حرمان الجماهير من “السوبر” للمرة الثانية على التوالي

- ‎فيأخبار

كتب- أحمدي البنهاوي:

 

عندما يكون "مرتضى منصور" رئيسا لنادي عريق مثل نادي الزمالك، فإنه يقرر رفض وقبول إقامة السوبر المصري مع غريمه التقليدي النادي الأهلي، في الإمارات، للمرة الثالثة على التوالي. ففي منتصف ليل أمس رفض "منصور" إقامة السوبر في الإمارات مدعيا أنه مصري وأن نيته لا تتجه لإقامة السوبر المصري الخالص في دولة أخرى.

 

الطريف أنه في أقل من 12 ساعة ومع إشراقة شمس الجمعة، ساح كلام مرتضى منصور بعدما لاحت أمام عينيه تذاكر سفر اللاعبين والإقامات الفندقية في العاصمة الإماراتية أبوظبي، للمشاركة في السوبر في 10 فبراير على ستاد خليفة الدولي بأبوظبي، بعدما سبقه إليها نجله "النائب" باطل العضوية أحمد مرتضى والمدير الفني للزمالك منذ 3 أيام على الأقل، لترتيب سفر الفريق والجهاز الفني.

 

وفي خلال 12 ساعة الآنفة، تفاءلت بعض الجماهير أن إدارة إتحاد الكرة ستمنحهم حق المشاهدة أخيرا بعد 3 سنوات من الجفاء والحرمان والقتل كما حدث في استاد الدفاع الجوي، وظنت الجماهير –وبعض الظن إثم- أن احتكار الإمارات لكل ما متميز في مصر سينتهي على عتبة كرة القدم اللعبة الجماهيرية الأولى في مصر.

 

الكرة للجماهير

 

"الكورة للجماهير" هو الهاشتاج الذي يطالب بعودة السوبر المصري لبلده، وهو نفس الهاشتاج أو الكلمة المفتاحية التي عبر من خلالها الكاتب الصحفي وائل قنديل عن سبب حب المصريين لأبو تريكة فقال في تغريدة عبر حسابه "تحتفظ ذاكرة الجماهير بأبو تريكة، متفرداً بالتمسك بأن الكرة للجماهير، وليست من أجل السلطة، لذلك كان الوحيد الذي يتذكر الشهداء".

ومن ذلك قالت "مهندسة زملكاوية"، "اكره من أغلق الأبواب على 72 عاشقاً ومن لم يفتح الأبواب لـ 20 مخلصاً". في إشارة لمجزرتي بورسعيد والدفاع الجوي.

 

وقال أحمد حالوت الذي جعل حسابه رقم (74) عدد شهداء التراس الأهلي في فبراير 2012، "ملعونة الكورة من غير جماهير".

 

وقال محمود كوكو  "الكوره للجماهير واحنا اللي بينا كبير".

 

وقال خوليو "ابن خليل": "وحشتني التالته.. الكوره للجماهير ياولاد د*ك ال*لب".

 

وعلق خالد فتح الله، "احنا مش متناقدين, الكورة هي اللي حببتنا في مصر و الحكومة هي الكرهتنا فيها, الكورة للجماهير..".

 

وكتب "شِيغى":"الكورة بتطلع كل كرهنا وكل اللي جوانا للبلد (……) دى..بتخلينا عيال صغيرة بنتنطط قدام الشاشات".

 

وقال محمد حمدي "لية بتحرمنى من المدرجات وانا روحى هناك بكلام عن الامن والامان #الكورة_للجماهير".

 

ورأى "هايزنبرج"، أن "البلد دي فيها وحش كتير جداً بس برده هتفضل الكوره هي سبب السعاده الوحيد للناس اقسم بالله".

 

كما رأى مجدي يكن أن "الناس نسيت السياسه وغلاء الاسعار و مشاكل البلد الامنية وفرحت لماتش كورة فرحة متتوصفش .. العالم كله مستوعب ان الكورة للجماهير الا احنا".

 

وأضاف أحمد حكس " مشجع هي روحة وحياتة اصل الكورة من زمان..سرقوا منه سنين في عمره حبسوا الضحكة وراء القضبان..الحرية للمدرج….الحرية للجماهير".

 

طبعا غيران

 

ولكن تعهدات اللواء هاني أبو ريدة، رئيس إتحاد الكرة المصري، لقائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي، بأن يعطي الراعي الرسمي للإنقلاب، محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي، من الحب جانب طغت على كل طموح لإرجاع السوبر إلى المصريين، وأن إقامته باستاد القاهرة الذي يسع 120 ألف متفرج حلم بعيد المنال.

كما أن غيرة الكابتن والصحفي الرياضي إبراهيم المنيسي لا مكان لها، فالمنيسي الذي كتب في مايو الماضي، مقالا بالجمهورية بعنوان "طبعا غيران" حزن بشكل ضمني، فقال: "..وكم أتمني ان يتحول احتفال الامارات بعيدها القومي إلي مناسبة شعبية مصرية يعبر فيها المصريون عن امتنانهم الحقيقي لكل ما يقدمه الاماراتيون قيادة وشعبا لمصر من مساندة صادقة، لكن مع هذا الواجب الطبيعي علينا أن نعود لنسأل أنفسنا : إلي متي ستظل كرتنا وجمهورنا في حالة هجرة.. حتي ولو كانت إلي أحضان الأشقاء ؟ّ!

 

طبعا غيران علي بلدي وأنا أري مباريات فرقها ونجومها وجمهورها في أحلي صالة عرض بالخارج..".

 

الجماهير محرومة

 

أما الناقد الرياضي أحمد كيرو فكتب تحت عنوان "اتحاد (الفشل) أو اتحاد الكرة سابقا..إنتهي الدرس يا.."، مقالا في أكتوبر 2015، حيث المباراة الأولى للسوبر المصري، أن الإمارات هي المستفيد من هذه المباراة الكبيرة بين فريقين كبيرين وجماهير تفتقد الملاعب الإماراتية لحضورها، فضلا عن استفادة السياحة الإماراتية بها.

 

فقال: "..تلك النجاحات التي حققتها المباراة لم تستفيد بها الدولة ولكن المستفيد منها من سافر لكي يشاهد روعة ملعب هزاع بن زايد و إمتلاء الملعب بجماهير القطبين مما جعل المتعة الكروية تزاد أكثر بهذا الحضور.."

 

وأضاف "نعم الجماهير المصرية (محرومة) من هذا منذ فترة في بلدنا الحبيبة، حيث أصبح تأمين الحفلات التي يحضرها ألاف و الأفراح أسهل من تأمين مباراة!!".

 

وأكمل "سعة ملعب هزاع بن زايد هي 25 ألف تقريبا، و كان ممتلئ علي أخره، فماذا لو كانت المباراة في ستاد القاهرة الذي يسع لحوالي 70 ألف، و كان العائد المادي للمباراة دخل في خزينة مصر!!!".

 

واعتبر أن "المسؤولين في أبو ظبي، رحبوا بدون تفكير، المباراة بالنسبة لهم مكاسبها كبيرة جدا، أول مكسب تشجيع السياحة للإمارات، ثانيا العائد المادي الكبير..".