شاهد| “الإخوان المسلمين”.. سلمية تواجه رصاص الغادرين

- ‎فيأخبار

 رامي ربيع

"حقائق اليوم أحلام الأمس.. وأحلام اليوم حقائق الغد، وما زال في الوقت متسع، وما زالت عناصر السلامة قوية عظيمة في نفوس شعوبكم المؤمنة رغم طغيان مظاهر الفساد، والضعيف لا يظل ضعيفا طول حياته، والقوي لا تدوم قوته أبد الآبدين"، على هذا الطريق صارت جماعة الإخوان المسلمين في دربها ضد الظالمين، فلم ينل أي تنظيم سياسي درجة من القمع والانتهاك الإنساني خلال التاريخ العربي المعاصر بقدر ما شهدته هذه الجماعة، بداية من السجون الناصرية في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، وحتى الانقلاب العسكري في الثالث من يوليو عام 2013 والممتدة حتى الآن.

طوال تاريخها كانت الجماعة في مقدمة الصفوف للدفاع عن قضايا الأمة وثوابتها، بداية من حرب تحرير فلسطين، ومرورا بعهود الحكم العسكري الغاشم لمصر، فواصلت الجماعة نضالها لتُحرك الشعب المصري ضد فساد نظام مبارك بمظاهرات الإصلاح عام 2005 لتمر السنوات، فتشكل بعد ذلك درعا أساسيا في ثورة 25 يناير عام 2011 للدفاع عن ميدان التحرير من بلطجية نظام مبارك.

وبعد عام ثوري حافل بالتضحيات يفوز الرئيس محمد مرسي، مرشح الإخوان والثورة، في أول انتخابات رئاسية نزيهة تشهدها البلاد، ولكن يأبى الفاسدون استمرار إرادة الشعب في حكم البلاد، وينقلبون على الرئيس المنتخب.

ومن بين جموع الشعب المصري المحتشدة في ميدان رابعة العدوية رفضا للانقلاب الغاشم، أكدت الجماعة سلمية الثورة، فى 5 يوليو عام 2013، على لسان مرشدها الدكتور محمد بديع، لتستمر تلك العبارة نهجا للمعتصمين في الميدان، حتى طالتهم يد العسكر الغادرة.

ورغم استشهاد وحبس عشرات الآلاف من القيادات وشباب الإخوان، تشارك الجماعة في التظاهرات مع الشعب المصري بكافة الميادين، مؤكدة سلمية الثورة، وأن الشعوب الحرة لا ترضى الدنية، وأن الاعتقال لن ينال من عزيمتهم أو قيمهم.

وتبقى جماعة الإخوان المسلمين رغم القتل والاعتقال أقوى من كل جلاديها، وتظل إرادة التغيير في نفوس أبنائها شعلة تضيء طريق جماعة لم تعرف إلا الخير لمصر وشعبها، ولا تسلك إلا طريق الحق لإعلاء راية الأمة.