ما علاقة «وراك الفراخ» بالأمن القومي المصري؟

- ‎فيأخبار

كتب: سيد توكل
بدلا من أن يسجل التاريخ للجيش المصري أروع البطولات بالصمود والتحدي مثل ما كان في العصور الغابرة، يبدو أن التسجيل سيكون من نوع آخر، تدخل فيه وراك الفراخ وصدورها بعد الكعك والغريبة والعلاج بالكفتة، هذا ما أعلنه اللواء أركان حرب محمد رأفت الدش، قائد الجيش الثالث الميدانى، أمام السفيه قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي.

وحضر السفيه السيسي مشروع تفتيش حرب للجيش الثالث الميداني، وسط عبارات مستهلكة لا يجدها المصريون واقعا على الأرض، من قبيل أن "القيادة العامة للقوات المسلحة لا تدخر جهدا فى امتلاك كل جديد ومتطور، لتصبح قادرة على الوفاء بالتزاماتها أمام مصر وشعبها العظيم".

المفارقة أنه أثناء وجود السفيه بين الجيش الثالث الميداني، قُتل في نفس اليوم وبالقرب من قاعدة الاحتفال، جنديان مصريان وأصيب 10 آخرون في هجوم على موقع للجيش، في مدينة العريش عاصمة محافظة شمال سيناء.

وكالعادة لم يستطع أشاوس سلطات الانقلاب كشف ملابسات الهجوم، ولا الجهة التي تقف وراءه، لكن الكثير من الهجمات التي تنفذ ضد عصابة الانقلاب (الجيش والشرطة) في شمال سيناء، يتبناها مسلحون مجهولون، غالبا ما تنسبهم سلطات الانقلاب إلى "داعش"، فيما يعتقد بعض المراقبين أن المخابرات الحربية ليست بعيدة عن تلك الأحداث.

وراك الفراخ

وفي عهد السفيه السيسي، زاد توغل الجيش في المشروعات المدنية، حتى صار ينافس شركات القطاع الخاص في إنتاج "وراك الفراخ" والمصنعات والمعلبات، وهو ما افتخر به قائد الجيش الثالث الميدانى، فى كلمته خلال إجراءات التفتيش ورفع الكفاءة القتالية للقوات المسلحة بالفرقة 19 بالجيش الثالث الميدانى، بحضور السيسى، والفريق أول صدقى صبحى القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربى، وعدد من كبار قادة القوات المسلحة، قائلا: "إن الجيش الثالث الميدانى يشارك شعبه فى مجالات التنمية، من باب الحرص على الأمن القومى المصرى، وبما لا يؤثر مطلقا على كفاءته واستعداده القتالى".

وهكذا تعهد قائد الجيش الثالث الميدانى بتنفيذ كل المهام المكلف بها من السيسي، وأهمها منافسة الشعب في قوته ولقمة عيشه، وبدلا من احتراف القتال أصبح العسكر يحترفون تصنيع الدجاج، مهما كلفهم ذلك من تضحيات، آخرها مقتل 58 ضابطا ومجندا من الشرطة في كارثة الواحات بالجيزة، فكيف يصمد "جيش الوراك" أمام الصعوبات والمخاطر المحدقة بمصر؟، يجيب عن هذا التساؤل اللواء "الدش" الذي تعهد بتصنيع وراك الفراخ بالقول: "إرادتنا لن تنكسر وعزمنا صلب لا يلين"!

عسكر كاذبون

ويتباهى السفيه السيسي بما يقول إنه "إنجازات ضخمة" حققها منذ انقلابه على الرئيس المنتخب محمد مرسي قبل 4 سنوات، عدّد منها الاستقرار الأمني، وافتتاح قناة السويس الجديدة، والتصدي للإرهاب في سيناء، ومنع تهريب السلاح والمقاتلين من حدود مصر الغربية.

ويتعهد السفيه السيسي بشكل دائم بالقضاء على الغلاء نهاية كل شهر، وتوفير السلع بأسعار مخفضة عبر منافذ القوات المسلحة"، كما أنه يطالب المصريين مرارا وتكرارا بالوقوف إلى جانبه.

لكن صدى حديث السيسي عن "الإنجازات" والوعود والتعهدات بدا باهتا ومحل تشكيك وسخرية في الشارع المصري، فسائق التاكسي "إيهاب" شكك في صدقية الوعود قائلا: "منذ وصول السيسي للحكم زادت الأسعار بنسبة 100%، كما أن وعوده بعمل شبكة طرق وتوفير فرص عمل لم يتحقق منه شيء، فكيف سيقضي على الغلاء في شهر واحد؟".