شاهد.. السيسي من “مصر هتبقى أد الدنيا” إلى “موقفنا صعب ولازم تحسوا بينا”

- ‎فيأخبار

فاجأ قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي، صاحب عبارة "مصر هتبقى أد الدنيا"، المصريين بتصريحات مخالفة لمزاعمه السابقة، حيث قال: "إن الحكومات السابقة لم تشرح للمصريين حقيقة الوضع الاقتصادي الصعب الذي كانت تعيشه البلد وما زالت"، في الوقت الذي كان يعدهم بأنهار من اللبن والعسل.

وزعم السيسي- خلال كلمته اليوم السبت في افتتاح مصنع البتروكيماويات- أنه سأل الدكتور هشام قنديل، رئيس مجلس الوزراء الشرعي في عهد الرئيس محمد مرسي، "لماذا لم تشرح للناس حقيقة الوضع الاقتصادي؟" ، مؤكدا أنه لن يتردد في اتخاذ "قرارات صعبة ترددت الحكومات المتعاقبة في اتخاذها"، بحسب تعبيره.

ودافع السيسي عن قرارات يناير 1977 التي اتخذها الرئيس الراحل أنور السادات (برفع الأسعار)، واعتبرها أول محاولة حقيقية للإصلاح، وقال: "لمَّا حصل رد فعل الناس بعدم القبول.. تراجعت الدولة عن الإصلاح، وظلت تؤجل الإصلاح لغاية دلوقتي".

وأضاف- قبل ساعات من حلول الذكرى الثالثة للفض الدموي لاعتصامي ميداني "رابعة والنهضة"- "تراجعوا، وتحسَّبوا (يقصد الحكام السابقين عليه) من الإصلاح؛ خوفا من ألا يكون رد فعل الناس جيدا".

وتابع "في تقديري أننا تعاملنا مع المصريين على أننا أوصياء عليهم، وهذا ليس صحيحا.. لازم تشرح وتوضح، وأنا كنت أقول هذا الكلام، وحتى أيام رئيس الوزراء الدكتور هشام قنديل.. كنت أقول له: "من فضلكم اطلعوا كلموا الناس، وقولوا الموقف الاقتصادي إيه، واشرحوا لهم".
واستطرد "المصريين دول ناس عظام.. ما يتكلموش معاهم ليه.. أنا ما قصرتش في النقطة دي، واتكلمت فيها كتير.. وأقول إن أول محاولة كانت في عام 1977، وكان فيه عدم قبول من المصريين، وكل الحكومات التي تعاقبت بعد كده تحسَّبت من محاولات الإصلاح، وخافت من ردود الأفعال".

وأردف: "ما فيش اقتصاد.. يبقى ما فيش تعليم، ولا صحة، ولا بنية أساسية، ولا مشروعات تعطي فرص عمل للناس".

وتابع: "كنت أقول هذا الكلام قبل عام 2011.. كنت أقول إن الواقع الاقتصادي في مصر تحت ضغط، وإحنا مش واخدين بالنا منه، وده بيضرب في كل قطاعات الدولة".

وعلى صعيد الرواتب، أشار إلى أنه تم رفع الرواتب من 80 أو 90 مليارا إلى 228 مليارا سنويا، وأن زيادة الرواتب بلغت نحو 150 مليار جنيه سنويا، وأن أي مواطن يحب مصر لا يرضى بذلك، وذلك في تلميح قوي إلى عدم الاتجاه إلى زيادة رواتب موظفي الدولة بأي حال من الأحوال، إذ شدد على أن الزيادة في الرواتب دون زيادة مماثلة في الموارد تتطلب الاستدانة لسد العجز، وفق قوله.

وأضاف أنه خلال السنوات الأربع الماضية تسببت زيادة الرواتب في رفع الدين الداخلي 600 مليار جنيه، مشددا على أن وصول الدين إلى 97 بالمائة لا يمكن السكوت عليه، ويجب معالجته، على حد قوله.

وألقى السيسي باللائمة على المصريين في تردي الموقف الاقتصادي، قائلا: "أنا قلت لكم قبل الترشح إن الوضع الاقتصادي صعب، ومش هاعرف أواجهه لوحدي".

وحمَّل ثلاثي "الحروب والفساد والإرهاب"، المسؤولية عن تردي الأوضاع الاقتصادية. وأشار إلى أن خوض مصر حروبا صعبة عدة تطلبت ميزانيات ضخمة، مضيفا أن وضع اقتصاد الحرب لسنوات طويلة تظهر نتائجه السلبية على المدى الطويل.

وتابع أن الفساد كان أحد أهم العوامل التي أثرت على الاقتصاد المصري، فضلا عن المؤامرات التي يدبرها الإرهاب، التي زادت من معاناة الاقتصاد مؤخرا، وفق قوله.

وزعم أن مصر تعرضت للإرهاب، ليس خلال العامين الماضيين فقط، فقال: "كم مرة تم ضرب السياحة في مصر كل عام، أو آخر، ويتم توجيه ضربة لها؟".

ويعاني الاقتصاد المصري من أزمة طاحنة أدت إلى انهيار الجنيه؛ بسبب فشل سياسات سلطات الانقلاب، رغم عشرات المليارت من الدولارات التي حصل عليها قائد الانقلاب من منح خليجية، ما أدى إلى رفع أسعار السلع الغذائية والأدوية، وانهيار الجنيه أمام الدولار وزيادة فواتير الكهرباء والغاز والمياه والمواصلات والوقود.