5 أسئلة ضرورية على هامش مذبحة “مسجد” سيناء

- ‎فيأخبار

رامي ربيع
قال الكاتب المتخصص في شئون الجماعات والحركات الإسلامية سمير العركي: إن مذبحة مسجد الروضة ببئر العبد هي الأكثر دموية منذ تفجر الصراع المسلح في سيناء قبل حوالي أربع سنوات.

وأضاف العركي- في مقال نشره موقع "الجزيرة.نت"- أن المكان والزمان والنتائج التي ارتبطت بالهجوم الإرهابي على مسجد الروضة ببئر العبد بشمال سيناء، والذي أدى إلى مقتل وإصابة أكثر من 300 شخص، تحمل في طياتها العديد من الأسئلة التي لن يكون من السهل الكشف عنها في ظل منع السلطات المصرية وصول الصحفيين ووسائل الإعلام إلى داخل سيناء.

وأوضح العركي أن هذه الأسئلة تتعلق بانتماء المسجد إلى حيز جغرافي تشغله قبيلة السواركة المعروفة ببعدها عن النظام وعدم قبولها الانضواء تحت لواء "الصحوات" لمواجهة التنظيمات المسلحة، على خلاف ما فعله بعض أفراد قبيلة الترابين، كما أن انتقال المواجهات الدامية من رفح والشيخ زويد إلى العريش وصولاً اليوم إلى بئر العبد بهذه الصورة الدموية، يطرح هو الآخر تساؤلات مشروعة حول نية النظام الحاكم في إخلاء شمال سيناء من رفح شرقا إلى قرية رمانة غربا، وهو المطلب الذي سارعت أذرع النظام الإعلامية في ترديده عقب الحادث مباشرة.

وأشار العركي إلى أن الجهة التي أقدمت على تنفيذ الحادث- سواء كان تنظيم داعش أو جهة أخرى- كانت تريد إيقاع أكبر عدد من القتلى، لذا اختارت وقت صلاة الجمعة حيث يكثر عدد المصلين، ما يتيح أمامها الفرصة للوصول إلى الهدف المنشود، وهذه الرغبة في تعظيم حالات القتل في صفوف المدنيين في المسجد وقت صلاة الجمعة، تعكس توحشا دخلته الحالة السيناوية؛ نتيجة حالات القتل المتعمد والموثقة في صفوف المدنيين التي طالت في بعض الأحيان أُسرا بأكملها، إضافة إلى حالات الإخفاء القسري والتعذيب الوحشي الذي تعرض له أبناء سيناء داخل المقار الأمنية العسكرية والمدنية على حد سواء، هذه المعاملة غير الآدمية التي يتعرض لها أبناء سيناء إضافة إلى شيطنتهم إعلاميا، كانت تعكس إصرارا على دفعهم إلى مثل هذا الطريق الموغل في الدماء.

وتابع: "لوحظ عقب الحادث محاولة الربط بين تبعية المسجد لبعض الطرق الصوفية وبين الهجوم، والربط هنا أراه في غير محله؛ فالحالة الداعشية- على فرض مسئوليتها هنا- تبدي اهتماما أكبر بمواجهة من تعتبره "مرتدا" بسبب تعاونه مع "الطواغيت"، سواء كان ينتمي إلى أجهزته الأمنية أو من المدنيين المتعاونين معه، ولم يؤثر عنها مواجهة من مثل هذا النوع الدموي مع الصوفية من قبل!، لكن في الوقت ذاته ومع غياب المعلومات الموثوق فيها، فإن هناك تساؤلات حول إمكانية قيام "جهات خارجية" بتنفيذ الحادث، رغبة في تسريع عمليات إخلاء سيناء ودفع كتلتها السكانية بعيدا عن نقاط التماس القريبة من الكيان الصهيوني!".

وأردف قائلا: "إن الحديث عن داعش أو جهات خارجية أو داخلية إنما بات يعبر عن جهة واحدة، تدفع في اتجاه ترحيل أهالي سيناء إلى أبعد نقطة يمكن الوصول إليها، لكن يبقى التساؤل الأهم عن دور النظام المصري في كل ما يحدث إما سلبا أو إيجابا!".