“طلع المدرعة اللي في جيبك”.. قضاة الشامخ من كوكب سبيس تون

- ‎فيأخبار

كتب- سيد توكل:

 

"إذا كنت ضابطًا أو حتى أمين شرطة وقتلت مواطنًا فأكثر.. فكل ما عليك التوجه لأقرب محكمة لتنال البراءة، أما إذا كنت معارضًا للانقلاب ولم تفعل شيئًا سوى رفع شارة رابعة فننصحك تطلع المدرعة اللي في جيبك والغواصة اللي في الشراب!".

 

هكذا أطلق النشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حملة تدوينية عن الطالبة المعتقلة إسراء خالد، لمرور عامين على اعتقالها، على خلفية تهمة "خيالية" وهي "حيازة آر بي جي، وحرق نادٍ للشرطة".

 

ولطالما تغنى إعلام العسكر باستقلال القضاء، وفي عهد المخلوع مبارك، كانت أداة القمع التي ارتكن إليها النظام في أغلب الأحيان للتنكيل بالمعارضة هي المحاكم العسكرية، وبعد الإطاحة بمبارك على إثر ثورة يناير 2011، وانتخاب الرئيس محمد مرسي، كشف القضاة عن وجوههم القبيحة.

 

وبعد انقلاب وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي، وسع الشامخ مظلة القمع لتشمل جماعات إسلامية، ونشطاء من كافة الاتجاهات، وصحفيين، وطلاب جامعيين، واعتقلت إسراء، الطالبة في كلية الهندسة ببني سويف، في 20 يناير 2015، حيث كانت تبلغ من العمر آنذاك 21 عاما، ونسبت إليها نيابة الانقلاب عدة اتهامات، أبرزها وأكثرها إثارة للجدل بين النشطاء والحقوقيين "حيازة آر بي جي، وحرق مزرعة ضابط بمركز الواسطي، وحرق محولات الكهرباء".

 

9 سنوات عشان إيه؟!

 

وحكم على إسراء بالسجن العسكري لمدة تسع سنوات، بالإضافة إلى مقاضاتها في قضايا أخرى، وبمناسبة مرور عامين على اعتقالها؛ دشن النشطاء الجمعة حملة بعنوان "سنتين ظلم" للمطالبة بالإفراج عنها، وتحريك الرأي العام ومنظمات المجتمع المدني باتجاه التفاعل مع قضيتها.

 

وعبر وسم "سنتين ظلم" على موقع "تويتر" قال عمرو السلمي: "نطالب بالإفراج عن الحرة إسراء خالد، تزامنا مع إتمامها عامها الثاني في سجون الانقلاب".

 

وعلق سلامة عبدالحميد: "في مطلع ما أسماه السيسي بعام المرأة؛ تدخل إسراء خالد عامها الثالث بمحبسها في حكم بالسجن العسكري لمدة تسع سنوات".

 

وغردت صفحة "إكسر كلابش": "المعتقله إسراء خالد أتمّت عامين في سجن العسكر، ومن رسائلها داخل المعتقل (باب الزنزانه هيموتني.. بفضل قاعدة قدامه أعيط طول الليل لحد ما أنام)".

 

رفضت ظلم السيسي

 

وعقبت أسماء علي: "الحرية لإسراء خالد.. إسراء بنت لسه صغيرة، عشان رفضت ظلم السيسي اتحبست ظلم.. الحرية للمعتقلين".

 

وقالت جهاد محمد: "اتهامات خيالية.. خرجت لتشتري وطنا؛ فعاقبها الخائن بالسجن، وألبس أخريات الكفن".

 

وعلق سيف كمال: "عامان بلا ذنب، وبلا أي جريمة، ضاعا من عمرها.. عامان من الألم والوجع والقهر والحرمان والانتهاكات، وتدهورت فيهما حالتها الصحية جدا".

 

وطبقا لحقوقيين؛ تعد إسراء أول معتقلة سياسية يتم إيداعها سجن المنيا، والذي تعرضت فيه لانتهاكات شديدة، كوضعها في الحبس الانفرادي، واعتداء الجنائيات عليها، عدا عن تلقيها خبر وفاة والدها -الذي توفي داخل المعتقل أيضا- من أحد الضباط بسخرية، والذي قال لها: "روحي سلّمي على صحباتك عشان يعزوكي في أبوكي"، ما جعلها تنهار فاقدة للوعي في لحظتها. 

 

ومؤخرا؛ تمت معاودة إيداع إسراء في الحبس الانفرادي لمدة تجاوزت الأسبوع، والسبب الوحيد لذلك -بحسب الحقوقيين- هو انتقام ضابط الترحيلة منها؛ بعدما وُقع عليه جزاء لتأخره في ترحيلها إلى جلستها.