“يا أبيض يا أسود”.. رفاق السيسي حائرون بين الثورة والانقلاب

- ‎فيأخبار

كتب سيد توكل:

 

في الذكرى السادسة لثورة 25 يناير، اليوم الأربعاء، يتساءل مراقبون ما هو مصير رموز تحالف 30 يونيو الذين دعوا إلى مظاهرات مهدت الانقلاب الرئيس محمد مرسي وما تبعها من إعلان 3 يوليو وخارطة الطريق، وكيف يقف بعضهم في منتصف المسافة بين ثورة شعب وانقلاب جنرالات العسكر؟

 

الحقيقة تقول إن تحالف 30 يونيو في طريقه إلى التفكك إن لم يكن قد تفكك بالفعل.. نتيجة الممارسات القمعية للنظام العسكري التي طالت الجميع، وظهور نوايا العسكريين في الاستفراد بالسلطة والانقلاب على مكتسبات ثورة 25 يناير.

 

فيما يؤكد المراقبون على فضل جماعة الإخوان المسلمين على كثير من مجالات العمل الإسلامي، خاصة دورها في إحياء المنهج الحركي للدعوة وروح العمل الجماعي المنظم، وإعادة التأكيد على فكرة أن الإسلام دين ودولة، وليس طقوسا وشعائر أقصى حدودها عتبات المساجد، بجانب مواقف أبناءها البطولية التي تجسدت في حرب فلسطين وأخيرا في ثورة 25 يناير (موقعة الجمل).

 

ويقول المراقبون أن أعضاء الجماعة سواء الذين اعتقلهم الانقلاب العسكري في 30 يونيو أو المعتقلين أو المطاردين في الداخل والخارج ، من أنشط العاملين على الساحة وأكثرهم إيمانا بفكرتهم، وهذا لم يأت من فراغ بل لوجود منهج تربوي، نجح في النهاية في إفراز أعضاء على هذه الشاكلة التي تستعصي على جنرالات العسكر.

 

وأمام هذا الصمود الذي تبديه جماعة الإخوان التي تتصدر المشهد الثوري في وجه الانقلاب، يجد البعض نفسه في حيرة أمام تأييده لمصالحه الخاصة وإتباعه للانقلاب، وبين الاعتراف بثورة الشعب في 25 يناير وبالتالي يجد نفسه غير قادر على انتقاد الجماعة التي تقود الثورة الأن وفي نفس الوقت يمدحها على تضحياتها.

 

ثورة وانقلاب مع بعض!

من بين الذين يخلطون بين السم والعسل، أحمد طنطاوي، عضو برلمان الدم، والذي قال إن ثورة 25 يناير، ثورة مستشهداً بنص دستور العسكر، وهو الدستور الذي وقع من طبخه في مطب الاعتراف بالثورة ومعها الانقلاب في سطر واحد يقول: "لولا ثورة 25 يناير العظيمة ما كانت هناك ثورة في 30 يونيو"!

 

وشدد "طنطاوي"، خلال حواره لبرنامج "العاشرة مساءً"، المذاع على فضائية "دريم" مع الإعلامي وائل الإبراشي، أن حال مصر قبل 30 يونيو أفضل مما نحن عليه الآن، من حيث الظروف الاجتماعية و الاقتصادية.

ويقدم النائب برلمان السيسي، خلطة لبن سمك تمر هندي، بالقول أن: "من يري أن ثورة 25 يناير مؤامرة و 30 يونيو انقلابًا لا يستحق أن يكون له مكانًا في النظام السياسي"! 

 

حمزاوي: 30 يونيو انقلاب

من جانبه قال الناشط السياسي عمرو حمزاوي مؤسس حزب مصر الحرية خلال لقاء عقد معه في قناة شبكة التلفزيون العربي ” إن ما حدث في يوم 30 يونيو هو انقلاب حقيقي على الشرعية المصرية المنتخبة بقيادة الرئيس محمد مرسي ؛ وأن المرحلة في يوم 3 يوليو لم تكن ملائمة للدعوة لإنتخابات رئاسية مبكرة لرجل لم يكمل فترة رئاسته وقد جاء منتخباً ” ؛ هذا وأشار حمزاوي أنه يعلم أن حديثه هذا قد جاء متأخرًا.

 

وأكد "حمزاوي" أن رأيه كان واضحًا من بعد الانقلاب على الرئيس محمد مرسي ؛ وأكد أن هناك فارقاً بين المواقف المبادئ، التي لا تراجع مثل رفض تدخل الجيش في الحياة السياسية ورفض القمع أو سلب الحريات، وبين المواقف الظرفية، التي قد يخطئ فيها الجميع ؛ في إشارة إلى أن استدعاء المؤسسة العسكرية للتدخل في السياسة في 3 يوليو كان أمرًا مرفوضًا منذ البداية.

 

وأوضح أن هناك حالة من الصمت وازدواجية من المعايير من جانب بعض النخب الليبرالية واليسارية، لم يتحدثوا عن ارتكاب مجازر مثل رابعة، والآن يتكلمون ؛ وفيما يخص من شاركوا في الانقلاب قال حمزاوي ” أن هؤلاء جميعا بجانب دراويشهم ومريديهم، لا نسمع لهم أى صوت إلا فى مصر، ولا نرى لهم أية أمارة من التأجيج وإثارة الفتن إلا فى مصر، ولا نرى منهم نصحا إلا فى مصر، ولا نرى منهم إبراز مفاتن الذكاء والعبقرية التى يتمتعون بها وتدفع بهم فى مصاف الخبراء الاستراتيجيين الذين يفهمون فى كل شىء إلا فى مصر".

 

وعن ذبائح حقوق الانسان في مصر، أكد حمزاوي ” لم تتعلم السلطوية الجديدة في مصر لا من عبر سقوط سابقتها مبارك وحاشيته ولا من دروس انهيار الحكومات المستبدة في عالمنا المعاصر ؛  وأيضاً العبر والدروس هذه لا تستعصي على الاستخلاص. يستحيل إنكار الانتهاكات إلى ما لا نهاية".