أسوان : عبد القادر عبد الباسط
في ظل الغياب الأمني والانفلات الذي يعاني منه الشارع بمحافظة أسوان، نتيجة تفرغ الأمن لمطاردة رافضي الانقلاب العسكري الدموي، وترك الحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة، مما أدي لتفشي ظاهرة بيع المخدرات بصورة علنية في سوارع المحافظة.
استنكر الأهالي بأسوان انتشار المخدرات على نواصي الشوارع والمقاهي، وبيعها علنا في الشوارع، بالإضافة لوجود تواطؤ من بعض العاملين في أجهزة أمن الدولة وأقسام الشرطة، حيث يعمل تجار المخدرات تحت مرأى ومسمع منهم.
وأبدى الأهالي تعجبهم من أن بيع المخدرات يتم في وضح النهار وفى أماكن معلومة ومشهورة ومعروفة وسط غياب تام للأمن، متسائلين متى تتحرك حكومة الانقلاب الدموي لبسط الأمن والمحافظة على شباب الوطن ومحاربة عصابات المخدرات، التي تهدد أمن واستقرار البلاد؟
من جانبه، قال حسام صبري -مهندس-: تعتبر ظاهرة انتشار المخدرات وبيعها في محافظة أسوان، بين الشباب والكبار من أخطر أنواع المشاكل الاجتماعية والأمنية، مؤكدا أنها تحتاج إلى المزيد من المواجهة بالوسائل والأساليب والإرشاد النفسي والاجتماعي والوسائط الأمنية والعلمية، وذلك لن يتأتي إلا بعودة المؤسسات المستفتى عليها من الشعب.
وأضافت ليلي عباس -مدرسة- أن أشرس ما تواجهه الأمم المعاصرة حرب المخدرات, التي بدورها تؤدي إلي دمار وهلاك المجتمع، محذرة من إن ظاهرة بيع المخدرات بمحافظة أسوان تأخذ منحنى خطيرًا هذه الأيام؛ وتباع بشكلٍ علني في شوارع المدينة، وتحديدًا بين الشباب، وأشارت إلى أن الأمر لم يقتصر على هذا فقط، فالأخطر من ذلك هو استمرار تجاهل المسئولين بالمحافظة استخدام الأطفال من قبل شبكات المخدرات في توزيع المواد المخدرة من أوكار التجار الكبار إلى بائعي التجزئة.
وقالت: إن الظاهرة أصبحت خطيرة بعد أن امتدت إلى شوارع المدينة وعلى أرصفة الطريق، ولا يوجد من يعترضهم من الأمن الذي تفرغ لاعتقال خيرة شباب الوطن.
وطالبت وحيدة حسين -ممرضة- الجهات الوطنية بسرعة اتخاذ الإجراءت القانونية الرادعة ضد هذه التجارة، والقضاء على أوكار المخدرات وعلى بيعها، خاصةً في الأماكن العامة، خشية أن يُسقط عدد كبير من الأشبال والشباب الذين يشكلون عماد الأمة ليس في وحل المخدرات أو السقوط الأخلاقي بل في وحل العمالة الذي يشكل تتويجاً للسقوط الأخلاقي.
وأشار توفيق زيدان -محاسب- إلى أن ما يحدث للوطن الآن هو نتاج الحصاد المر للانقلاب الدموي الذي استخدم أجهزته الأمنية والإعلامية لحرب الشرفاء وعدم الالتفات للكوارث المحدقة بالوطن، وكان من مضاعفات هذه السياسة هذا الكم الهائل من الشباب المدمن والمتعاطي للمخدرات بكافة أنواعها البانجو والهيروين وحبوب الهلوثة.
"الحرية والعدالة" رصدت قائمة بأسماء الباعة وتجار المخدرات بأسوان وأماكن وجودهم:
(ح.ش) أكبر تاجر تجزئة يقوم ببيع المخدرات على منطقة (جودة بيه).
(ك .ح) ويقوم ببيع المخدرات أمام جامع الأحمدية وفي منطقة النفق.
(ل.ش) مسئول عن التوزيع في جميع الشبابيك الخاصة ببيع المخدرات، كما يقوم أيضًا بالتحصيل.
(هـ.أ), و (ح.س) يبيعان أمام مدرسة شوقي عابد الإعدادية بمنطقة السيل .
من جانبه أكد الدكتور علي إبراهيم، أن تعاطي المواد المخدرة يجعل المتعاطي غير متمالك لقواه العقلية والجسدية، مما يؤدي إلى ارتكاب الجرائم للحصول على المال الذي يجلب به المادة المخدرة، فهو يسرق الأموال حتى من أقرب الناس، كما يقوم بالإختلاس والتزوير وبالتحايل على الآخرين للحصول على المال، مما يشكل خطرًا على أمن المجتمع وسلامته، وطالب بضرورة تفعيل دور المؤسسات الدينية وعودة الشرعية، لأجل مناهضة تعاطي المخدرات بين الشباب، وطباعة نشرات وأبحاث دورية تتعلق بالتوعية بقضية التعاطي والإدمان ونشرها بالمساجد على مستوى الجمهورية.
وشدد مجدي حسان -محام- على ضرورة التكاتف بين مختلف أطياف وقبائل المجتمع الأسواني، لنبذ ظاهرة بيع المخدرات، لأجل مواجهة هذه الظاهرة، وأشار إلى ضرورة قيام الأمن بمهامه ومواجهة ظاهرة انتشار السرقات وترويج المخدرات.