المخابرات الأوغندية: السيسي يلعب في الـ”كاكا”

- ‎فيأخبار

كتب- سيد توكل:

"كاكا" مدينة في أعالي النيل، ذهب إليها عبد الفتاح السيسي داعمًا للانقلاب جنوب السودان، بعد أيام من لجوء الرئيس السوداني عمر البشير إلى بلاد الخليج للاستجداء بهم ضد الجنرال "بلحة"، وتقديم شكاوى ضده في مجلس الأمن في محاولة للحصول على حلايب وشلاتين، حيث كشف ضابط مخابرات أوغندي تورط نظام السيسي في دعم جنوب السودان عسكريًّا ضد الشمال.
 
 
واتهمت قوات رياك مشار النائب السابق لرئيس جنوب السودان نظام السيسي بقصف مواقع لها، حيث أكدت القوات الموالية لمشار إن القوات الجوية المصرية ألقت "أكثر من تسع قنابل"، على مواقعه في قرية كاكا الشمالية.
 
 
وأضاف الجيش المتمرد ضد الرئيس الجنوبي الحالي سيلفا كير في بيان رسمي، أن ما أسماها مشاركة السيسي في الحرب الدائرة جنوب السودان تمثل إشارات واضحة أن نظام الحكم في جوبا يعرض جنوب السودان لحرب إقليمية.
 
يأتي هذا الاتهام من قوات مشار للسيسي بعدما زار الرئيس سلفا كير ميارديت رئيس جنوب السودان، مصر لمدة يومين في الـ 8 من يناير الماضي التقى خلالها رئيس الانقلاب، حيث بحثا سبل دعم التآمر المشترك بين النظامين في شتى المجالات.

بأموال المصريين
 
وكشف الضابط الأوغندي "جيمس مويسس" ضابط الاستخبارات الأوغندي السابق لوكالة أنباء جنوب السودان – غير الرسمية- عن اتفاق مصري أوغندي؛ تقدم مصر بمقتضاه الأسلحة إلى جنوب السودان في مقابل تأييد أوغندا لمصر في حملتها الدبلوماسية لمنع بناء سد النهضة.
 
ويؤكد "جيمس مويسس" عميل الاستخبارات السابق على أمرين أولهما: فشل الحملة الدبلوماسية المصرية لإيقاف بناء سد النهضة الإثيوبي، وثانياً: فشل أوغندا في سحق متمردي جنوب السودان، وهذا ما يوحد القاهرة و "كمبالا" ويضيف "مويسس": "يجب على أديس أبابا عدم تصديق أوغندا والقاهرة عند الحديث عن أي شيء يتعلق بسد النهضةَ".
 
ويكشف "مويسس" عن اقتراح الرئيس الأوغندي على رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي خلال لقائهما في ديسمبر 2016 بتقديم مصر للأسلحة والذخيرة إلى جنوب السودان لمحاربة حركة تحرير الشعب السوداني، في مقابل دعم أوغندا لأي حملة للسيسي ضد أديس أبابا، كما وعد الرئيس الأوغندي .
 
وأكد "مويسس" على دعم مصر لجنوب السودان بأسلحة متطورة وذخيرة، مضيفاً أن أوغندا هي من تدير تقديم المساعدات العسكرية المصرية إلى جنوب السودان.

صفقات قذرة
 
ولم تكن تلك الواقعة المشبوهة الوحيدة للسيسي في أفريقيا، حيث كشفت تقارير عن اتهامات متمردي جنوب السودان السابقة لنظام السيسي بتنفيذ هجمات ضد مواقعها في مدينة "كاكا" في أعالي النيل، فيما أنكرت حكومة الانقلاب هذه الاتهامات، وفي يناير من العام الحالي أكد المتمردون على عقد جنوب السودان وسلطات الانقلاب "صفقة قذرة".
 
وسبق ووجه رئيس جنوب السودان سيلفا كير الشكر لعبد الفتاح السيسي على دعم جنوب السودان في المحافل الدوليه قائلا: "أشكر الرئيس على دعمه لجنوب السودان فى مجلس الأمن بالأمم المتحدة.. كانت هناك أمور تستهدف فرض حظر أسلحة على جنوب السودان".

انخراط العسكر بالمؤامرات
 
وقالت وكالة الأناضول، أنه رغم أن الحرب الأهلية التي اندلعت في جنوب السودان أواخر 2013 جعلت من هذا البلد مسرحاً للتنافس الإقليمي، إلا أن القاهرة بقيت بعيدة نسبيا عن الملف رغم ارتباطه بأمنها المائي، لكن مؤخرا ظهرت مؤشرات على انخراط العسكر أكبر في الشأن الجنوب السوداني لا سيما بعد زيارة الرئيس “سلفاكير ميارديت” للقاهرة للقاء السيسي.
 
وبحسب الوكالة، أنه على الرغم من نفي جوبا والقاهرة على الفور لاتهامات حركة التمرد، إلا أنها عادت إلى الساحة مجددا، عندما قال الرئيس السوداني لصحف محلية إن “مصر تدعم حكومة جوبا بالأسلحة والزخائر، واستبعد “البشير” مشاركة قوات مصرية بشكل مباشر، قائلا إن “المعلومات التي لدينا أنهم (مصر) يدعمون حكومة الجنوب بالسلاح والذخائر ولا أتوقع أن يقاتلوا في الجنوب”.

جدير بالذكر أن زعيم نكسة 67 الجنرال جمال عبد الناصر الذي قاد انقلابا سابق على الرئيس محمد نجيب، اشتهر افريقياً بدعم الانقلابات العسكرية، وكان ينفق ببذخ شديد من اموال المصريين على هذه الانقلابات، سواء في أوغندا وغيرها، وزاد فقر المصريين على يد الحكومات والأنظمة العسكرية من عبد الناصر وحتى انقلاب السيسي في 2013.