كتب: سيد توكل
"بن سلمان تقريبًا خلص على العيلة المالكة.. امبارح اعتقالات والنهاردة سقوط طيارة ومصرع أمير وقيادات بالشرطة"، وضجت وسائل إعلام عربية ودولية، بخبر مقتل نائب أمير منطقة عسير الأمير منصور بن مقرن ومسئولين سعوديين آخرين في حادث تحطم مروحية بمحافظة عسير.
السقوط المفاجئ والغامض لطائرة بن مقرن، أعاد للأذهان الوحدة التي كان يشرف عليها وزير داخلية المخلوع مبارك، والتي كانت تسمى "وحدة العلميات القذرة، وتخصصت في تفجير الكنائس واغتيالات المسئولين وقتل السياح الأجانب وتصفية المعارضين.
وتدور تكهنات قوية بوجود اللواء الهارب "حبيب العادلي" في الرياض، مشرفاً على جهاز أمن الدولة الجديد، وبات من مهام هذا الجهاز تطبيق خبرة جنرالات العسكر في مصر، وهو ما ترك العديد من التساؤلات حول كيفية سقوط الطائرة.
تعتيم العادلي
وفي ظل هذا التعتيم عن الحادث كشف نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي أن مقرن تمت تصفيته مع عدد من المسئولين، وانه وقع ضحية مؤامرة حاكها محمد بن سلمان ضده، مشيرين إلى أن طائرة ابن مقرن تم إسقاطها بواسطة طائرة حربية بعدما قرر الأمير الهروب من السعودية غداة اعتقال عدد كبير من الأمراء بتهم تتعلق بالفساد.
والأمير منصور هو احد أولاد مقرن بن عبد العزيز وليُّ العهد الأسبق ونائب رئيس مجلس الوزراء في السعودية الذي قام الملك سلمان بن عبد العزيز بعزله من ولاية العهد فور تنصيبه ملكاً على البلاد.
الطرف الثالث!
وشاعت في مصر نظرية "الطرف الثالث" الذي يقوم بالقتل وإشعال الحرائق، بعد ثورة 25 يناير 2011، وهى نظرية نتجت بعد فشل محاولات إيجاد الفاعل في حوادث قتل راح ضحيتها المئات أشهرها كان قتل 73 مشجع أهلاوي في إستاد بورسعيد في 2012، إلا أنه وبعد الانقلاب ظهر أن الطرف الثالث لم يكن إلا المخابرات الحربية التي كان يسيطر عليها السفيه عبد الفتاح السيسي في ذلك الوقت.
من جانبها كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الصهيوينة، إن مقاتلة سعودية قامت بإسقاط طائرة منصور بن مقرن بعد اقترابها من الحدود خلال محاولته الهرب.
ووصفت الصحيفة ما جرى بأنه "اغتيال في الهواء" وقالت: "تم الكشف يوم أمس عن أن الطائرة التي أقلت نائب أمير منطقة عسير وسقطت خلال جولة تفقدية في محمية ريدة وأدت لمقتل جميع ركابها، كانت قد اقتربت من الحدود بين السعودية واليمن في محاولة منها للهرب من البلاد فقام سلاح الطيران الحربي السعودي بإسقاطها".
وأشارت إلى أن "الأمير منصور بن مقرن وبعد انطلاق حملة مكافحة الفساد التي طالت أمراء ووزراء حاليين وسابقين، أعلن أنه يريد إجراء جولة تفقدية في منطقة عسير جنوب المملكة".
ممنوع الهرب
وكانت صحيفة "ميدل إيست آي"، البريطانية، أشارت إلى احتمال أن الأمير منصور بن مقرن كان يحاول الهرب من السعودية.
وربطت "ميدل إيست آي"، وفاة ابن مقرن، بحملة الاعتقالات المفاجئة التي طالت أمراء بارزين من العائلة الحاكمة، على رأسهم متعب بن عبد الله، والوليد بن طلال.
وأعلنت مصادر متطابقة أن ولي العهد السعودي أمر بمنع تسيير كافة الرحلات الخاصة بالأمراء والمسئولين من وإلى المملكة إلا بموافقة وتصريح خطي منه فقط، وتزامن ذلك مع حملة غير مسبوقة طالت عددا من الأمراء والمسئولين الحاليين والسابقين.