الواقع التعليمي الفعلي داخل المدرسة، في ظل التزام صارم بعدم السماح بأي تجاوزات تتعلق بالغش أو التلاعب بنتائج الامتحانات".
بعد فوات الأوان
ولعلاج الأزمة بعد فوات الأوان كما هو المعتاد من حكومة الانقلاب، أعلنت مديرية التربية والتعليم ببني سويف عن بدء تنفيذ برنامج علاجي عاجل يشمل حصص تقوية مجانية تستهدف جميع الطلاب الراسبين، على أن تركز هذه الحصص على المواد الأساسية، وتُقدَّم مجانًا داخل المدرسة لتخفيف الأعباء عن أولياء الأمور.
وزعمت المديرية أن هذه الخطوة تأتي في إطار خطة شاملة لتحسين مستوى الطلاب ومعالجة أوجه القصور، خاصة في المدارس الواقعة بالمناطق النائية والفقيرة.