كتب مجدي عزت:
بعيدا عن الأضواء تقف المخابرات الأمريكية وراء كثير من الأحداث والمؤامرات الفاعلة في رسم خريطة الشرق الأوسط، ومناطق كثيرة من العالم، مستغلة نفوذها وقوتها السياسية وضعف وانهيار قمة النظم الحاكمة في المنطقة وانعزالها عن شعوبها.
حيث تضمنت وثيقة نشرها الراحل محمد حسين هيكل، في آخر كتاباته "مبارك وزمانه ماذا جرى في مصر ولها؟".. تضمن وثيقة وصلته عبر ايران، حول نصائح أمريكا لشاة إيران محمد رضا بهلوي، تنصحه بما يجب أن يفعله لإفشال ثورة مصدق.. وليضمن السيطرة على البلاد.. تلك النصائح على ما يبدو جرى تعميمها وتفعيلها في عدد من مناطق ودول الشرق الأوسط، ومنها مصر حاليا، حيث يسير على نهجها عبدالفتاح السيسي، الذي أفشل الربيع العربي في مصر.
8 نصائح جهنمية
1- نصحت المخابرات الشاة بتفعيل حملة مركزة لتقديم الشاه إلى شعبه باعتباره أبا لهذا الشعب ويمكن زيادة الألفة بإعطاء لقب كبير العائلة.
2- لا بد من استعمال كل وسائل الدعاية لبناء مكانة وهيبة الشاه شخصيا أمام كل طوائف الأمة، وفي هذه الصدد فإن هناك طائفة موجودة في الأمة، وهي على استعداد لكي تعطي تعاطفها للشاه فورا إذا حاول أن يقترب منها، وهي المرأة التي لم تصل بعد لدرجة المساواة مع الرجل، حسب الوثيقة.
3- يجب على الشاه أن يحشر نفسه في قضية دولية ويصنع لنفسه مكانة وشكل خارجي مؤثر، يستفيد منه بالداخل؛ فقد ثبت أن زعماء دول صغيرة استفادوا كثيرا في الداخل من الصورة التي ظهروا بها أمام العالم الخارجي.
4- لا بد للشاه أن يعطي اهتماما كافيا للمسائل الدينية، ويستعمل عبارات ذات دلالات دينية، ويجب أن يظهر باعتباره حامي الدين، وينتزع هذه المكانة من رجال الدين، كما أنه لا بد أن يظهر كثيرا لأداء الصلاة في المساجد، خاصة في الأعياد والمناسبات.
5- لا بد للشاه أن يتابع أجهزة السيطرة كأجهزة المخابرات وغيرها من أجهزة الأمن الداخلي، خصوصا أن ما يجيء فيها من فضائح وحكايات قوة مضافة لمعرفة من يتبع عليها ويتابعها، ومعرفة ذلك زيادة سلطة وتحكم.
7- لا بد للشاه أن يولي اهتماما خاصا بسلاح الطيران؛ لأنه يملك ميزة محدودية الأفراد ولا محدودية لقوة النيران، وذلك إلى جانب إمكانياته الهائلة في الحركة السريعة، وبالسيطرة على الطيران ، وذلك يسهل ضرب أي تمرد ضده، حتى إذا جاء هذا التمرد من الجيش.
8- إيجاد وجوه جديدة في الحياة السياسية واعادة رسم المسرح السياسي وتغيير المعادلة السياسية.
السيسي والنصائح الامريكية
الوثيقة استعرضها الإعلامي المصري محمد ناصر، في حلقته مساء الثلاثاء، على برنامج مصر النهاردة على قناة مكملين، مؤكدا أن الوثيقة نفذها شاه إيران والجنرال ثيو في فيتنام وبعض جنرالات أمريكا اللاتينية الذين نفذوا انقلابات بدعم أمريكي، وهو ما ينفذه السيسي بحذافيره.
حيث يحرص السيسي على الظهور بمشهد الأب كثيرا في خديثه وفي مواقفه مع المعوقين ومع فتاة العربة، وهو ما تعز عليه وسائل إعلامه بإظهاره كأب حازم، وهو ما نتابعه في العديد من المقالات الحالية لعماد الدين أديب وغيره.
كما يتودد كثيرا السيسي للمرأة بقرارات وسياسات عدة غير مسبوقة بجانب محاولاته في أحاديثه على التأثير على مشاعر المرأة وانحيازه لها، وهو ما تحلى في مبادلتهم له، بالرقص في اللجان وفي كل المناسبات، وظهور من تقدم نفسها له كاماء، اغمز بعينك.. وغيرهن.
كذلك، يحشر نفسه في العديد من القضايا الدولية كفلسطين والحرب في اليمن والهجرة الدولية وابتزازه لأوربا بمسألة المهاجرين، وتبنيه رؤية انبطاحية أمام ترامب، مقدما أراضي سيناء في صفقة القرن.
ولا يمكن تجاهل تقمصه أدوار المحب للدين والمسئول عنه في مصر، وتبنيه مشاريع تجديد الخطاب الديني، وتبني عدم وقوع الطلاق الشفوي وغيرها من الأمور الدينية.
وأيضا اهتمامه غير المسبوق بسلاح الطيران وشراء الأباتشي من أمريكا والرافال من فرنسا وحاملات الطائرات المنسترال.. وغيرها من التجهيزات والأسلحة المتطورة للقوات الجوية.
أما الاهتمام بأحهزة المخابرات والأمن الوطني فلا يمكن تغافلها من عدد التغييرات والتنقلات التي تستهدف السيكرة واستخدام معلوماتها عن الفساد في السيطرة على الاخرين وغيرها من سياسات السيطرة بالفضائح.
كما أنه يغير من قواعد اللعبة السياسية وإظهار شخصيات جديدة على العمل السياسي، محمود بانجو وغيره من الأسماء المحهولة التي باتت تدرس في مناهج التربية والتعليم.
وهكذا يسير السيسي على تعليمات المخابرات الأمريكية لاستمرار السيطرة على المصريين.. فهل ستنفعه؟ أم أن مصيره سيكون كشاه ايران؟ لاجئا لا يدفن في تراب وطنه الذي خربه؟ هذا ما ستثبته الأيام!!!