محمود نصير: أخشى اتخاذ التفجيرات ذريعة للبطش وتبرير القتل الممنهج لمؤيدى الشرعية.
محمد عبد اللطيف: التفجيرات لن تؤثر على التظاهرات الرافضة للانقلاب ولن تفت فى عضد المتظاهرين.
استيقظ المصريون صباح أمس الجمعة على أنباء انفجارات متعددة بمناطق شتى فى وقت واحد، رُغم تصريحات وزير داخلية الانقلاب بأن هناك خططا أمنية تشمل حشودا ومعدات ثقيلة وتحصينات غير مسبوقة لحماية أقسام الشرطة ومديريات الأمن، وهو ما يعكس الفشل الأمنى للانقلاب، ومن اللافت للانتباه أن أمناء الشرطة والجنود "الغلابة" هم دائما ضحية هذه التفجيرات.
وبحسب مراقبين، فإن هذه التفجيرات التى جاءت قبل الذكرى الثالثة من ثورة 25 يناير، مفتعلة تهدف إلى خلق حالة من الفوضى العارمة لإرهاب القوى الثورية الرافضة للانقلاب حتى تمتنع عن النزول فى تظاهرات 25 يناير وموجتها الثورية الجديدة، بالإضافة إلى تعبئة باقى الشعب ضد جماعة الإخوان المسلمين ومؤيدى الشرعية، إلى جانب تشويه الثورة ذاتها.
ويخشى المراقبون من أن يتخذ الانقلابيون هذه التفجيرات كذريعة لتبرير القتل الممنهج ضد من سيشارك فى التظاهرات المناهضة للانقلاب، بعد أن تم تعبئة ضباط وجنود الشرطة بأنهم مقبلون على خطر حقيقى يهدد أرواحهم، وهذا ربما ينعكس بالطبع فى مواجهات عنيفة مع الثوار والمتظاهرين السلميين.
تفجيرات متوالية
وقع انفجار هائل، صباح أمس الجمعة، فى محيط مبنى مديرية أمن القاهرة بمنطقة باب الخلق، ما أسفر عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة 76 آخرين، وفقًا لآخر تصريحات وزارة الصحة.
وأظهرت تحقيقات النيابة فيما بعد أن التفجير الذى وقع بمديرية الأمن تم بريموت كنترول عن بعد، ولم يقع كما صرح وزير الداخلية بحكومة الانقلاب، أنه عبر سيارة مفخخة.
وفى المساء أعلنت جماعة بيت المقدس مسئوليتها عن ارتكاب تلك التفجيرات، وهددت المواطنين حتى لا ينزلوا من منازلهم فى الذكرى الثالثة للثورة!.
وفى الوقت ذاته وقع انفجار فى محيط قسم شرطة الدقى، وأعلنت مصادر أمنية أن الذى تسبب فى ذلك الانفجار عبوة ناسفة بدائية الصنع أعلى محطة مترو أنفاق البحوث بشارع التحرير بمنطقة الدقي، وأعلنت وزارة الصحة عن إصابة 7 أشخاص ولا وفيات.
وأيضا انفجرت فى التوقيت نفسه قنبلة بدائية الصنع فى الجزيرة الوسطى بشارع الهرم أمام قسم شرطة الطالبية، ولم يسفر الانفجار عن وقوع أية إصابات.
وفى عصر الجمعة حدث انفجار بمحطة المساحة بشارع الهرم، أمام سينما رادوبيس، مما أصاب المواطنين، بحالة من الهلع.
تأتى هذه الانفجارات الأربعة ضمن سلسلة التفجيرات المتوالية التى تحدث فى عهد الانقلاب، ففى الساعات الأولى من صباح يوم 24 ديسمبر الماضى وقع انفجار شديد بجوار مديرية أمن الدقهلية، وتسبب فى حالة من الفزع والهلع سادت محيط المنطقة، وراح ضحيته نحو 12 قتيلا وإصابة 103 آخرين وفق إحصائيات وزارة الصحة.
وقبلها بيومين وقع انفجار لعبوة ناسفة بدائية الصنع خلف مسجد عمر بن عبد العزيز، المسجد الرئيسى بمدينة بنى سويف، مما تسبب فى حالة من الهلع والذعر بين المواطنين.
وفى أكتوبر الماضى حدث تفجير بالقرب من مبنى المخابرات بمحافظة الإسماعيلية، نتيجة لانفجار سيارة مفخخة كانت بالقرب من المقر مما أدى إلى تهدم جزء من المبنى والسور الخارجى للمقر وإصابة 4 جنود.
وخرجت علينا مديرية أمن القاهرة صبيحة يوم 7 أكتوبر الماضى معلنة أنها تلقت بلاغا يفيد بسماع دوى انفجار بمبنى الاتصالات الخاص بالأقمار الصناعية بمنطقة المعادى، لكنه لم ينجم عنه وقوع أية خسائر بشرية.
وأيضًا لا ننسى وقوع انفجار ضخم ناجم عن سيارة مفخخة استهدف موكب وزير داخلية الانقلاب أثناء خروجه من منزله بمدينة نصر، أسفر عن إصابة 22 شخصا ولا وفيات.
أما سيناء فقد شهدت العشرات من التفجيرات في عهد الانقلاب، حيث انفجرت سيارة مفخخة منذ أيام كانت تقف بجوار السور الخارجى لمكتب المخابرات الحربية بحى الإمام على فى مدينة رفح الحدودية، وأعلن المتحدث العسكرى وقتها عن تدمير المبنى بالكامل، وسقوط 6 شهداء، وإصابة 17 شخصا من المدنيين والعسكريين.
كما حدث أيضا انفجار سيارة مفخخة بكمين "الريسة" فى مدينة العريش بشمال سيناء، وعلى إثره لقى 4 جنود حتفهم وأصيب 5 آخرون.
كما أصيب 4 أفراد من القوات المسلحة فى انفجارعبوة ناسفة وضعها مجهولون فى طريق حافلة جنود أثناء سيرها على طريق (السويس ـ نخل) بوسط سيناء، وأصيب أيضا أربعة جنود إثر انفجار عبوة ناسفة قرب آلية عسكرية غرب مدينة رفح.
ابحث عن المستفيد
وتعليقا على هذه التفجيرات يقول محمود نصير- عضو بالتحالف الوطنى لدعم الشرعية والمتحدث الإعلامى باسم حزب الأصالة -: "نرفض أى عنف أو تفجير فى البلاد"، محذرا من اتخاذ هذه التفجيرات كذريعة لبطش قوات الأمن أو تبرير القتل الممنهج لرافضى الانقلاب، مؤكدا على اتباع أنصار الشرعية منهج السلمية فقط.
ويضيف: "لمعرفة من الذى يقف وراء هذه التفجيرات، ابحث عن المستفيد من ذلك ومَن يريد عرقلة الحراك الثورى المتصاعد، ولن نقع فيما يقع فيه الغير من إلقاء الاتهامات دون دليل".
ويوضح نصير أن هذه التفجيرات لن تؤثر على الحشد لتظاهرات 25 يناير المناهضة للانقلاب، بل على العكس ستبرز الصورة فقط، وأن معركة الثورة أصبحت صفرية ولا تقبل حلولا وسطية، بمعنى أن من يتظاهر منذ سبعة أشهر لن تثنيه تلك الاتهامات.
ويتوقع نصير أن تكون هناك حشود غير مسبوقة فى تظاهرات اليوم السبت، وسيكون 25 يناير 2014 بمثابة يوم الثورة الحقيقية للقضاء على الفساد وتهديد مطامع الصهاينة بالمنطقة، مؤكدا أنه فى حال حدوث توحد حول المطالب ستنتصر الثورة.
تفجيرات مستنكرة ومرفوضة
ومن جانبه يدين محمد عبد اللطيف – أمين عام حزب الوسط – هذه التفجيرات، معربا عن خوفه الشديد من تطور الأمور أكثر من ذلك.
ويتابع قائلا: "نريد أن تكشف لنا الحكومة عما أسفرت عنه نتائج التحقيقات فى هذه التفجيرات، حتى نعلم مَن يقف وراءها، لكن ما يحدث أن الأمور تكتنفها الغموض".
ويشير عبد اللطيف إلى أن حدوث مثل هذه التفجيرات لن يؤثر على التظاهرات الرافضة للانقلاب، حيث لن تفت فى عضد المتظاهرين الذين ينزلون الشارع فى قضية كبرى وهى الدفاع عن الشرعية ومناهضة الانقلاب، لافتا إلى أنها لن تخيف الناس من النزول فى يوم 25 يناير.
ويتوقع أن تضم مظاهرات اليوم الكثير من ألوان الطيف السياسى والقوى الثورية والشبابية.