منظمات حقوقية: ما يحدث مع البلتاجي جريمة دولية لا تسقط بالتقادم

- ‎فيأخبار

كتب حسين علام:

تفاعلت منظمات حقوق الإنسان العربية والدولية مع شهادة الدكتور محمد البلتاجي حول تعذيبه في سجن الانقلاب على يد مساعد وزير الداخلية لمصلحة السجون حسن السوهاجي ومدير مباحث السجون محمد علي، وشنت المنظمات الحقوقية حملات إدانة واسعة لهذه الانتهاكات التي يتعرض لها المعتقلون وتتعارض مع المواثيق الدولية والقوانين، في الوقت الذي لا تكترث فيها سلطات الانقلاب بهذه الانتهاكات وكأنها تتحدى هذه المواثيق طالما دافعت إسرائيل عن ممارسات قائد الانقلاب.

وأدانت منظمة "الحق الدولية لحقوق الإنسان" واقعة التعذيب التي تعرض لها عضو مجلس الشعب، الدكتور محمد البلتاجي، داخل محبسه بسجن العقرب، وفقا لما ورد على لسان "البلتاجي" أثناء محاكمته أمام محكمة جنايات القاهرة في القضية الهزلية المعروفة إعلاميا بمذبحة "فض رابعة".

وأكد المحامي والحقوقي عمرو عبد السلام، نائب رئيس المنظمة، أن تلك الواقعة تشكل جريمة من الجرائم ضد الإنسانية والتي لا تسقط بالتقادم، كما أنها تتعارض مع كافة القوانين والدساتير والمواثيق الدولية، والتي كفلت احترام كرامة الإنسان سواء كان حرا طليقا أم مقيدا للحرية لأي سبب.

وطالب "عبد السلام" وزير داخلية الانقلاب، بإقالة المتسببين عن تلك الواقعة وفتح تحقيقات موسعة بمعرفة النائب العام، وتقديم المسئولين للمحاكمة الجنائية.

فيما كشفت السيدة سناء عبدالجواد زوجة الدكتور محمد البلتاجي، عن تعرض زوجها لمحاولة قذرة للتخلص منه داخل سجون الانقلاب أمس بعد فضحه أسماء لواءات الداخلية التي تشرف على التعذيب عليه بقاعة محكمة جنايات القاهرة.

وتحت سؤال "ما الذي يدبر للبلتاجي؟!" كتبت زوجة البتلتاجي منشورا عبر حسابها الشخصي بفيس بوك قالت فيه:

(لم يكتفِ المجرمون بما فعلوه مع الدكتور البلتاجي وهو ما قاله أمس في قاعة المحكمة من تعذيب له وإهانة علي يد حسن السوهاجي ومحمد علي فزادوا في انتقامهم عندما رجع الدكتور البلتاجي من الجلسة وأثناء دخوله للزنزانته الإنفرادية وجدهم يصلحون بعض الكهرباء، كما ادعوا وعندما فرغوا أغلقوا الزنزانة عليه ، وفي الليل وأثناء ما كان يتحدث البلتاجي مع زنزانة أخرى أمامه وهو يقف ملاصق للباب وقعت مروحة السقف على الأرض، وهو أمر مرتب أعدوا له بعد كلامه في الجلسة، وهو ما حدث من شهر ونصف أيضا أثناء رجوعه من إحدى الجلسات واشتعلت النيران في الزنزانة ليلتها بعد قيامهم بالتصليح كما يدعون أيضا).

وأوضحت سناء عبدالجواد أن هذه الواقعة قالها البلتاجي اليوم في قضية الإسماعيلية العسكرية.

وتابعت متسائلة "ماذا تفعلون مع البلتاجي داخل السجن؟! متى يتم التحرك لإنقاذ الشرفاء؟ هل تنتظرون حتى يأتي إليكم خبر قتله العمد في زنزانته الانفرادية؟".

فيما شن الإعلامي معتز مطر هجوما حادا على المجرم اللواء حسن السوهاجي مساعد وزير الداخلية بحكومة الانقلاب لقطاع السجون، الذي اتهمه الدكتور محمد البلتاجي أمام المحكمة بتعذيبه وهو مقيد اليدين.

ووصف مطر في مقدمة برنامجه أول أمس الثلاثاء على قناة "الشرق" الضابط حسن السوهاجي بالمريض نفسيا ولديه سادية مفرطة، لافتا إلى أن العسكر لا ينتقون خدامهم إلا من قاع المجتمع وأحط الأصناف.

ونشر مطر مجموعة من فضائح السوهاجي وسيرته منذ أن كان ضابطا صغيرا منحرفا يتلذذ بتعذيب الضحايا وإهانة المواطنين.

وأوضح مطر أن السوهاجي بدأ حياته المهنية بقضية تعذيب عندما كان رائدا في قسم الزيتون وحكم عليه وقتها بالسجن 6 شهور بعد تعذيبه لمواطن اسمه "مختار أحمد" كان مقبوضا عليه دون تهمة.

وأضاف مطر أن السوهاجي بعدها ترقى من رائد إلى مدير مباحث حتى مدير أمن قنا وأسوان حتى بات رئيسا لمصلحة السجون حتى يكمل هوايته في التعذيب.

وقال خلف بيومي -مدير مركز الشهاب لحقوق الإنسان-: إن مسلسل انتهاكات العسكر تجاه المعارضين السياسيين والمعتقلين لن يتوقف ولن يكون لهذه الانتهاكات سقف في ظل حالة من الإفلات من العقاب لمرتكبي هذه الجرائم فمن أمن العقاب أساء الأدب.

وأضاف "بيومي" -في مداخلة هاتفية لقناة مكملين اليوم- أن النظام الانقلابي لا يحترم الدستور والقانون ولا يكترث بأي أعرف أو اتفاقات أو مواثيق دولية، مضيفا أن ما ارتكبه حسن السوهاجي ومحمد على ضد الدكتور محمد البلتاجي لا يصدر إلا عن نفوس مريضة وشاذة.

وشدد "بيومي" على ضرورة التحقيق مع قيادات داخلية الانقلاب وسجن العقرب وتقديمهم للمحاكمة العاجلة، بسبب الجرائم التي انتهكوها بحق المعتقلين وتسببهم في مقتل 300 معتقل جراء الإهمال الطبي والتعذيب بجانب الاعتداءات المتكررة وإهانة عدد كبير من المعتقلين وتعمد التنكيل بهم.