أزمة العمال المصريين في «بن لادن» تتفاقم.. والسيسي يتجاهلهم

- ‎فيأخبار

أحمدي البنهاوي
يرفض نحو 50 ألفا من موظفي مجموعة "بن لادن" السعودية- نصفهم من المصريين- مغادرة المملكة قبل قبض رواتبهم المتأخرة، منذ سبتمبر 2015، على الشركة التي أوقفت الحكومة السعودية صرف مستحقاتها المتأخرة، على إثر التحقيق مع الشركة، ووقف عملها نتيجة تورطها في عدد من القضايا العقارية في المملكة.

واستغنت مجموعة "بن لادن" السعودية مؤخرا عن 77 ألف موظف أجنبي، وأصدرت لعمال الشركة المذكورين تأشيرات الخروج النهائي، وتقول الصحف السعودية، ومنها الوطن والرياض، على سبيل الطمأنة والمساواة مع بقية العاملين من الجنسيات الأخرى في الشركة، إن المجموعة من المرجح أن تستغني عن خدمات 12 ألف موظف سعودي قريبا، في حين أن العدد الإجمالي لعمال الشركة الأضخم في المملكة يقدر بـ200 ألف عامل.

وكانت صحيفة "المصري اليوم" قد نشرت، قبل 8 أسابيع، خبرا يفيد بتسريح الشركة نحو 475 موظفا، بينهم مصريون، في مشروع توسعة الحرم المكي.

أزمة رواتب

وتعاني الشركات السعودية بعمومها من أزمات خانقة، وتأتي هذه الإجراءات التقشفية مع تزايد الضغوط على القطاع في ظل تخفيضات الإنفاق الحكومي لمواجهة تدني أسعار النفط، فيما أشارت تقارير إعلامية إلى موضوع استغناء المجموعة عن أعداد كبيرة من الموظفين، بعد أشهر من تأخرها في دفع رواتبهم.

وقالت وكالة "فرانس برس"، في مارس الماضي، إن المشاكل التي تواجهها الشركة تعود إلى تأخر الحكومة السعودية في سداد مستحقات لها، والعقوبات المفروضة عليها من قبل السلطات منذ أشهر.

ومن بين الشركات "شركة بن لادن"، التي تعرضت لعدة أزمات، آخرها كانت حادثة سقوط رافعة الحرم التى أدت إلى مقتل وإصابة مئات الحجاج، وفرضت السلطات على الشركة تعويضات كبيرة.

"وقف حال"

وعلى صعيد العمال، توقفت أمس السبت كافة العمالة في مواقع الشركة ذات الأغلبية المصرية، واعتصم عدد من العمال في مواقع عملهم، بينما تجمع آخرون أمام مقرات الشركة المنتشرة بالمملكة.

وبحسب تصريحات مجموعة من المهندسين المصريين وعمال مصريين بمهن إنشائية، فإن الشركة لم تصرف رواتب العمال والموظفين منذ ما يقرب منذ سبتمبر 2015، بفعل أزمات مالية داخل الشركة، وأبلغت العمال بأن من يرغب في الاستقالة وترك العمل، فهو مخير بشرط ألا يطالب بمتأخراته من الراتب في الوقت الجاري، حيث ترفض الشركة دفع رواتب العمال.

حرق الباصات

غير أن ما لفت الأنظار- لا سيما جهات التحقيق لدى السلطات السعودية- هو إشعال النار في عدد من الباصات المتوقفة بمخازن الشركة في مساكن الرصيفة بمكة، ونسبت مصادر صحفية إلى العمال الغاضبين تهمة إشعال النيران في الباصات؛ احتجاجا على عدم صرف رواتبهم منذ أشهر.

وفتحت الأجهزة الأمنية في مكة المكرمة، السبت الماضي، تحقيقا موسعا في حادثة حرق سبع حافلات، إثر تجمع عشرات العمال التابعين لإحدى الشركات الوطنية، وذلك وفق ما نقلته صحيفة "عكاظ" السعودية، اليوم الأحد.

وبدأ الاحتجاج من داخل سكن العمال في حي الكعكية؛ اعتراضا على عدم صرف مستحقاتهم المالية المتأخرة لعدة أشهر، الأمر الذي استدعى تدخل دوريات الأمن، فيما باشرت فرق الدفاع المدني إطفاء الحريق الذي شب في هذه الحافلات.

إلى ذلك قالت مصادر مطلعة، إن احتجاجات العمال بدأت، مساء أمس السبت، بالتجمع وتهشيم بعض زجاج المركبات، وتكسير أبواب المكاتب.