سيف عبد الفتاح يفتح الملف الأسود لـ”محلب”

- ‎فيأخبار

 قال د. سيف عبد الفتاح -أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة- إن رئيس الوزراء السابق إبراهيم محلب اكتفى بالانسحاب الفاضح، مشيراً إلى أن الفاسد تطارده فضيحته.

  ورصد عبد الفتاح التاريخ الأسود لرئيس الوزارء السابق إبراهيم محلب عضو مجلس الشورى السابق بالتعيين من قبل قرار جمهوري من الرئيس المخلوع حسني مبارك، كما أنه عضو بلجنة السياسات بالحزب الوطني المنحل، حيث تم تعيينه في مجلس الشورى وداخل لجنة السياسات بالحزب الوطني مكافأة له على دوره الكبير في تسهيل سرقة ونهب أراضٍ خاصة بالمقاولين العرب وملك للدولة للعديد من رجال أعمال جمال مبارك.   وأضاف أستاذ العلوم السياسية في مقال له اليوم الأحد أن من أشهر قضايا الفساد المتعلقة بمحلب، قيامه بتسهيل تمليك اللواء الراحل عمر سليمان لعدد 50 فدانًا خلف نادي القاهرة بالتجمع، وكانت هذه الأرض معروف عنها أنها ملك المقاولين العرب، الأمر الذى دفع عمر سليمان لتوجيه الشكر لمحلب والشركة ثلاث مرات، كما أن عمر سليمان هو من ساعد على إعطاء شركة المقاولين العرب مناقصة بالأمر المباشر لتجميل ورصف جميع ميادين مصر.   وتابع: كما أعطى أيضًا شركة وادي النيل للاستثمار والمقاولات مناقصة بالأمر المباشر لإحلال وتجديد جميع مستشفيات وزارة الصحة على مستوى الجمهورية. وقام جمال مبارك بمكافأة محلب بإسناد تجديد قصور رئاسة المخلوع مبارك إليه بالأمر المباشر، وحصل على أكثر من مليار جنيه، وهو مشترك في قضية فساد مع مبارك تقدر بمليار جنيه والمعروفة باسم "تجديد القصور الرئاسية".   واوضح ان الانقلاب هو أسّ الفساد، ذلك أن هذا الانقلاب الذى وقع فى الثالث من يوليو، وما استند إليه من تجمع مصالح أنانية ودنيئة، هي بالأصل شبكة فساد، ومن ثم ارتباط الفساد بمؤسسات الاستبداد يكاد يكون أمرًا مفروغًا منه، بحيث يعد ذلك الفساد مكافأة لمعاونيه.   ظاهرة الفساد إذ تعالج جانب ظاهر وجوانب خفية يحرص ممارسوه على أن يجعلوه خفيًا بحكم تلك الممارسات التي قد تقع تحت طائلة القانون أو تحت طائلة الحساب، ومن هنا سنرى أن الجانب الظاهر من تلك الظاهرة إنما يشكل في حقيقة أمره جانبًا ضئيلًا بالمقارنة بالمخفي أو المستور أو المسكوت عنه خاصة حينما يتعلق الأمر بالفساد الكبير الذي يصير مع تمكنه حالة مؤسسية تخلق ويترافق معها عمليات إخفاء الفساد فيما يشبه غسيل الأموال، وإن شئت الدقة غسيل الأفعال الفاسدة.   واستطرد: هيمن الحديث عن فضائح الفساد التي تلاحق حكومة إبراهيم محلب، على الصحف المصرية، وكأن الصحف قد تفاجأت بذلك وكأن محلب ذاته وقبل توليه الوزارة لم يكن فاسدًا، كان ذلك إيذانًا بانطلاق "مولد" مكافحة الفساد وتحويل المهزلة إلى حالة فى مصلحة السيسي المنقلب الراعى الرسمي للفساد بانقلابه وبالمصالح التى تجمعت حوله، وكذلك بتقنين وتشريع مسالك الفساد، والتى بدت الأمور وكأنها إدارة بالفساد وممارسة كل قدرة لتصب فى القدرة الإفسادية للدولة.   وأشار إلى أن الفضيحة فى تونس للنظام المنقلب ومنه حكومة محلب الفاسدة العاتية فى فسادها، ظهر جليًا أمام الحضور والمشاهدين فى مؤتمر رئيس وزراء الانقلاب العسكرى إبراهيم محلب، هروبه من مؤتمر عند سؤال أحد الصحفيين عن الفساد، تهرب محلب بكل الطرق، ولكن السؤال الأخير باغته وجعله يهرب من أمام كاميرات الفضائيات.   يذكر أن رئيس الوزراء السابق "إبراهيم محلب"، استقالته إلى المنقلب الذي اختار وزير البترول في الحكومة "شريف اسماعيل" خلفا "لمحلب" , وا كان "محلب" متهمًا في قضايا فساد قبل توليه الوزارة، فإن "شريف إسماعيل" متهم ـ هو الآخر ـ في قضايا فساد، ليستكمل خط الفضائح ولينكشف الأمر عن مولد مكافحة الفساد، فإنه إن ضحى بفاسد فقد أتى بمن هو أفسد واستبدل فاسدًا محليًا بآخر دوليا.