كتب محمد مصباح:
استمرارا لعسكر الدولة شهد محمد العصار وزير الإنتاج الحربى، وأحمد عماد الدين وزير الصحة بحكومة الانقلاب، عقد الجمعية التأسيسية الأولى للشركة الوطنية للأدوية ومستحضرات علاجات الأورام "We Can".
ولم تكن هذه الحالة الأولى للعسكرة في وزرارة الصحة، فقد أصدر الوزير في وقت سابق قراراً بتعيين اللواء أحمد زغلول مساعدًا لوزير الصحة للاتصال السياسي والشئون الأمنية، واللواء أحمد بليغ الحديدي رئيسًا للإدارة المركزية للشئون الإدارية لديوان عام الوزارة خلفًا لممدوح صقر لبلوغه سن المعاش.
ويجري سيناريو "عسكرة" الدولة ومؤسساتها على قدم وساق منذ انقلاب 1952م، إلا أنه يأخد أبشع صورة الهيمنة والتكويش منذ الانقلاب العسكري الأحدث نسخة 30 يونيو 2013م.
وفي هذا الإطار، يسيطر 8 لواءات غالبيتهم من الهيئة الهندسية للقوات المسلحة على الوظائف العليا بوزارة الإسكان، كما يسيطر 20 مسئولا على وزارة النقل والمواصلات، إضافة إلى 37 عسكريا يعملون بالوظائف القيادية بوزارة البيئة، وفي وزارة التموين والتجارة الداخلية، يهيمن 5 لواءات وعميد على مفاصل الوزارة، وعدد اللواءات المنتدبين لوزارة التربية والتعليم ستة.
وتوسعت القوات المسلحة على مدى العامين الماضيين في السيطرة الاقتصادية والاستحواذ على مشروعات طرق وطاقة وبنية تحتية وتولي مهام للسلع التموينية وبيع مواد غذائية.
واستحوذ جهاز الخدمة الوطنية التابع للجيش في نوفمبر الماضي على 40% من مجموعة شركات "صلب مصر" الخاصة، وهي النسبة المملوكة لرجل الأعمال جمال الجارحي.
وحذر خبراء اقتصاد من أن "الجيش سيتحول بعد فترة لممارسة الاحتكار بشكل غير رسمي"، مشيرًا إلى أن الخطورة تتمثل في هروب الاستثمارات الوطنية إلى خارج مصر بدلاً من زيادتها، بما يخلف نسب بطالة كبيرة بشكل أسوأ من الحالية.