كتبت – سماح إبرهيم
أكد كارم يحيى -عضو الجمعية العمومية بالصحفيين- أن عهد السيسي لم يشهد أي تشريعات صحفية لصالح حرية الصحفية، بل إن الصحافة شهدت تضيقًا وتعطيلًا غير مسبوقين، مضيفًا أن التشريع الذي تم تقديمه بلجنة الخمسين تم مصادرته، وأن قانوت مكافحة الإرهاب أصبح وضع النفاذ ١٥ أغسطس الماضي.
وقال كارم -في المؤتمر الصحفي الذي نظمه منذ قليل عدد الصحفيين الرافضين لرعاية اليوبيل الماسي، ظهر يوم الخميس بالنقابة، بعنوان "السيسي سجان الصحفيين"-: إن مؤتمر اليوم بمثابة اليوم الشرعي والحقوقي لليوبيل الماسي، مضيفًا أنه موقف مجلس النقابة مؤسف ويخضع لتحقيق أجندة سياسية، لرجل سلطة مسلط محليا ودوليا وإقليميا، فضلا عن كونه من أشد أعداء حرية الصحافة بمصر، واسمه يتصدر المرتبة الثانية عالميا في قمع الصحافة بعد الصين.
ومن جانبه، قال الصحفي أبوالمعاطي السندوبي: إن المجلس يخالف قواعد النقابة المعمول بها برعايته احتفال الصحفيين بيوم اليوبيل الماسي بحضور سجان الصحفيين عبدالفتاح السيسي، الأمر الذي ينتقص من استقلاليتها كنقابة تقف ضد تكريس أبنائها وأفكارها لصالح السلطة السياسية.
وأكد أن الموقف السياسي للصحفيين سيضع تاريخ النقابة في مأزق، في وقت تعاني فين الجماعة الصحفية من انتهاكات لزملاء لهم مقيدة حريتهم بالسجون، وحالتهم الصحية تزداد سوءًا، وأن العشرات من أبناء المهنة يتعرضون بمقبرة العقرب للموت النظامي بسبب ممارسة مهنتهم ويمنع عنهم العلاج بغرض التصفية الجسدية.
وطالب السندوبي مجلس نقابة الصحفيين باتخاذ خطوات جادة لمنع الانشقاق في وسط الجماعة الصحفية، والعمل على رفض إجراءات النظام لاعتقال العاملين بمهنة صاحبة الجلالة، وفرض مساحات لهم للتعبير الحر دون قيد.
وفي المقابل، عدّد عضو الجمعية العمومية المواد الدستورية التي وضعت القيود أمام المهنة منها المادة (٣٥)، (٣٦)، (٦)، (٦٢٠)، (٢٩)، فضلا عن مصادرة الصحف والممارسات الأمنبة لحبس الصحفين ومداهمة المواقع الإلكترونية.
ودعا زملاء المهنة لمقاطعة أي احتفالات من قبل المجلس والنقيب يحيى قلاش، باعتبارها مخالفة لكافة الأعراف والتقاليد المعمول بها.
وتساءل أحمد عبد العزيز -عضو لجنة الحريات- كيف الاحتفال باستضافة رجل قتل واعتقل وأصدر أحكامًا بالمؤبد على الصحفيين، موضحًا أن هذه الانتهاكات والهجمة الشرسة على الصحافة والصحفيين لم تشهدها النقابة على مر تاريخها.
وأضاف أن تقرير لجنة الحريات بالنقابة وثق تعرض أكثر من ٨٠ زميلا للاعتقال وتصفية عشرة صحفيين خلال تغطياتهم الميدانية.
فيما أعلنت الصحفية نبيلة صبيح تضامنها الكامل مع الزملاء المعتقلين، مطالبة بالإفراج العاجل والفوري عنهم دون شروط، واصفة ما يحدث لهم بالسجون مذبحة كاملة الأركان، وأن من يترضى مشاركة ورعاية السيسي يرتكب جرما مهنيا لا يدرك أبعاده.
ورصد أحمد أبو زيد- الصحفي والباحث الحقوقي- معاناة عدد من الصحفيين رهن الاعتقال السياسي، والاختطاف القسري أمثال الصحفي صابر أنور، الذي تم اعتقاله منذ شهر، والصحفي وائل الحديني الذي ساءت حالته الصحية بالداخل وهدد باغتصاب ابنته خلال احتجازه، والزميل يوسف شعبان مريض الكبد الذي منع منه الدواء، والصحفي هاني صلاح الذي يصارع المرض وبسبب التعنت الأمني لم يجرَ له حتى الآن عملية استئصال ورم خبيث.