كتب رانيا قناوي:
كشف الكاتب الصحفي وائل قنديل، أنه مع سكوت رموز التيار الناصري من القومين والحنجوريين، تجاه سلوك عبد الفتاح السيسي التي تعمل ضمن الأجندة الصهيونية، يبدو وكأن "جنرال الحلم الإسرائيلي" كسر عينهم، فلم يعد بوسع غلاة الناصريين والقوميين أن يحشدوا للنضال ضد تسليم الماضي والمستقبل للصهاينة.
وأشار قنديل خلال مقاله بصحيفة "العربي الجديد" اليوم الجمعة، إلى أن هناك جيل كامل في مصر، بنى تاريخه السياسي، الحقيقي منه والمزيّف، على معارضة كامب ديفيد، والنضال ضد قفزة أنور السادات إلى الحضن الإسرائيلي، موضحا أن معظم رموز هذا الجيل هم الذين حملوا عبد الفتاح السيسي فوق ظهورهم، لكي يصعد إلى السلطة، ومنها يقفز إلى الفراش الإسرائيلي، مستمتعاً بكامب ديفيد الرائعة.
وقال إن هؤلاء لم يكتفوا بحمل السيسي وانقلابه فوق ظهورهم، بل صاروا حرّاساً للانقلاب الذي اعتبرته إسرائيل هدية السماء، ولم يتوقفوا يوماً عن تغذية فاشية النظام وتبريرها، والمطالبة بمزيد منها، مؤكدا أن صمت هؤلاء يفضح أنهم باتوا حرّاس كامب ديفيد والساهرين عليها، حتى أنه لم يبرع في إسباغ صفات العظمة والبسالة على السيسي أكثر من شخصين، الأول محمد المخزنجي، الأديب والطبيب النفسي، الذي كان يباهي بقصة اعتقاله، بتهمة النضال ضد كامب ديفيد السادات.. والثاني رئيس حكومة الاحتلال الصهيوني، بنيامين نتنياهو.
وأكد قنديل أن السيسي يأخذ مصر إلى أعماق أبعد وأخطر في مستنقع التبعية الصريحة للكيان الصهيوني، ما وصل إليه السادات في لحظة كامب ديفيد، فالأول يعلن صراحة عداءه لتاريخ وجغرافيا مصر، فيما كان الثاني مسكونا بأوهام "بطل الحرب والسلام"، موضحا أنه في حالة السادات، كانت النخبة السياسية المصرية عند مستوى المسئولية الوطنية والأخلاقية والثقافية، فاشتعلت بالنضال ضد ذلك الانحراف الجنوني عن مقتضيات الهوية والحضارة والدور، بينما في لحظة السيسي تبدو النخبة ذاتها، باستثناءات محدودة، وكأنها أشعلت النار في تاريخها وخلعت انحيازاتها، وتنكرت لذاتها.
وأشار إلى أنه لا يوجد أحد مستعد لدفع ثمن موقف محترم، يستجيب لاعتبارات التاريخ النضالي، ويحترم حق جماهير تسحق تحت أقدام نظام بات يتحرّك وعينه على كل ما يرضي إسرائيل.