دراسة لـ د. رفيق حبيب: الانقلاب فشل في تحقيق أهدافه وفرض هيمنته

- ‎فيتقارير

* أصبح حزب الدولة العميقة الحزب السياسي الوحيد ويقوده المجلس العسكري

* الحراك الشعبي نزع شرعية القوة للانقلاب وأي شرعية سياسية يحاول تأسيسها 

* حركة مناهضة الانقلاب وقدرتها على الصمود والتصعيد.. تؤدي إلى إفشال كل خطواته

 

أعدها للنشر: الحرية والعدالة

خلص د. رفيق حبيب في دراسة حديثة له عنوانها "مراحل كسر الانقلاب.. حتى المواجهة الأخيرة" إلى أن الانقلاب العسكري ينتقل من مرحلة إلى أخرى، حيث بدأ بمرحلة فرض الأمر الواقع، ثم مرحلة البحث عن شرعية، ثم مرحلة استقرار السلطة.

ولكن حركة مناهضة الانقلاب، تُفشل أهم مرحلة، وهي مرحلة فرض الأمر الواقع، مما يجعل كل المراحل التالية لها لا تحقق الهدف منها، فيدخل الانقلاب العسكري في مرحلة تلو الأخرى، دون أن يتمكن من تغيير الواقع الذي بدأ مع بداية الانقلاب العسكري.

ويمثل الفشل في فرض الأمر الواقع، بحسب "حبيب" أهم عقبة تواجه الانقلاب العسكري، بسبب استمرار وثبات الحركة المناهضة له، والتي تجعله دائما فعلا لم يلقَ القبول ولو بالصمت عليه، مما يؤدي إلى وصول الانقلاب العسكري إلى نهاية مرحلته الانتقالية، ويجد نفسه في نفس المعركة الأولى، وهي معركة فرض الأمر الواقع.

وإفشال قدرة سلطة الانقلاب على تحقيق أهدافها المرحلية، يفشل تحقيق هدفها النهائي، وهو إقامة سلطة مستقرة ومستمرة، وهو ما يؤدي إلى فقدان سلطة الانقلاب لزمام المبادرة، فتتحول تدريجيا من الفعل إلى رد الفعل، وتتحول حركة مناهضة الانقلاب واستعادة الثورة، من رد الفعل إلى الفعل.

لهذا تصل المواجهة بين الانقلاب والحركة المناهضة له، إلى مرحلة المواجهة المفتوحة، عندما يستنزف الانقلاب كل خطواته ومراحله، ويصل للمرحلة التي يفترض فيها أن يصبح سلطة مستقرة، وبسبب فشله في تحقيق هذا الهدف، تصبح المواجهة بين سلطة فرضت بقوة السلاح، ولم تتحول إلى أمر واقع، وحركة تناهضها، وترفض الاعتراف بها كأمر واقع، فتصبح حركة مناهضة الانقلاب، هي الأمر الواقع.

مراحل المواجهة

أكد "حبيب" أن المواجهة بين الانقلاب العسكري وحركة مناهضة الانقلاب واستعادة الثورة تمر بعدة مراحل أساسية، ترتبط أساسا بمراحل مخطط الانقلاب العسكري، ومحاولاته بناء نظام استبدادي، يعيد نظام ما قبل الثورة. وتصل تلك المواجهة إلى ذروتها، عند الوصول إلى المرحلة الأخيرة من مخطط الانقلاب العسكري. فالانقلاب العسكري، استهدف أساسا إعادة بناء الدولة الاستبدادية القمعية، مرة أخرى بعد الثورة، واستهدف أيضا، إعادة سيطرة الدولة العميقة على مقاليد الحكم، واستعادة هيمنة منظومة المحسوبية والواسطة والمصالح والفساد، والتي شكلت شبكات الحكم قبل الثورة، وأصبحت الدولة العميقة الحاكمة بعد الثورة.

ثورة شعبية

أصبح المجلس العسكري يسمي مرشح الرئاسة لحزب الدولة العميقة.. والجيش منخرط في العملية السياسية