بروكينجز: إفشال الانقلابيين لفوز الإسلاميين بالانتخابات يهدد بصعود “داعش”

- ‎فيعربي ودولي

الغربيون حصروا الإسلاميين في "الحزبية" التي تقيدها الأنظمة العربية

ثمة طرق أخرى للفوز بالنفوذ السياسي غير الفوز في الانتخابات

 

كتب – كريم محمد:

 

ألمح تقرير لـ"معهد بروكينجز لأبحاث السلام"، إلي أن إفشال الانقلابيين في الدول العربية مثل مصر لفوز الإسلاميين في الانتخابات الديمقراطية الحرة، يهدد بصعود "داعش"، وتعزيز مقولة أن التغيير يأتي بالقوة لا الديمقراطية وصناديق الانتخابات بعدما انقلب الداعون للاحتكام للصناديق علي نتائجها بعدما جاءت بالإسلاميين.

 

وقال الباحث "شادي حميد" الذي أعد الدراسة التي نشرت الخميس 14 يناير 2016، بعنوان: "ماذا يعني الفوز للإسلاميين؟"، إن الفترة الماضية كانت فترة عصيبة على الحركات والجماعات الإسلامية مثل جماعة الإخوان المسلمين؛ حيث طغت على هذه الجماعات الإسلامية التنظيمات المتطرفة مثل تنظيم داعش الذي عمل على تغيير معنى "الإسلامية" وإظهارها بمظهر العنف.

 

بحسب "بروكينجز"، فإنه مع الانقلاب العسكري في يوليو عام 2013، تعرضت جماعة الإخوان المسلمين لضربة مدمرة كان وما زال لها تأثير سلبي في جميع أنحاء المنطقة، وأن سعي البعض لإسقاط جماعة الإخوان المسلمين في مصر بطريقة "وحشية" أدى، لتعزيز الاعتقاد السائد بين العديد من الشخصيات من الإخوان المسلمين في ليبيا المعتقد أن "القوة هي الحل".

 

ولكن التقرير يقول إنه في الوقت نفسه يجب علينا أن نكون حذرين بشأن رؤية الانقلاب المصري بوصفه الحدث الذي قوّض المشروع الفكري والديني والسياسي الذي كان لينجح، سواء في مصر أو في أي مكان آخر. 

 

النماذج الإسلامية الأقل شهرة 

ويلفت تقرير "بروكينجز" الأنظار عن كثب إلى “النماذج” الأقل شهرة من السياسة الإسلامية وأكثر الفائدة، مثل نجاح الإسلاميين في المغرب وتونس، وفشلهم في العراق، رغم فشلهم بشكل عام لأسباب مختلفة منها التدخلات والعراقيل.

 

ويقارن في هذا الصدد بين تجربتي الإسلاميين في المغرب وباكستان، متسائلا: كيف نقيس نجاح تلك الأحزاب؟

 

فصنّاع ومحللو السياسات الغربية قالوا للإسلاميين إنه لكي يمكن النظر لهم في الغرب على أنهم “معتدلون” يجب أن يصبحوا أحزابا أو جهات سياسية شرعية فاعلة من أجل المنافسة الانتخابية والسياسة البرلمانية، أي العمل كأحزاب سياسية، وأنه بعد أن أخذ الإسلاميون بتلك النصائح، في المغرب، تونس، وتركيا، وبطبيعة الحال، مصر، ودخلوا في منافسة انتخابية قوية وحاولوا الفوز بها، رأت تلك الحركات أنَّ باتت مقيدة بالممارسة السياسة والسلطة.

 

بعبارة أخري، أصبحت الحركات الإسلامية البراغماتية مقيدة بكل شيء حولها مثل الأنظمة القوية، وحدود النظام الدولي، وأجهزة الدولة. 

ويسأل تقرير "بروكينجز": "هل كان من الممكن حقًا بالنسبة لتلك الحركات أو بالنسبة لنا أن نتصور نظامًا أيديولوجيًا بديلًا؟"، مؤكدا أنَّ "الفجوة بين ما قد يرغب الإسلاميون في القيام به في عالم مثالي وبين ما يمكنهم القيام به في الواقع تزداد مع مرور الوقت".

 

ففي السياقات السلطوية، بحسب: بروكينجز"، وحتى في سياقات ما بعد الربيع العربي، النجاح الانتخابي لا يُترجَم إلى نجاح حقيقي.

 

مقاعد أقل نفوذ أكبر.. مقاعد أكثر نفوذ أقل!

ففي المغرب كانت الصفقة واضحة بدرجة كافية؛ حيث قبل حزب العدالة والتنمية حدود النظام الملكي الذي لديه حق الفيتو على كل القرارات الرئيسية، وفي المقابل، سُمح لحزب العدالة والتنمية بالوجود من الناحية القانونية، والمشاركة، وحتى التمتع قليلًا بالسُلطة. 

 

ومن الناحية العملية، فهذا يعني أنَّ حزب العدالة والتنمية لا يمكنه تغيير أو تحويل سياسات البلاد، لذلك، وبعد سنوات عديدة، من الصعب تصور أن يحقق حزب العدالة والتنمية لإنجاز أكبر مما حققه بالفعل.

 

بالمقابل قدم الإسلاميون في باكستان حالة مضادة لهذا النموذج المغربي، ولكن مثيرة للاهتمام ولا يهتم بها إلا عدد قليل جدًّ من المغاربة والإسلاميين العرب في الدول الأخرى. 

 

فقد فازت الجماعة الإسلاميّة في باكستان بعدد قليل من المقاعد البرلمانية، ولكن الحركة أكثر تأثيرًا من نظيرتها المغربية من حيث "التأثير على التعيينات القضائية والتقاليد الدينية، والعادات التعليمية، والأعراف المجتمعية"!.

 

فهل يعني هذا أن "ثمة طرقًا أخرى للفوز غير الفوز في الانتخابات؟"، بحسب "بروكينجز" يمكن للحركات الاسلامية ممارسة نفوذها من غير طريق الاحزاب والممارسة الحزبية السياسة التقليدية؟