الحرية والعدالة
فشلت كل محاكمات الانقلابيين فى بث روح اليأس لدى مؤيدى الشرعية من خلال وضع الرئيس المنتخب فى قفص حديدى للمحاكمة، ثم وضعه في قفص زجاجى كاتم للصوت، فأبى الله إلا أن يفضحهم على رءوس الأشهاد، وقرروا عدم إذاعة الجلسات مرة أخرى بعد رؤية المصريين لصمود الرئيس.
لجأ الانقلابيون إلى "السرية" فى محاكمة الرئيس المدنى المنتخب بعد افتضاح أمرهم بأنهم نفذوا الانقلاب لمصالح شخصية وأطماع فى الحكم، وليس لإنقاذ البلاد كما ادعوا فى كل بيانتهم عقب جريمة 3 يوليو فى حق الشعب المصرى.
رفض الانقلابييون إذاعة الجلسات علانية وعلى الهواء خوفا من رؤية الشعب لصمود الرئيس،
واكتفت سلطات الانقلاب بإذاعة ثوان بسيطة من جلسات المحاكمة الهزلية للرئيس لاعتقادهم أنهم اللقطات الأضعف، إلا أنها نزلت كالصاعقة عليهم وأبرزت صمود الرئيس بمفرده فى مواجهة سارقى الوطن.
المشهد الذي آثار حنق الانقلابيين هو "الصمود الأسطورى" لرئيس الجمهورية فى مواجهة سلطات الانقلاب، ورفضه التخلى عن منصبه أو الاعتراف بأى شرعية زائفة، وهو ما وضح من خلال الجلسة الأولى عندما رفع شارة"رابعة"، وفى الجلسة الثانية وهو يوبخ رئيس المحكمة، الأمر الذى جعل سلطات الانقلاب ترفض إذاعة ولو ثواني من الجلسات بسبب صمود الرئيس.
صمود الرئيس أدى إلى اضطراب المحكمة فعندما وبخ الرئيس قاضى المحاكمة الهزلية قائلاً له "انت مين قول لى .. انت عارف أنا فين" فى إشارة إلى اختفاء مكان احتجاز الرئيس، فرد رئيس الجلسق قائلاً "أنا رئيس محكمة جنايات مصر" وهو منصب غير موجود بالأساس.
وجاء منع المحامين من حضور الجلسات ليؤكد أن سلطات الانقلاب العسكرى تفعل كل ما فى وسعها للحكم على الرئيس ظناً منها أن الأمر سيستقيم لهم، ولكن تأبى هذه الأفعال إلا أن تفضحهم وتزيد من الزخم الثورى فى الشارع المصرى.