تفجيرات الانقلاب… سيناريوهات فاشلة لتشويه الثورة

- ‎فيتقارير

 

محمود نصير: يتم اتخاذ التفجيرات ذريعة للبطش وتبرير القتل الممنهج ضد مؤيدى الشرعية

محمد عبد اللطيف: لن تؤثر على المظاهرات الرافضة للانقلاب ولن تفت فى عضد المتظاهرين

صافيناز صابر

اعتاد المصريون على أنباء التفجيرات بمناطق شتى فى وقت واحد، رُغم تصريحات وزير داخلية الانقلاب بأن هناك خططا تطبق لحماية أقسام الشرطة ومديريات الأمن، وهو ما يعكس الفشل الأمنى للانقلاب، ومن اللافت للانتباه أن أمناء الشرطة والجنود الغلابة هم ضحية هذه التفجيرات.

ويتخذ الانقلابيون هذه التفجيرات كذريعة لتبرير القتل الممنهج ضد من يشارك فى المظاهرات المناهضة للانقلاب، حيث يتم تعبئة ضباط وجنود الشرطة بأنهم يواجهون خطرا على أرواحهم، وهو ما ينعكس فى المواجهات العنيفة مع الثوار والمتظاهرين السلميين.. وهو الأمر الذى اتضح بشكل كبير فى أحداث الذكرى الثالثة لثورة يناير، حيث سقط نحو 63 شهيدا وفقا للإحصاءات التى توفرت حتى الآن.

تفجيرات مديرية أمن القاهرة الانفجار الأهم كان في محيط مبنى مديرية أمن القاهرة بمنطقة باب الخلق، وأسفر عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة 76 آخرين، وفقًا لتصريحات وزارة الصحة. أظهرت تحقيقات النيابة فيما بعد أن التفجير تم عن طريق الريموت كنترول عن بعد، ولم يقع كما صرح به وزير الداخلية بحكومة الانقلاب، محمد إبراهيم، أنه عبر سيارة مفخخة.

وفى المساء أعلنت جماعة بيت المقدس عن مسئوليتها عن ارتكاب تلك التفجيرات، وهددت المواطنين حتى لا ينزلوا من منازلهم فى الذكرى الثالثة للثورة.

وفى الوقت ذاته وقع انفجار فى محيط قسم شرطة الدقى، وأعلنت مصادر أمنية أنه تسبب فى ذلك الانفجار عبوة ناسفة بدائية الصنع أعلى محطة مترو أنفاق البحوث بشارع التحرير بمنطقة الدقي، وأعلنت وزارة الصحة عن إصابة 7 أشخاص ولا وفيات.

وأيضا انفجرت فى التوقيت نفسه قنبلة بدائية الصنع في الجزيرة الوسطى بشارع الهرم أمام قسم شرطة الطالبية، ولم يسفر الانفجار عن وقوع أى إصابات. وفى عصر اليوم نفسه، حدث انفجار بمحطة المساحة بشارع الهرم، أمام سينما رادوبيس، مما أصاب المواطنين بحالة من الهلع.

هذه التفجيرات لم تكن الأولى فى عهد الانقلابيين؛ ففى الساعات الأولى من صباح يوم 24 من ديسمبر الماضى وقع انفجار شديد بجوار مديرية أمن الدقهلية، وتسبب فى حالة من الفزع والهلع سادت محيط المنطقة، وراح ضحيته نحو 12 قتيلا وإصابة 103 آخرين وفق إحصائيات وزارة الصحة.

وقبله بيومين وقع انفجار عبوة ناسفة بدائية الصنع خلف مسجد عمر بن عبد العزيز باعتباره المسجد الرئيسى بمدينة بني سويف، مما تسبب في حالة من الهلع والذعر بين المواطنين ودلت التحريات المبدئية عن قيام مجهولين بهذا الحادث.

ولم تتوقف مثل هذه الأحداث فى عهد الانقلاب، وهى غالبا مرتبطة بما يحدث على الساحة المصرية، إذ حدث تفجير فى أكتوبر الماضى بالقرب من مبنى المخابرات بمحافظة الاسماعيلية نتيجة انفجار سيارة مفخخة كانت بالقرب من المقر مما أدى إلى إنفجار جزء من المبنى والسور الخارجى لمكتب المخابرات وإصابة 4 جنود.

خرجت علينا مديرية أمن القاهرة صبيحة اليوم 7 من أكتوبر الماضى معلنة أنها تلقت بلاغا يفيد بسماع دوى انفجار بمبنى الاتصالات الخاص بالأقمار الصناعية بمنطقة المعادى، لكنه لم ينجم عنه وقوع أية خسائر بشرية.

طالعتنا وسائل الإعلام بنبأ وقوع انفجار ضخم ناجم عن سيارة مفخخة استهدف موكب وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم في أثناء خروجه من منزله بمدينة نصر أسفر عن إصابة 22 شخصا ولا وفيات.

أما سيناء -التى يُثار عنها بوسائل الإعلام أنه يوجد بها بؤر إجرامية وإرهاب- فقد شهدت العشرات من التفجيرات، حيث انفجرت سيارة مفخخة الأيام الماضية كانت تقف بجوار السور الخارجي لمكتب المخابرات الحربية بحي الإمام علي في مدينة رفح الحدودية، أعلن المتحدث العسكرى عن أنها أدت إلى تدمير المبنى بالكامل، وسقوط 6 شهداء، وإصابة 17 شخصا من المدنيين والعسكريين.

كما حدث أيضا انفجار سيارة مفخخة بكمين "الريسة" فى مدينة العريش بشمال سيناء، وعلى إثرها لقى 4 جنود حتفهم وأصيب 5 آخرين.

كما أصيب 4 أفراد من القوات المسلحة فى انفجارعبوة ناسفة وضعها مجهولون فى طريق حافلة جنود أثناء سيرها على طريق (السويس ـ نخل) بوسط سيناء طبية، وأصيب أيضا أربعة جنود إثر انفجار عبوة ناسفة قرب آلية عسكرية غرب مدينة رفح.

ابحث عن المستفيد

تعليقا على هذه التفجيرات يقول محمود نصير-عضو بالتحالف الوطنى لدعم الشرعية، المتحدث الإعلامى باسم حزب الأصالة- نرفض أي عنف أو تفجير فى البلاد، محذرا من اتخاذ هذه التفجيرات كذريعة لبطش قوات الأمن أو تبرير القتل الممنهج لرافضي الانقلاب، مؤكدا اتباع أنصار الشرعية منهج السلمية فقط.

ويضيف "لمعرفة من الذى يقف وراء هذه التفجيرات؟! ابحث عن المستفيد من ذلك، ومَن يريد عرقلة الحراك الثوري المتصاعد، ولن نقع فيما يقع فيه الغير من إلقاء الاتهامات دون دليل".

ويوضح نصير أن هذه التفجيرات لن تؤثر على الحشد لتظاهرات 25 يناير المناهضة للانقلاب، بل على العكس تبرز الصورة فقط وأن معركة الثورة أصبحت صفرية ولا تقبل حلولا وسطية، بمعنى أن من يتظاهر منذ سبعة أشهر لن تثنيه تلك الاتهامات.

ويتوقع أن تستمر حشود المتظاهرين لاستكمال الثورة ضد الفساد وتهديد مطامع الصهاينة بالمنطقة، مؤكدا أنه فى حالة حدوث توحد حول هذه المطالب ستنتصر الثورة.

التفجيرات غير مقبولة

ومن جانبه، يستنكر محمد عبد اللطيف -أمين عام حزب الوسط- هذه التفجيرات، مؤكدا أنه لا يقبل أى أحد أيا كان، مؤيدا للانقلاب أو رافضا له بأعمال العنف هذه، مطالبا من كافة القوى السياسية اللجوء إلى حل سياسي، معربا عن خوفه الشديد من تطور الأمور أكثر من ذلك.

ويتابع: "نريد أن تكشف لنا الحكومة عما أسفرت عنه نتائج التحقيقات فى هذه التفجيرات، خاصة تفجير مديرية أمن الدقهلية، حتى نعلم مَن يقف وراءها، لكن ما يحدث هو عدم معرفة الجانى والأمور تكتنفها الغموض".

ويشير إلى أن حدوث مثل هذه التفجيرات لن يؤثر على التظاهرات الرافضة للانقلاب، حيث لن تفت فى عضد المتظاهرين الذين ينزلون الشارع فى قضية كبرى وهى الدفاع عن الشرعية ومناهضة الانقلاب .