المعارضة التركية تعري “جبهة الإنقاذ”

- ‎فيأخبار

يوسف المصري
"الفارق كبير بين معارضة تنقلب على الديمقراطية، وأخرى تحافظ عليها وتحميها بأرواحها"، ربما كانت تلك إحدى الرسائل الهامة المقروءة من المشهد الحافل، اليوم، في تجمع "الديمقراطية والشهداء"، تلك المليونية التي دعا إليها الرئيس رجب طيب أردوغان، وشارك فيها ملايين المواطنين من كافة الأطياف بميدان "يني كابي" في إسطنبول.

التجمع الحاشد الذي فاق كل التوقعات، وجاء ردا على محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا، لم يكن وحده هو الملفت للانتباه، لكن إصرار كل رموز المعارضة التركية على الحضور، وإعلانها تمسكها بالحكومة الشرعية كان ملفتا أيضا، وهو ما قرأه العديد من النشطاء المصريين عبر مواقع التواصل بأنه بمثابة "تعرية وفضح" للرموز المعارضة في مصر، والذين انقلبوا على التجربة الديمقراطية، وتآمروا عليها بدلا من حفظها، وفي مقدمتهم رموز جبهة الإنقاذ.

وكان زعيما أكبر حزبين معارضين في تركيا قد عبرا عن تضامنهما مع الحكومة في رفض محاولة الانقلاب، وذلك في المظاهرة المليونية التي دعا إليها الرئيس رجب طيب أردوغان، وشارك فيها مواطنون من كافة الأطياف بميدان "يني كابي" في إسطنبول.

وقال رئيس حزب الحركة القومية المعارض دولت بهجلي للحشود: إن محاولات زرع الفتنة بين فئات الشعب التركي لن تنجح، وإنه لن يُسمح لأي طرف بالتفريق بين الجيش والشعب.

ورأى بهجلي أن "منظمة غولن" قتلت الشعب بالطائرات والقنابل في المحاولة الانقلابية، مضيفا "لن نرضخ لزمرة إرهابيين يريدون جعلنا رهائن لدى قوى الإمبريالية العالمية"، منتقدا واشنطن لعدم تسليمها المعارض فتح الله غولن إلى أنقرة.

بدوره، قال رئيس حزب الشعب الجمهوري المعارض كمال كليتشدار أوغلو: إن المحاولة الانقلابية التي جرت منتصف الشهر الماضي هي الأكثر دموية في تاريخ تركيا، مطالبا بإبعاد السياسة عن الجيش والجامعات والمساجد، مضيفا "علينا أن نتمسك بالجمهورية بكل قوة في تركيا".

وطالب كليتشدار أوغلو بالتمسك بالعلمانية وتقوية الديمقراطية والنظام البرلماني، وبالحفاظ على حرية الصحافة، ودعم استقلال القضاء وحمايته من الاختراق، "كما فعلت جماعة غولن الإرهابية"، وقال أيضا: "علينا أن نحارب الإرهاب والانقلابيين لكن دون أن نظلم أحدا".

مظاهرة مليونية

ومن ميدان يني كابي، احتشد ملايين الأتراك الذين جاؤوا من مدن بعيدة للاحتفال بدحر الانقلاب العسكري الفاشل في تركيا.

وأقام منظمو التجمع منصتين على يمين ويسار المنصة الرئيسية من أجل جلوس المسؤولين وأسر "الشهداء" والمصابين في المحاولة الانقلابية الفاشلة، إضافة إلى عدد من الشخصيات التي تُعد أيقونات ممن حصلوا على تكريم رسمي من الحكومة؛ لقيامهم بمبادرات شخصية ضد الانقلاب، كما تم تجهيز خيمة طبية ومسجد ودورات مياه متنقلة ومواقع لتوزيع مياه الشرب.

وقبل بدء الفعالية، أقام حزب العدالة والتنمية ورئيس بلدية منطقة أيوب بإسطنبول مأدبة غداء لأهالي "الشهداء" والمصابين في المركز الثقافي الدولي، ثم تم نقلهم إلى ميدان يني كابي، كما عرضت على الشاشات الكبيرة المنتصبة في الميدان صور الضحايا الذين قتلوا في محاولة الانقلاب، وسط هتاف وتحية الحضور.

وفي وقت سابق، قال أحد المنظمين: إن التحضيرات جرت على أساس مشاركة ما بين ثلاثة وخمسة ملايين شخص، مشيرا إلى وجود 165 نقطة تفتيش أمني كإجراء احترازي، كما أعلنت السلطات عن أنه سيتولى مهمة حماية أمن التجمع 15 ألفا من أفرادها، بالإضافة إلى زورقين لخفر السواحل ومروحيتين.