أحمدي البنهاوي
بحث قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي وملك الأردن عبدالله بن الحسين سبل التنسيق المشترك للوصول إلى "بيان صادر عن مكتب المنقلب" بـ"حل الدولتين"، وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، باعتبار ذلك من الثوابت القومية التي لا يجوز التنازل عنها"، بحسب رويترز العربية.
واستقبل السيسي العاهل الأردني بالاتحادية لساعات، وقالت وكالة الأنباء الرسمية إن الجانبين استعرضا "سبل التحرك المستقبلي في إطار السعي لكسر الجمود القائم في عملية السلام في الشرق الأوسط، خاصة مع تولى إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مقاليد الحكم في الولايات المتحدة".
ترامب الدولة الواحدة
ويرى مراقبون أن ما رشح عن اللقاء مبدئيا لا ينسجم والمعلن من لقاء الرئيس الأمريكي ترامب ورئيس وزراء الكيان نتنياهو، في 15 فبراير، فقد وجه الصحفيون سؤالا صريحا مباشرا حول إذا ما كان ترامب يفضل خيار حل الدولتين، فقال: إنه سيوافق على أي حل سواء كان دولة واحدة أو دولتين إذا ما وافق عليه الطرفان.
وأشارت التقارير إلى أنه للمرة الأولى، كسرت الإدارة الأمريكية سياساتها السابقة بعدم الحديث عن حل الدولتين، حيث قال مسئول كبير في الإدارة الأمريكية، اليوم الأربعاء، وفقا لقناة "سي إن إن"، "ليس لنا أن نفرض تلك الرؤية".
وخلال مؤتمرٍ صحفي، الأربعاء الماضي، مع ترامب قال بنيامين نتنياهو: "أعتقد أن الفرصة الكبيرة من أجل التوصُّل إلى السلام تنبع من نهجٍ إقليمي يقوم على إشراك شركائنا العرب الجدد".
"يهودية الدولة"
ونبه محللون إلى أن حديث السيسي وعبدالله، اليوم، عن "السلام" يخالف ما أعلنته الصحافة العبرية من قبول السيسي وعبدالله بـ"يهودية الدولة"، وهو مصطلح اعتمدته الحكومات الصهونية، فبالأمس فقط قال المحلل والباحث الفلسطيني د.صالح النعامي: إن موافقة عبدالفتاح السيسي، قائد الانقلاب في مصر، وملك الأردن عبدالله الثاني، في لقاء العقبة على "يهودية إسرائيل"- كما كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية- يعني التخلي عن حق اللاجئين في العودة وتشريع طرد فلسطينيي الداخل".
وكشف "النعامي" عن أن السيسي وعبدالله الثاني يتكتمان على رفض بنيامين نتنياهو ما يسمى بخارطة السلام الجديدة، أو ما اصطلح على تسميته بـ"التسوية الإقليمية"، معتبرا أن هذا التكتم يمثل شراكة في التضليل الصهيوني.
ولفت "صالح النعامي" إلى أن موقف قائد النظام الانقلابي في مصر وملك الأردن، هو "الصمت سيد الموقف في عمان والقاهرة".
وأشار "النعامي" إلى أن الإعلام الصهيوني وبّخ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بقسوة؛ لرفضه تنازلات السيسي وملك الأردن في لقاء العقبة السري.
فضيحة وول ستريت
ويرى مراقبون أن حركة مستمرة تجري الآن لإعادة تموضع ما تسميه الولايات المتحدة بمحور "قوى الاعتدال العربي"، وهو محور تأسس منذ مبارك والحسين، وعرقلت تقدمه وكشفت عناصره ثورات الربيع العربي، إلا أنه وقبل أيام كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية عن أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يسعى لتشكيل تحالف عسكري يضم عددا من الدول العربية كالمملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، والأردن ومصر للتعاون مع إسرائيل؛ لمواجهة– حسب المعلن- النفوذ الإيراني في المنطقة.
ورجح محللون للصحيفة أن يقتصر دور التحالف و"قوته المشتركة" على تبادل المعلومات الاستخباراتية، وليس التدريب أو توفير جنودٍ على الأرض".
مطبعون وخونة
ويعتمد السيسي وعبدالله ما هو أثمن عند نتنياهو من الشراكة للتطبيع، إلى الشراكة للخيانة، حيث أقر "نتنياهو"- خلال اجتماع وزراء حزب الليكود أمس الأول- بعقد قمة سرية مع وزير الخارجية الأمريكي السابق جون كيري والسيسي، وملك الأردن، التي كشفت عنها صحيفة "هآرتس".
وقال نتنياهو أمام وزراء حزبه: إنه من دعا إلى عقد القمة في العقبة العام الماضي، إلا أنه تحفظ على عرض كيري بشأن الاعتراف بالكيان الصهيوني "دولة يهودية"، وتطبيع العلاقات مع الدول العربية، وسُميت بـ"مبادرة السلام الإقليمية"؛ بزعم أنّه سيكون من الصعب عليه الحصول على تأييد داخل الحكومة لمثل هذه الاقتراح.
وقال الصحفي الصهيوني، رفيد دروكر، إن لقاء العقبة يدلل على أنه لا يوجد للفلسطينيين شريك من "إسرائيل"، متسائلا: "لماذا لا يقول هذا السيسي وملك الأردن؟".