القصور الرئاسية.. آخر كوارث إبليس مصر أبو سجادة حمراء!

- ‎فيتقارير

“إحنا فقرا أوي أوي”..جملة كررها عبد الفتاح السيسي في أحد مؤتمراته الوهمية مؤخرا، لكنها كشفت أنه يعيش بمعزل عن دولته التي يختار رموزها بنفسه، بعد أن يطمئن لولائهم المطلق للسلطة، التي باتت في واد، بينما الشعب في واد آخر تحت مرارة الجوع والفقر.

السيسي استخدم الجملة لتشير لواقع مخالف لما يحدث على أيدي زبانيته من مشاهد كان من بينها أن رئيس برلمان الانقلاب (علي عبد العال) يركب سيارة قيمتها ستة ملايين جنيه، هي الأحدث والأغلى في عالم السيارات المصفحة. كما يحظى وكيلا المجلس بسيارتي “مرسيدس” من الموديل نفسه، فيما صدّق المجلس الأعلى للقضاء على شراء سيارات من الماركة نفسها لرؤساء الهيئات القضائية.

قصور جديدة

وعلى نفس المنوال ، شيد المنقلب قصرا جديدا في مدينة “العلمين الجديدة”، رغم الأزمة الاقتصادية التي تمر بها مصر، حيث نشرت صور على صفحة مدينة العلمين بفيس بوك، للقصر الرئاسي المزعوم، أو مدينة الأحلام كما يطلق عليها.

وزارة الإسكان قالت في منشور لها مؤخرا، إن المدينة تتميز بموقع جغرافي مميز، إذ تقع في منتصف المسافة بين مدينتي الإسكندرية ومطروح التي تبلغ 300 كيلو متر، وهي منطقة غير مؤهلة بالسكان، ولم تستثمر من القطاع الحكومي، كما أن القطاع الخاص لم يقم سوى بإنشاء مدن موسمية بها.

وتبعد العلمين الجديدة عن الإسكندرية 120 كيلومترا، وعن مطروح تقريبا نفس المسافة، وعن مدينة السادات 140 كيلومترا، وتبلغ مساحتها 50 ألف فدان تكفي لتوطين 3-4 ملايين نسمة.

وأكدت الوزارة أن مدخل المدينة سيضم برجين عالميين، يصل ارتفاع كل منهما إلى 43 مترا، بالإضافة إلى منفذين لمياه البحر لإنشاء مسطحات مائية، كما أنه يجري إنشاء قصر جمهوري جديد هناك.

الوزير السابق د.محمد محسوب كتب على فيسبوك: عصابة مشوهة العقول وفاسدة الوطنية ومنزوعة الضمير..تبني القصور وآلاف من شعبنا يسكنون القبور..تتفنن في سرقة قروش الفقراء.. لتنفقها على جشعها..تحارب كل موهوب وترفع كل خامل.

30 قصرا رئاسيا

ولم يكن قصر العلمين الأحدث، فقد سبقة قصر “العاصمة الإدارية الجديدة” بالقرب من الطريق الدائري الإقليمي وطريق القاهرة/ السويس، ويقام على مساحة إجمالية 170 ألف فدان.

وهو ما يطرح تساؤلا عن حجم القصور الرئاسية وعدم استغلالها، حيث يوجد في المحافظات أكثر من 30 قصرا واستراحة تابعة لرئاسة الجمهورية، ومن أبرزها قصور عابدين، والعروبة، وحدائق القبة، والطاهرة، بالقاهرة، ورأس التين، بالإسكندرية، و3 قصور واستراحات بالإسماعيلية، واستراحات بالقناطر الخيرية، وأخرى في أسوان.

وخلال الفترة الأخيرة، جدد “السيسي” دعوته المصريين إلى التحلي بالصبر، ووعدهم بما اسماه “العجب العجاب”، قائلا: “لازم كمصريين نكون سعداء، كل اللي مطلوب منكم، حاجة واحدة بس (فقط)، اصبروا وسترون العجب العجاب في مصر”.

الأوكتاجون

وواصل إبليس مصر بذخه؛ حيث تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، صورًا كان قد نشرها مقربون من الجيش ، تظهر التطورات الأخيرة على مبنى “الأكتاجون”، الذي ينوي السفية إقامته في العاصمة الإدارية الجديدة، ليكون مقرًا لوزارة الدفاع، تيمنًا بمبنى وزارة الدفاع الأمريكية، البنتاجون.

واعتبر المراقبون أن الهدف الوحيد الكامن خلف مشروع العاصمة الإدارية الجديدة، هو إضافة “إنجاز” في ملف عبد الفتاح السيسي. عاصمة إدارية تكلفتها مليارات الدولارات في بلد غارقة في الديون وتدار بواسطة الأجهزة الأمنية، وجاء تصميم المبني من ثمانية أضلاع، يحمل كل ضلع منها شعار إحدى أسلحة القوات المسلحة.

منزل الرئيس مرسي

وعلى غير العادة، أراد الدكتور مرسى خلال العام الأول من حكمة قبل الانقلاب عليه وضع الأمر فى محلة؛ حيث رفض الجلوس فى القصور الرئاسية المخصصة ،معللا الأمر بأنه يجب على رأس الدولة ألا يقوم بالتبذير،الأمر الذى دفعة لإيجاد منزل في إحدى مناطق التجمع الخامس بلا لجان تفتيشيه.

تقشف أم بذخ؟

ولم يكن الكشف عن البذخ للعسكر والفقر للشعب، سوى أحد إنجازات السيسىي، بحسب حلمي القاعود، الذي أكد تسبب الحالة العسكرية فى ارتفاع نسبة الطلاق في المحروسة،وصارت مصر الأولى عالميا في نسبة الطلاق، ووقعت ثلاثة ملايين حالة طلاق خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة بواقع 240 حالة يوميا، أي في سنوات الانقلاب العسكري الذي دمر مصر ماديا ومعنويا. وكشف تقرير حديث نشر مؤخرا لمركز معلومات مجلس الوزراء عن وجود هذا العدد من حالات الطلاق يوميا، كما بلغ عدد قضايا الخلع التي تم رفعها أمام محاكم الأسرة 2016 إلى 250 ألف قضية خلع على مستوى الجمهورية.

طائرات للرئاسة بـ 300 مليون يورو

كما أثار الأمر كذلك، توقيع شركة “داسو” الفرنسية على عقود بيع لأربع طائرات من طراز “فالكون 7 إكس” تبلغ قيمتها 300 مليون يورو إلى مصر، لتنضم لأسطول الطائرات الرئاسية، الكثير من الاستنكار والغضب على الساحة السياسية المصرية خاصة وأنها تتزامن مع دعوات السيسي في خطابه الأخير للشعب المصري بتحمل التقشف.

أستاذ العلوم السياسية سيف الدين عبدالفتاح كتب معلقًا على الموضوع: مين اللي هيتقشف؟!! طبعًا الشعب اللي هيستحمل!! موتوا على الأرض، وهم يطيروا بالطائرات!!

وكانت مصر قد طلبت في فبراير 2015؛ 24 طائرة رافال، استلمتها على عدة مراحل بعد أن أجرت فرنسا تعديلات عليها ونزعت منها قدرتها على حمل صواريخ نووية بهدف تقليص قدراتها القتالية.
ووافق برلمان السيسي في مارس 2015 على قرض فرنسي لصالح وزارة الدفاع المصرية بقيمة 3.3 مليارات يورو (33 مليار جنيه)، لتمويل صفقات تسليح، والتي كان منها طائرات الرافال المقاتلة (24 طائرة) والتي تصنعها ذات الشركة (داسون) التي تم التعاقد معها لشراء الطائرات الرئاسية “فالكون إكس 7”.

وفي أغسطس 2016، كشفت صحيفة “لاتريبيون” الفرنسية عن توقيع نظام السيسي عقدا مع شركة “داسون” لشراء أربع طائرات “فالكون إكس 7″، بقيمة 300 مليون يورو (3 مليارات جنيه) على أن تخصص للتنقلات الرئاسية وتنقلات كبار المسؤولين.

1.5 مليون جنيه لكل لاعب

واستمرارا لحالة البذخ فى شبة الدولة ،أصدر قائد الانقلاب في مصر، عبد الفتاح السيسي، قرارا بصرف مكافأة قدرها مليون ونصف المليون جنيه لكل لاعب في منتخب كرة القدم، بعد تأهله لكأس العالم 2018.

وأثار القرار جدلا واسعا بين النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة لصدوره متزامنا مع القرارات الاقتصادية المتتالية؛ التي وصفها النشطاء بـ”المجحفة” بحق المواطنين في الآونة الأخيرة، وسط أزمات اقتصادية طاحنة.

وعلى ما يبدو أعاد السيسى تكرار “فقرا أوى” بطريقة جديدة حيث قال هذة المرة :”عايز أخرجكم من العوز، وأخليكم أمة ذات شأن” وذلك ردا على مطالب الشعب برحيلة بعد تدشين النشطاء وسم حمل هاشتاج ارحل ياسيسي! فما كان رده سوى قول ..أزعل ولا ما ازعلش؟ ورد على نفسه: “في دي أزعل”.
ليست المرة الأولى التي يُذكر فيها المصريين بفقرهم، ولكنها المرة الأولى التي يكف فيها السيسي عن توجيه الشكر للمصريين على صبرهم معه وتحملهم لاجراءاته الاقتصادية، ورفع أسعار السلع وتقليص الدعم.

لم يُسم الجنرال السيسي مَن اتهمهم بإدخال الأمة المصرية في العوز والفقر، وأحالهم إلى مجهول ليخوف به ومنه المصريين، ويتخذه شماعة لتعليق فشله العريض، وعلى كل المستويات، السياسية، والاقتصادية، والأمنية.

مصر غنية

شهادة كاثرين آشتون، نائب رئيس المفوضية العليا للاتحاد الأوربي، وهي تقول فيها، “إن مصر لديها ثروات تكفي لمساعدة ربع الدول الأوربية، وإن ما تمت سرقته وإهداره من أموال وأرصدة طبيعية خلال الخمسة عشر عامًا الأخيرة من حكم مبارك، يكفي لظهور ملايين الأثرياء فى مصر”. ولم يكن مبارك إلا أحد الرؤساء العساكر.

ولم يكن الأمر على تصديق حديث السفية السيسى، حيث تحدث عبد الخالق عبد الله، المستشار السابق لولى عهد أبو ظبي، عن كوارث السيسي في تصريحات له في 2016، يقول فيها : “في مصر 141 منجم ذهب، و191 حقل نفط، وعاشر أكبر احتياطى غاز، وثلثا آثار العالم، وأكبر بحيرة صناعية.. إلخ، لا يوجد نقص موارد، بل سوء إدارة في مصر”.

السجادة الحمراء

في فبراير 2016، ظهر الجنرال السيسي وهو يفتتح مشروع اسكان اجتماعي لمحدودي الدخل بمدينة 6 أكتوبر ويسير بموكب سيارات فارهة على سجادة حمراء تفترش عرض الطريق وطوله، في مشهد امبراطوري اسطوري، يصدم مشاعر المصريين الفقراء، ويتنافى مع الطبيعة الجادة للقادة المصلحين، والعسكريين الصادقين.

وانتقدت الصحافة العالمية المشهد الذي لا يليق برئيس دولة يضرب الفقر 50% من أبنائه، وعلق المحامي جمال عيد على المشهد بقوله، إن طول السجادة يصل إلى 4000 متر، وعرضها 8 أمتار، ومساحتها 32000 متر مربع، وتكلفة المتر 50 جنيها، باجمالي 1.6 مليون جنيه.

وحصرت صحيفة ديلي ميل البريطانية أزمة مصر في رئيسها، ووصفت المشهد بأنه لحظة مثيرة للجدل، وقالت إن الرئيس يفرش سجادة حمراء في الطريق، بطول 4 كيلو مترات، ويسير عليها بسيارته، ثم يطالب الشعب بشد الأحزمة؟! وأضافت الصحيفة “إن السيسي، الذي رهن شرعيته وقت مجيئه للحكم بانعاش الاقتصاد، تحدث خلال اللقاء عن ضرورة تخفيض الدعم، وقال إن الدولة تنفق نحو 40 مليون جنيه استرليني يوميا لتوفير المياه النظيفة للمواطنين بينما لا يتحمل المستهلكون إلا جزءا صغيرا جدا من التكلفة، وإن الدولة غير قادرة على الاستمرار بهذه الطريقة!

وكتب د.حسن نافعة ،قبل انعقاد مؤتمر الشباب الأخير بأربعة أيام، قال فيها: “كنت في الجامعة اليوم بعد غياب 10 أيام، الحركة داخل الحرم صعبة جدًا بسبب مؤتمر اسأل الرئيس. ثلاثة أطقم تعمل بهمة كبيرة، طقم لتهذيب الأشجار، وآخر للرصف، وثالث لنصب خيام وبناء قاعات خشبية مكيفة. سألت خبير عن التكلفة فقال 30 مليون جنيه على الأقل”. فهل بهذا البذخ والبهرجة تخرج الأمة من الفقر، أم تدخل فيه؟

تبديد عسكر

وإذا كان الفقر قدر مصر، فماذا تسمي تبديد السيسي 64 مليار جنيه، توازي أكثر من 8 مليارات دولار في حينه، في حفر تفريعة قناة السويس؟ بخلاف 4.8 مليار دولار عبارة عن فوائد قروض المبلغ الأصلي لمدة 5 سنوات، وماذا تُسمي إنفاق 30 مليون دولار على حفل افتتاحها، أليس هذا إفقارا للأمة؟

وزعم السيسي، أن نفقات حفر القناة الجديدة تم استردادها، بعد أقل من أسبوعين من افتتاح التفريعة الجديدة في أغسطس2015، وقال في ندوة للقوات المسلحة، “إذا كان على الـ 20 مليار اللي إحنا دفعناهم، إحنا جبناهم تاني”.

وبعد سنوات، كشف السيسي عن الهدف الحقيقي من حفر القناة، فقال في مؤتمر الشباب الأخير، “كان الهدف الأمل. هما قتلوا الأمل في قلوبنا. كان لازم نقول لأ. احنا قادرين، زي قناة السويس. يقولك طيب الفلوس اللي خدتوها. اللي اتكلفت به القناة. خلال السنتين اللي فاتوا دول تقريبًا احنا جبنا المبلغ اللي تم به الحفر.. كانت نسبة الزيادة في الدخل خلال الثلاث سنين ما بعد القناة بين اثنين.. ثلاثة في المئة، لغاية خمسة. ستة في المئة، بقيمة 600 مليون دولار. في حدود 14 مليار جنيه، وذكر الفريق مهاب مميش أن تكلفة حفر القناة كان 20 مليار جنيه ، ورد السيسي قائلًا “بالظبط كدة”.

وبلغة الأرقام فإن 600 مليون دولار تساوي 10.8 مليار جنيه ، الدولار يقابل 18 جنيها، وليست 14 مليار جنيه، كما يزعم الجنرال. كما أن 600 مليون دولار لا تمثل 6% من ايرادات القناة إلا إذا وصلت هذه الإيرادات إلى 10 مليار دولار، وهو ما لم يحدث في تاريخها. ولم يكشف السيسي حتى الآن، عن مصير بقية مبلغ الـ 64 مليار جنيه، وهي 44 مليار جنيه. وهل إحياء الأمل ورفع الروح المعنوية للمصريين مبرر قانوني أو أخلاقي لحفر التفريعة الجديدة؟

شراء الشرعية

عقد السيسي صفقات أسلحة بقيمة 26 مليار دولار وأغرق مصر في الديون من أجل شراء شرعية دولية لحكمه المغتصب، ومن أجل كسب ود الحكام والتغاضي عن انتهاكات حقوق الانسان المصري، منها غواصتان من ألمانيا بقيمة مليار دولار، وعدد 24 طائرة “رافال” وفرقاطة وحاملتي طائرات ميسترال من فرنسا، مقابل 8 مليار دولار، وقد فشلت في بيعها منذ العام 2004، واعتبرها وزير الدفاع الفرنسي “صفقة استثنائية لصناعاتهم الدفاعية”، ومنظومة صواريخ ومقاتلات بقيمة 10 مليارات دوﻻر لنفس الغرض، أليس هذا إفقارا للأمة؟

مفاعل الضبعة

وفي نوفمبر 2015، عقد السيسي اتفاقية مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بناء 4 مفاعلات نووية لتوليد الكهرباء بطاقة اجمالية قدرها 4800 ميجاوات، بتكلفة 29 مليار دولار، تتضمن قرضا روسيا قيمته 25 مليار دولار، ومدته 22 عاما، وبفائدة 3%، وهو القرض الأكبر والأسوأ في تاريخ مصر، مع رفض العرض الصيني الأقل في السعر، وإهدار بدائل أصبحت أرخص وأكثر جدوى وأمنًا، مثل الطاقة الشمسية، وبالرغم من بناء إثيوبيا سد النهضة لانتاج 6000 ميجاوات من الكهرباء وبتكلفة 5 مليار دولار فقط، أليس هذا إفقار للأمة وسفه حكام؟