كتب رانيا قناوي:
أكد الكاتب الصحفي وائل قنديل، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تاجر دين من العصور الوسطى، مثل أجداده، الذين بدأوا في عام واحد إبادة "الآخر الإسلامي" بالأندلس، وإبادة "الآخر الهندي الأحمر" ليؤسسوا أمريكا، مثله عبدالفتاح السيسي، كلاهما لا يجدان أنفسهما إلا في ظلمات العصور الوسطى التي استدعاها دونالد ترامب، لتخيم على العالم.
وأضاف قنديل -خلال مقاله بصحيفة "العربي الجديد" اليوم الاثنين- أن ترامب وأتباعه، من الطغاة الأصغر والأرخص، في منطقتنا العربية، يتاجرون بالدين، أسوأ تجارة، ويستثمرون في التعصب الديني أبشع استثمار، فيدفعون الكون كله إلى الانتحار، شنقاً، باللافتات الدينية، مشبها ترامب كأنه أحد الغزاة القادمين مع كريستوفر كولومبوس إلى الأرض التي سميت فيما بعد "أمريكا" من أجل الذهب والمال والمسيح، ليستدعي كل تراث حروب الإقصاء والإبادة من التاريخ المعتم، ويقود بلاده، والدنيا بأسرها، إلى صدام الحضارات والأديان والأعراق، الأمر الذي يثير فزع الأمريكيين أنفسهم على ما أنجزوه خلال أقل من قرنين ونصف القرن، منذ استقلت المستعمرات عن بريطانيا وصارت دولةً لها رئيس.
وأوضح أن ترامب لا يسعفه جهله بالتاريخ، ليعلم أنه هو شخصياً مهاجر، ابن مهاجر، حفيد مهاجر، إلى القارة التي اكتشفها الأوروبيون، المستعمرون، قبل خمسة قرون، وربع القرن. ولا يدرك، وهو يفتتح معركته العنصرية البغيضة ضد المهاجرين من العرب والمسلمين، أنه أيضاً دخيل على الجغرافيا، وعلى التاريخ الذي تأسس على أنقاض حضارةٍ أخرى، وشعب آخر، تم القضاء عليه، هو شعب الهنود الحمر.
وتابع: "يدشّن ترامب زمانه بالكراهية الدينية، والعنصرية الوقحة، ويريد استئناف صراعٍ ديني قديم، يتوهم أنه يستطيع، من خلاله، تحقيق مكاسب مادية للامبراطورية المرهقة، فيتاجر بالدين داخل حوانيت السياسة والاقتصاد. تماماً كما غلف جد الغزاة الأكبر، كريستوفر كولومبوس، مشروعه للعثور على الذهب والمال في الأرض البكر، بشعارات الدين المسيحي، فتقرأ في رسالته إلى ألكسندر السادس، سنة 1502 "رحلتي القادمة سوف تكون لمجد الثالوث المقدس، ولمجد الدين المسيحي المقدس.. أتمنى من "ربنا" أن يهبني القدرة على نشر اسمه المقدس وإنجيله في أرجاء الكون".