العربي الجديد
لليوم الثالث على التوالي تستمر العتمة في أكثر من 20 مدينة عراقية جنوب ووسط البلاد، بعد قطع إيران خطوط تزويد الكهرباء الخمسة للعراق بسبب عدم تسديد بغداد مستحقات الكهرباء المستوردة من هناك، فيما يؤكد مسئولون في الحكومة العراقية أن ثمة فساداً مالياً وأجندات سياسية تقف وراء استمرار وضع العراق أسيراً للكهرباء الإيرانية.
وقال وزير عراقي بارز في بغداد لـ"العربي الجديد" إن أكثر من 20 مدينة عراقية في البصرة وواسط والعمارة وذي قار وبابل فضلاً عن العاصمة تأثرت بقطع الكهرباء الإيرانية، حيث انخفضت معدلات التجهيز بالطاقة للمنازل من 12 ساعة يومياً الى أقل من 5 ساعات في تلك المدن.
ووصف المسؤول صمْت الحكومة العراقية عن قطع إيران للكهرباء دون سابق إنذار أو رفض مقترح تقسيط مبلغ الديون البالغ مليار دولار على دفعات بأنه "خوف من طهران أو تبعية لها".
ويستورد العراق أكثر من 1200 ميجاوات يومياً من الكهرباء عبر 5 خطوط، تلك نسبة تمثل أقل من 5% مما يحتاج إليه العراق يومياً لتزويد مواطنيه بالكهرباء، حيث يحتاج العراق يومياً إلى 28 ألف ميجاوات.
ويستورد العراق الكهرباء أيضاً من تركيا ومن بواخر توليد الكهرباء الراسية في مياه الخليج العربي قرب البصرة، بالوقت الذي فشلت بغداد في توفير الكهرباء لمواطنيها، على الرغم من إنفاق 41 مليار دولار خلال السنوات العشر الماضية لهذا الغرض.
ووفقاً للوزير العراقي، فقد بدأت بغداد أمس الثلاثاء مفاوضات مع إيران من أجل استئناف تزويدها بالطاقة مؤقتاً لحين الاتفاق على صيغة سداد جديدة، إلا أن مسئولين في وزارة الكهرباء الإيرانية رفضوا ذلك.. وطالبوا بتسوية الديون المتأخرة كاملة، وتوقيع عقد شراء جديد للكهرباء بأسعار مرتفعة.
ومع وقف إيران تزويدها الكهرباء للعراق، فُتح مجدداً ملف فساد الكهرباء، حيث تتجه أصابع الاتهام إلى رئيس الوزراء السابق نوري المالكي الذي أهدر مئات مليارات الدولارات من ميزانية الدولة في مشروعات لا جدوى لها.
ويقول القيادي في جبهة الحراك الشعبي العراقي محمد عبدالله إن"المالكي وأشخاصا آخرين تعمدوا عدم تأهيل محطات المنصورية في ديالى وحديثة في الأنبار، التي يمكن أن تكفي العراق حاجته وتغنيه عن الاستيراد من إيران".