كتب رانيا قناوي:
ما أن تحدث قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي عن سن قانون لإثبات الطلاق عند المأذون فقط، وفيما عداه لا يعترف به، حتى سارع "مشايخ وتنابلة السلطان" بالوقوف خلف ما طالب به السيسي على حساب الحكم الشرعي، وكان على رأسهم د.سعد الدين هلالي، الذي ادعى -فيما سبق- أن السيسي ووزير داخليته محمد إبراهيم أنبياء ورسل الله.
واندلعت مشادة حامية بين الشيخ صبري عبادة، مستشار وزير أوقاف بحكومة الانقلاب، والهلالي أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، على خلفية تأييد الأخير للفكرة التي طرحها السيسي أمس الثلاثاء، التي تقضي بعدم الاعتداد بالطلاق إلا إذا كان كتابيًا وموثقًا.
وقال عبادة -في مداخلة هاتفية مع برنامج "العاشرة مساءً"، الذي يقدمه وائل الإبراشي-: "لو رحت أنت ومراتك عند المأذون ومضيتوا على ورقة الطلاق دون النطق بها شفاهة.. فهل الطلاق واقع ولا مش واقع؟".. وأجاب "الهلالي": "نعم واقع لأن الكتابة تحل محل الشفهية عند جمهور الفقهاء لأنها من وسائل التعبير يا شيخ صبري وروح ذاكر كيف تتم العقود؟ وأقوال الفقهاء فيها".
وقال عبادة: "أنا أربأ يا دكتور سعد أني أقولك أنك عارف بس هقولك على قاعدة فقهية علموهالنا الأساتذة الأفاضل وجهابزة العلم وهي (ما يتم العقد به لا ينفك إلا به).. وكفانا يا دكتور سعد أن نسير في مركب ولا نعلم أين سنذهب.. أنت بتقولي تعلم.. وأنا تعلمت قبل سيادتك ما تتعلم.. هل طلاق المُكره يقع ولا لا؟".. وأجاب "الهلالي": "هناك رأيان".. لكن "عبادة" قاطعه قائلًا: "هتطلع منها طبعًا وتقول إن فيه رأيين.. لا تبع دينك بدنياك".
وكان قد تحدث السيسي عن إحصائيات الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء حول أرقام عدد حالات الزواج والطلاق التي تقدر بـ900 ألف حالة زواج سنويا منها 40% يتم الطلاق فيها خلال الخمس سنوات الأولى.
وأضاف السيسي أن هذه الأرقام تهدد الأسرة المصرية، وبناء عليه يجب عدم الاعتراف بالطلاق إلا أمام المأذون، قائلا لشيخ الأزهر خلال حديثه في عيد الشرطة: "ولا ايه يا فضيلة الإمام" فسكت شيخ الأزهر.. ما رد عليه السيسي قائلا: "تعبتني يا فضيلة الإمام".