كتب رانيا قناوي:
فضحت الكاتبة الصحفية مي عزام، تظاهر قائد الانقلاب العسكري عبدالفتاح السيسى بالبكاء في لقاته الأخيرة لاستعطاف الغلابة الغاضبين من فشله وتحريبه للدولة المصرية، وآخر مشهد بكى فيه خلال افتتاحه توسعة شركة النصر للكيماويات بمنطقة أبورواش بالجيزة.
وطرحت عزام، في مقال لها بصحيفة "المصري اليوم" اليوم الجمعة: عدة أسئلة بشأن قائد الانقلاب، على رأسها:
(1) هل داخ السيسى على الصيدليات بحثا عن علبة لبن لواحد من أطفال عائلته؟
لماذا حاكمتم «جنينة» والفساد أكبر مما أعلن؟
هل ذهب السيسى مع قريب من عائلته «الغنية جدا» إلى أحد مراكز الغسيل الكلوى فى مستشفى حكومى، ثم فوجئ برفض استقبال قريبه لعدم وجود مكان؟
هل ذهب بقريبه إلى أحد المستشفيات الخاصة، وعرف قيمة الغسيل بعد انهيار الجنيه؟
هل يحسبها السيسى فى محطة البنزين حين يسأله العامل: أحط كام لتر يا باشا؟
هل بحث السيسى ليلا عن دواء الضغط فلم يجده متوافراً فى الصيدليات؟
هل تعرض السيسى لتذمر زوجته لأن مصروف البيت لم يعد يكفى حتى منتصف الشهر؟
هل امتنع السيسى عن أكل اللحمة إلا مرة أو مرتين شهريا، لأنها أصبحت ترفا لا يقدر عليه؟
هل وقف السيسى فى طابور طويل من أجل الحصول على كرتونة أغذية مدعومة يوزعها الجيش؟
هل بحث السيسى عن كيس سكر لتحلية الشاى فلم يجده؟
هل شعر السيسى بالعجز وهو يرى ابنه خريج الجامعة يعانى البطالة لأكثر من 5 سنوات؟
هل اختفى أحد أقارب السيسى قسريا منذ ثلاث سنوات ولم يسمع عنه خبرا؟
هل تعرض السيسى أو أحد أفراد عائلته للإهانة والتعذيب فى قسم شرطة؟
هل يذهب السيسى كل أسبوع لزيارة ابنه المعتقل بتهمة الاشتراك فى مظاهرة؟
وقالت مي عزام "هل فكر السيسى فى أن هذه الأسئلة (وأكثر منها) موجودة فى كل بيت مصرى، ولو طرحتها هنا جميعها فلن تكفى مساحة المقال، وربما لن تكفى الصحيفة كلها.
وأضافت : "سأكتفى بسؤال واحد تعليقا على الأسئلة السابقة: إذا كان السيسي لم يتعرض لمثل هذه المواقف التى تضمنتها أسئلتى الافتراضية، فلماذا إذن بكى فى افتتاح التوسعات بشركة النصر للكيماويات يوم السبت الماضى؟.. هل كان يبكى حالنا لأجلنا، أم يبكى لسبب آخر لا نعرفه؟".
وتابعت: "هل بكى السيسى كما بكى عمر بن الخطاب خشية من سؤال الله له يوم الحساب: ماذا فعلت برعيتك أيها الراعى؟.. فى عام الرمادة استمر القحط والجوع تسعة أشهر، عانى الناس، فكان عمر قدوة حسنة، حرم نفسه من الطعام الذى لا يجده الناس. كان يأكل الخبز بالزيت وحرّم على نفسه السمن، كان بطنه يقرقر فيخاطبه: ليس لك عندنا غيره حتى يحيا الناس.. لم يترك عمر بعد وفاته هرما، ولا مسلة، ولا جامعا ضخما، ولا قصرا فخما، كان يستطيع، لكنه ركز فى مشروعه الأساسى: كيف يدير دولته بالعدل والإنصاف، وكان شديد المحاسبة لنفسه حتى إنه قال: لو عثرت بغلة فى العراق لسألنى الله تعالى عنها يوم القيامة.
واختتمت مي عزام مقالها قائلة: "إذا طالبنا السيسي بالصبر فلماذا لا يشاركنا فيه ويجعل من نفسه قدوة لنا، ويطبق المثل الشعبى «اللى يحتاجه المواطن يحرم على العاصمة الإدارية»؟ فالمصريون لن يأكلوا طوبا وزلطا، ولن يشبعوا بمدينة الجلالة والمنتجعات السياحية، إنهم يحتاجون رئيسا يشعر بجوعهم، وبمرضهم، ويمحو جهلهم، ويعينهم فى عجزهم، ويدرك أن مسؤوليته أمام التاريخ ليست فى حفر اسمه على الألواح الحجرية، فربما يأتى من يزيلها بعده، لكن ما يجب أن يفكر فيه الرئيس ويشغل باله: كيف سيراه الشعب بعد أن يمضى، والأهم كيف سيقابل وجه ربه؟".