كتب- أحمدي البنهاوي:
لا يختلف اثنان في أن شنط الصدقات كانت حتى قبل الإنقلاب سمتا إخوانيا في رمضان الخير، وارتبطت الدعاية السوداء ضدهم بما يقدم في الشنط بداية من اللحم ووصولا للزيت والسكر. ومع التضييق على الإخوان، وإتجاه أغلب إنفاق الإخوان إلى المعتقلين وأسرهم إضافة لأسر الشهداء ورعاية المطاردين وذوي الحاجات، توجهت أغلب "الشنط" إلى القوات المسلحة والداخلية حتى وصل الأمر إلى أن تشارك المخابرات العامة بشنط رمضان.
ويمكن للمتابع رصد أن الشنط المخابراتية والعسكرية، لا تفي بأعدادها متناهية الصغر بمتطلبات الفقراء في مصر والذين يبلغ عددهم نحو 24 مليون فقير فى مصر، بينهم 7 ملايين طفل، ويتم التركيز الأمني في تلك الشنط على الشكل الخارجي ل"الكرتونة" أو العلبة التي يوضع بها كميات قليلة من السلع، فضلا عن إنحسار كم المستفيدين منها والتطاحن أمام سيارات القوات المسلحة أو رجال الحزب الوطني منته الصالحية، والتركيز على اللقطة التلفزيونية والفوتوغرافية فقط.
الكراتين للبيع!
فى عدد كبير من المحافظات، رصدت مصادر صحفية توقف سيارات نقل تابعة فى الميادين تبيع السلع التموينية واللحوم من منتجات القوات المسلحة بأسعار أقل بكثير من سعر السوق، فضلا عن تخصيص أكشاك فى الميادين لبيع السلع، بالإضافة إلى توزيع "كرتونة رمضان" فى قرى الصعيد والدلتا، والتى حملت شعار "تحيا مصر"، وذلك بالإستعانة بأموال الجمعيات الخيرية مثل "مصر الخير" و"الخير آت" و"جمعية الأورمان" وبدلا من أن تقوم الجمعيات بتوزيع "الشنط" تمنح "حكومة" الإنقلاب أفضلية ليست من حقها ودعاية مجانية لم تدفع فيها مليما.
أما جهاز المخابرات العامة فوزع آلافا من كراتين رمضان على المواطنين فى عدد كبير من المحافظات بالتعاون مع وزارتى التضامن الاجتماعى والتموين وتلك المحافظات، وحملت شعار "مصر المحروسة"، وفى الكرتونة (أرز، وسكر، ومكرونة، وزيت، وبلح، وقمر الدين وسمنة، ولوبيا، وفاصوليا، وكركديه، وصلصة، وفول، وعبوة شاى نصف كيلو، وجبنة نصف كيلو"، وهى نفس محتويات "كرتونة" القوات المسلحة تقريبا، وبلغ إجمالي ما قدمت الجهتان نحو 500 ألف كرتونة.
داخلية عبدالغفار
أما "الداخلية" فوزعت بتوجيه عبدالغفار، نحو 4 آلاف كرتونة فى أول 3 أيام من رمضان، وبهذا المعدل سيصل حجم ما يتم توزيعه خلال الشهر 40 ألف كرتونة على مستوى الجمهورية، تحتوي على (سكر وزيت) أداة إتهام للإخوان في بعض القضايا، وكانت أقل حجما من كرتونة المخابرات، وطبعت الوزارة على كراتينها شعار "أمان"، فضلا عن تثبيت أكشاك فى بعض الميادين لتوزيع المساعدات والسلع والمنتجات الخاصة بالوزارة، ويبدو أن هناك تنسيقا بين الأجهزة الثلاثة لعدم توزيع المساعدات فى نفس الأماكن.
المدهش أن أيا من الجهات "السيادية" والأمنية لم تبن مصدر تمويل الشنط، ولا آلية وصولها لمستحقيها، والمسموح والمحروم منها.
220 شنطة!
ويتضاءل كم الشنط التي يتم توزيعها في المحافظات، فاليوم الأحد، أعلن وكيل وزارة التموين الإنقلابي بمطروح، تجهيز نحو 220 شنطة مواد غذائية و11 طنًّا من الدقيق لتوزيعها على القرى الأكثر فقرا.
وتحتوي كل شنطة على 3 كيلو أرز، و3 كيلو سكر، و3 كيلو زيت ، لكل أسرة بالإضافة إلى شيكارة دقيق وجميعها مجانية حسب تعليمات اللواء علاء أبوزيد محافظ الإقليم.
20 ألفًا
وباتت مصر في ظل الإنقلاب محورا لصدقات الدول، لاسيما التي تكفل الإنقلاب، ومن تلك المؤسسات التي قررت رعاية الفقراء في رمضان بكرتونة غذائية هيئة آل مكتوم الخيرية، التابعة لحاكم دبي، وبلغ عدد الكراتين المجهزة لأسرة متوسطة تكفي الشهر، 20 ألف كرتونة توزع في كافة محافظات مصر التي يبلغ عدد فقرائها الملايين!!.
– القوات المسلحة تقوم بتوزيع «كرتونة رمضان» على أهالي إمبابة
– التموين توقع بروتوكول توزيع " شنط رمضان مجانية " بالتعاون مع مصرالخيروبنك الطعام
– الجيش يوزع كراتين