سياسات السيسي تضع مصر على طريق “الإبادة الجماعية”

- ‎فيتقارير

كتب – أنور خيري
نتيجة لسياسات القمع العسكري التي لا يستطيع السيسي التخلي عنها، لخلفيته وثقافته العسكرية، التي لا تصلح للحياة المدنية إطلاقا، من كبت الحريات وتأميم الإعلام، وفرض الحقيقية والثقافة التي يؤمن بها وتأجيج سياسات العداء والكراهية التي تكابدها مصر منذ انقلاب يوليو 2013، حلت مصر في المراتب المتأخرة في كل المؤشرات والظواهر الإيجابية؛ كالتنمية والتعليم والتصنيع والاستقرار، بينما تقدمت سلم الترتيب الدولي في كافة الظواهر السلبية من فشل اقتصادي وانهيار أخلاقي واجتماعي وتفشي الرشوة والمحسوبية وإهدار المال العام وانتشار الجرائم…

إضافة لكل ما سبق، حلت مصر في المركز الخامس بين الدول الأكثر تعرضا للإبادة الجماعية، وفق دراسة أجراها مؤخرا مركز " Simon-Skjodt” المعني بمنع الإبادة الجماعية، والتابع لـ"متحف الهولوكست التذكاري" في واشنطن، وتداولتها أمس الثلاثاء، الصحافة الامريكية، والتي تضمنت خريطة تصنيف الدول الأكثر عرضة لحدوث عمليات إبادة جماعية.

وحول نتائج الدراسة، أوضح كاميرون هدسون مدير مركز " Simon-Skjodt” المعني بمنع الإبادة الجماعية، "من خلال عمليات الإبادة الجماعية السابقة في درافور، والبوسنة، ورواندا، تعلمنا ما هي العلامات التحذيرية المبكرة التي تسبق العنف الجماعي….".
مضيفا " تعقب تلك المؤشرات في الدول المعرضة للخطر حول العالم سوف يسمح لنا للمرة الأولى بنظرة واسعة الأفق من أجل تنفيذ سياسات أكثر ذكاء وتأثيرا لمنع العنف الجماعي".
يذكر أن مركز Simon-Skjodt نجح في تطوير "برنامج التحذير المبكر" بالتعاون مع "مركز للتفاهم الدولي" بكلية دارتموث الامريكية.
وحدد القائمون على البرنامج قائمة من الدول الأكثر تهديدا لخطورة عمليات القتل الجماعي ، تصدرتها ميانمار ثم نيجيريا ثانية، والسودان ثالثة، ووسط إفريقيا التي جاءت في المركز الرابع، ثم مصر التي جاءت في المركز الخامس.
أما المراكز من 6 إلى 10 شملت كلا من ؛ الكونغو- كينشاسا، والصومال، وباكستان، وجنوب السودان، وأفغانستان.

فيما صرح "بنيامين فالنتينو" أحد المخططين للمشروع لوسائل اعلام ، أمس، قائلا: "معظم هذه الدول لديها بعض أشكال الصراع المدني، وترتبط به حكومات وجماعات مسلحة ومتمردة، وغالبا ما تكون منقسمة وفقا لخطوط عرقية، مع وجود مخاطر عنف في كل اتجاه.. كما أن مخاطر العنف تنبعث إما من قتل الحكومات للمدنيين، أو قتل جماعات متمردة للمدنيين".

ويختلف مشروع التحذير المبكر عن المحاولات السابقة لرصد فظائع القتل الجماعي في العالم ، حيث يتسم بأنه "أكثر منهجية"، ويجمع بين إحصاءات تمتد لفترة تتجاوز 50 عاما، واستطلاعات تضم أكثر من 100 خبير.

وفي سياق ذي صلة، توقع الخبير بشئون الشرق الأوسط "مايكل لودرس" فى حوار مع موقع "آر بى أونلاين" الألماني، أمس، أن تتعرض مصر لموجات نزوح جماعية للسكان، بسبب القمع السياسي والتدهور الاقتصادي والاجتماعي ، الذي تشهده البلاد في الفترة الأخيرة.

وأشار "لودرس" إلى أن الأحزاب والبرلمانات فى المجتمعات العربية ليست سوى واجهة، مضيفاً أن النهوض المجتمعي فى مصر ليس ممكناً. وفسر ذلك قائلا: "لا يتم التعليم في المدارس والجامعات على مبدأ التفكير المستقل.. النظام المصري الآن أكثر قمعاً من أي وقت مضى، تحت رعاية الغرب".
وتشهد مصر منذ الانقلاب العسكري على الرئيس محمد مرسي، في 3 يوليو، سلسلة من أحداث العنف الممنهجة ضد المعارضة السلمية، التي تطالب بعودة الشرعية وعودة الجيش إلى ثكناته. كان ممن أبرز تلك الحوادث التي راح ضحيتها الالاف من المصريين، فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة، وميدان رمسيس، و6 أكتوبر، والحرس الجمهوري، والمنصة….بجانب تصاعد القتل خارج اطار القانون، بالقتل البطئ بالاهمال الطبي بالسجون، والتصفية الجسدية خلال الاعتقال أو بمقار الاحتجاز، بجانب التهجير الجماعي والقصف بالطيران في سيناء ، شرق مصر…ما خلق حالة من الاحتقان السياسي والمجتمعي غير مسبوقة في مصر..

التقرير استقبلته وسائل الإعلام المصرية بالتشكيك والعويل والصراخ، وأنه مؤامرة صهيونية ضد مصر، وبدلا من قراءة هادئة للمخاطر المحتملة والبحث عن حلول للأزمات، واصل إعلام المخابرات والاذرع الأمنية التفكير في الترويج لصورة مصر التي لا يراها إلا هم فقط، واقترحت الإعلامية رانيا بدوي مقدمة برنامج "القاهرة اليوم" على شبكة أوربت أمس الثلاثاء، شراء مساحات للكتابة في أكبر الصحف العالمية لمواجهه حملات تشويه صورة مصر، ويبقى مصير الآلاف من المعتقلين والشهداء والمقصوفين بالأباتشي، مجهولا في ظل حكم عسكري مستبد إلا أن تقع الابادة الجماعية والفوضى التي تطيح بالجميع.